أمريكا تراجع علاقاتها مع السعودية في مسار التأهيل السياسي
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لا تزال قيد المراجعة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي في قطر بعد الحوار الاستراتيجي السنوي بين الولايات المتحدة وقطر ، الثلاثاء 22 من تشرين الثاني.
ورغم منح إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حصانة سيادية لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في 17 من تشرين الثاني الحالي، أوضح بلينكن أن قرار الحصانة لا يتحدث عن تقييم لعلاقة واشنطن بالسعودية.
وأشار إلى عدم وجود خطط لزيارة ولي العهد السعودي إلى أمريكا، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
وبحسب الوكالة، فإن من السابق لأوانه القول إن ابن سلمان حصل على إعادة تأهيل سياسي في الغرب، مشيرة إلى أنه سيكون زائرًا غير مرحب به في الولايات المتحدة أو معظم دول أوروبا الغربية.
وأكد بلينكن أن القرار القانوني الذي أعطى الأمير الحصانة، يستند إلى مبادئ راسخة منذ فترة طويلة من القانون الدولي العرفي، ويوجد مثله في العديد من القضايا.
جاء قرار إدارة بايدن في وقت تصاعدت فيه التوترات بين واشنطن والرياض بشأن إمدادات الطاقة، بعد أن قررت مجموعة “أوبك +” النفطية في اجتماعها الأخير خفض أهداف الإنتاج رغم اعتراضات الولايات المتحدة.
على كفة النفط
تعد جريمة قتل خاشقجي التي أدانها بايدن خلال حملته الانتخابية في 2019، ووصفها بأنها “جريمة متعمدة” تحمل عواقب على السعودية، جوهر الخلاف بين الشريكين الاستراتيجيين، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.
مع اعتبار ابن سلمان محصنًا من الملاحقة القضائية لمقتل خاشقجي، وعرض واشنطن علنًا الالتزام بالأمن السعودي في تحذيرها من تهديد إيران، بدا أن الأمير استمال الولايات المتحدة.
في تشرين الأول الماضي، حذر بايدن من “العواقب”، عقب اتهام ابن سلمان بسوء النية بشأن محادثاتهما النفطية خلال زيارة الأول للمملكة في تموز الماضي.
وكانت زيارة بايدن المثيرة للانتقاد النقطة الأبرز في تراجع الإدارة الأمريكية، في محاولة للتأكيد على الشراكة الاستراتيجية عقب التعهد بجعل البلاد “منبوذة”.
وفي ظل مخاوف الطاقة العالمية، ومع تركيز القوى العظمى على الحرب في أوكرانيا والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، فإن الجاذبية الجيوسياسية تؤكد تمحورها حول أكبر مصدر للنفط في العالم.
اقرأ أيضًا: لماذا منح بايدن حصانة لابن سلمان في مقتل خاشقجي
“صحوة متأخرة”
بعد يومين من منحه الحصانة، قال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للشؤون السياسية، كولين كال، إن إيران كانت تستعد لشن هجوم مثل هجوم 2019 على منشآت نفطية سعودية.
لكن التحركات الأمريكية، بحسب كال، بما في ذلك تغيير مواقع أنظمة الدفاع الصاروخي، ربما تكون قد حالت دون ذلك.
من جهته، اعتبر رئيس مركز الخليج للأبحاث في جدة، عبد العزيز الصقر، أن الغضب الغربي من ولي العهد بسبب مقتل خاشقجي يُنظر إليه بين المؤسسة الحاكمة في الرياض على أنه وسيلة ذات دوافع سياسية للضغط على المملكة.
ولفت الصقر إلى أن قرار وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي، بأن الأمير مؤهل للحصول على الحصانة كرئيس للحكومة بعد تعيينه رئيسًا للوزراء، يعتبر في الرياض أمرًا سياسيًا.
وأضاف، “حاولت الولايات المتحدة الحد من أهمية المملكة ودورها إقليميًا ودوليًا، لكنها وجدت أولًا أن هذا الهدف غير قابل للتحقيق، وثانيًا أنه يضر بمصالحها، لذلك هناك عملية تراجع أمريكي عن اتخاذ مواقف سلبية تجاه المملكة”.
وأوضح أن “الإجراءات الأمريكية التي صاحبت التحذير من التهديد الإيراني، قد تشير إلى صحوة متأخرة في النهج الأمريكي تجاه سياسة إيران العدوانية والتوسعية في المنطقة، بغض النظر عن مصداقية التحذير”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :