بأسواق تقليدية وإلكترونية.. “بالة” تركية لضعيفي الدخل و”الذّواقة”
تعد اسطنبول أكبر وأشهر المدن في تركيا وأكثرها شعبية، وهي وجهة للعمل لكل سكان البلاد أو المستثمرين من الداخل والخارج، بسبب الأسواق المتعددة والمتنوعة في المدينة.
وهي الولاية التركية المركزية لوجود السوريين، وهم ينشطون في سوق عملها، بحسب جمعية اللاجئين التركية.
وتتميز اسطنبول عن غيرها بوجود العديد من الأسواق التي تبيع الملابس المستعملة، والأثاث والمقتنيات القديمة، وأواني الطبخ والأجهزة المنزلية، وغيرها من الأشياء.
ومع انتعاش نمط التسوق الإلكتروني عبر المواقع والتطبيقات في السنوات الأخيرة، بات لأسواق المستعمل مكان في المدينة، خصوصًا في ظل غلاء الأسعار، إذ تلاقي التطبيقات رواجًا، وتنتشر بأشكال متعددة، منها برامج تسمح بتبادل الملابس المستعملة بين العملاء.
وينافس هذا النوع من التجارة نماذج البيع الأخرى، مع التضخم وغلاء الأسعار، واندفاع الزبائن نحو سوق الأدوات المستعملة، ما نتج عنه ازدياد في انتشار “البالة”، وتزايد الإقبال الشعبي عليها قياسًا بسنوات سابقة.
ولا يقتصر سبب رواج سوق المستعمل على الوضع الاقتصادي، بل يتعلق الأمر أيضًا بانجذاب بعض الأشخاص إلى الأزياء العتيقة والكلاسيكية، والتوجهات الفكرية الواعية بالتكلفة الحقيقية للموضة السريعة التي تدعم إعادة تدوير الملابس والأدوات المستعملة.
أهم التطبيقات والمواقع في السوق الإلكترونية
السوق الإلكترونية التركية أكبر مثال على أسواق “البالة” الافتراضية التي تشهد نموًا وانتشارًا، إذ تملك تركيا نحو 13 تطبيقًا مختصًا ببيع الأدوات المستعملة، بداية من الكتب و”الإكسسورات”، وصولًا إلى الأدوات المنزلية والسيارات وغيرها الكثير، وكل ذلك بأسعار زهيدة ومعقولة جدًا.
ومن أهمها برنامج “TRENDYOL“، وهو برنامج يمكن تحميله في الأجهزة اللوحية والشراء عن طريقه، وإتاحة ميزة تداول البضائع المستعملة من فئة الملابس والأحذية.
يمكّن التطبيق عملاءه من إتمام عمليات الشراء، كما يستطيع العميل أو المستخدم عرض منتجه لبيعه بدلًا من إتلافه ورميه إذا كان بحالة جيدة، إذ تتحقق الفائدة للبائع والمشتري، مع فتح السبل لمن ليست لديهم القدرة على شراء القطع الجديدة.
التطبيق هو بالأصل سوق إلكترونية مفتوحة للبضائع الجديدة، مرتبط بعدد هائل من المتاجر المتنوعة، وتضم جميع الاحتياجات المنزلية من أثاث وطعام وملابس، ويوفر احتياجات الحيوانات المنزلية والزراعية وأيضًا الصناعية.
ويأتي برنامج “DOLAP” كسوق مخصصة لبيع الألبسة والإكسسوارات والأحذية المستعملة فقط من خلال الإنترنت، فقد أنشئ هذا التطبيق على أساس فكرة توفير احتياجات الفرد التركي من الكسوة المستعملة.
ومن التطبيقات التي توفر مزايا الوساطة لبيع وشراء ملابس “البالة” في تركيا:
أما عن برنامج “LETGO“، فهو من التطبيقات القديمة السبّاقة بسوق “الأون لاين” في تركيا، وقد استفاد منه كثير من السوريين سابقًا، إذ كان العملاء يعرضون أثاث منازلهم المستعمل للبيع بأسعار رخيصة، مقارنة بالجديد منها.
ويلقى البرنامج رواجًا بين الأتراك إلى اليوم، إذ يستطيع المستخدم بيع وشراء أي شيء من سيارات وأثاث وملابس، ويعتبر وسيطًا إلكترونيًا يجمع بين البائع والمشتري.
أسواق “البالة” في مدينة اسطنبول
تعتبر سوق ضاحية “Dolapdere” إحدى أسواق السلع المستعملة الأكثر أهمية في اسطنبول، تقع في “Şişli” بالقرب من وسط المدينة القديمة، وتفتح السبت من كل أسبوع، في حين تواكب السوق المظاهر الشعبية، إذ يضع الباعة تشكيلة من البضائع داخل خيام تُنصب لهذا الغرض.
وتباع أنواع الملابس والأحذية من ماركات أوروبية، والأجهزة الإلكترونية المتنوعة، بالإضافة إلى السيراميك والصور الفوتوغرافية والساعات وألعاب الأطفال والفراء الحقيقي والجلود، ويستطيع المشتري شراء بضائع “أنتيكا”، إذ يوفرها الباعة في السوق.
وفي “Şişli” سوق مغلقة داخل هنغار كبير للباعة من القطع المستعملة، وتطلق عليه أسماء عديدة منها “bit pazari” أو “ferikoy antika pazari”، وتفتح بشكل يومي على مدار الأسبوع، تعرض فيها “البالة” الأوروبية والقطع القديمة وأثاث المنزل وأجهزة إلكترونية، ويقصدها الأتراك، وتحتل مكانة جيدة في سوق المستعمل.
وفي “kadikoy”، الطرف الآسيوي من اسطنبول، توجد سوق تفتح أبوابها الثلاثاء من كل أسبوع، ولها أسماء عديدة، مثل “salı pazarı” أو “bit pazarı”، وتوفر كثيرًا من القطع المستعملة، ويقصدها الشباب لشراء الإلكترونيات، أو محبو الأشياء القديمة.
كما توجد في مناطق مختلفة من اسطنبول مثل “taksim” و”tophane” متاجر للملابس و”الإكسسوارات” من “البالة” الأوروبية، ويجد الزبون في أثناء معاينة البضائع أشهر الماركات الأجنبية باهظة الثمن.
ويوجد عدد قليل من المتاجر بين سوقي “tahtakale” و”vefa”، توفر الملابس من “البالة” التركية بأسعار تتناسب مع حالة القطع المعروضة.
أسعار السلع
تتراوح أسعار السلع على حسب السوق والبضائع المعروضة، ففي التطبيقات أو المواقع، تبدأ أسعار الملابس أو الأحذية أو الإكسسوارات من 50 ليرة تركية، وتكون بحالة جيدة، وتصل أسعار بعض القطع إلى 700 ليرة تركية.
وهناك ما يزيد على هذه الأسعار، إذ من الممكن أن يجد الزبون قطعة من ماركة عالمية بحالة جيدة، بنصف قيمة الجديدة منها.
وأما عن المتاجر المتفرقة، فتعود الأسعار إلى حالة القطعة ونوعية القماش، إذ رصدت عنب بلدي في أحد المتاجر قطعة جاكيت من الفرو بخامة جيدة وماركة أوروبية، بسعر 1300 ليرة، وهو بحالة ممتازة، فيما يتعدى سعر شبيهه كـ”موديل” الـ3000 ليرة تركية، ويختلف نوع الخامة وبلد التصنيع.
وفي ميزات بعض الأسواق، أن الباعة يبيعون بضائعهم عند اقتراب موعد الإغلاق بأسعار زهيدة تصل إلى خمس ليرات أو ليرة واحدة لأي قطعة، ويلجأ البعض لترك بقايا بضائعه مكانها بدلًا من حملها فيأخذها الناس مجانًا.
وأما عن أسعار الأثاث أو الإلكترونيات، فتختلف على حسب نوع القطعة، وتبدأ من 100 ليرة لتصل إلى 1500 تقريبًا، فربما يستطيع الزبون أن يجد ماكينة لصنع القهوة بـ200 ليرة وأخرى بـ1000 ليرة.
اقرأ أيضًا: “بازارات” إدلب.. هل “تقطع رزق” أصحاب “البسطات”
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :