أعلن الكادر الطبي في مستشفى “اعزاز الوطني” بريف حلب الشمالي، تعليق العمل في قسم العيادات والعمليات “الباردة” في المستشفى اليوم، الثلاثاء 22 من تشرين الثاني.
ويأتي الإضراب نتيجة عدم دفع الأجور الشهرية منذ ثلاثة أشهر، وامتدادًا لاحتجاجات سابقة ومطالب بزيادة الرواتب، قوبلت بعدم الاستجابة وتهديدات بالفصل.
طبيب في المستشفى (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي، إن الإضراب يأتي نتيجة مطالب الكوادر الطبية التي تنتظر استجابة منذ أشهر.
وذكر الطبيب أن الكوادر الطبية لم تتسلّم الراتب الشهري منذ ثلاثة أشهر، ولا تزال مطالب بزيادة الأجور وتحسين واقع المستشفى موجودة دون أي تجاوب.
وأوضح الطبيب أن المستشفى يتجه نحو “الانهيار” أو ما ينذر بـ”كارثة”، بسبب نقص الكثير من المستلزمات الطبية على مستوى “السيرومات” والأدوية وجلسات غسل الكلى.
ولفت الطبيب إلى إحالة العديد من المرضى إلى عيادات أو مستشفيات في ريف حلب نتيجة النقص الحاصل.
مدة الإضراب غير محددة وفق الطبيب، الذي أشار إلى أن قرار تعليق العمل مسألة يتلكأ فيها الكادر الطبي تفاديًا للضرر بالمرضى والأهالي، وهو محاولة لإيصال صوت الكادر الطبي في مستشفى “اعزاز الوطني”.
وناشد الطبيب مديرية الصحة التركية وجميع الجهات المعنية والمسؤولة للنظر بواقع الكوادر الطبية والاستجابة لمطالبها.
واستنكر المماطلة في الاستجابة للمطالب، داعيًا إلى النظر بجدية لها والتعامل بطريقة رسمية وحضارية مع الكادر الطبي، وعدم استخدام أسلوب التهديد بالفصل وبمنع الحصول على إذن للدخول والخروج من المعبر الحدودي مع تركيا.
وفي تشرين الأول الماضي، نظمت الكوادر الطبية في مستشفيات “اعزاز”، و”الراعي”، و”عفرين”، و”الباب”، وقفات احتجاجية وإضرابًا جزئيًا بسبب تأخر رواتبهم لأكثر من شهرين، ومطالب قديمة يحملونها وسط تعنّت السلطات في تلبيتها.
مطالب الإنصاف وتحسين الرواتب الشهرية قوبلت بتهديدات للكوادر الطبية، تمثّلت باستدعاءات وتحقيقات وتهديدات بالفصل من العمل، بالإضافة إلى التلويح بتهم جاهزة للتلفيق، وفق شهادات حصلت عليها عنب بلدي من أطباء عاملين فيها.
واضطر بعض العاملين في القطاع الطبي بريفي حلب الشمالي والشرقي لترك عملهم والبحث عن أعمال بديلة تلبي متطلباتهم واحتياجاتهم، أو الصمت عن مطالبهم وسط ضغوطات يتعرضون لها.
ومع كل وقفة احتجاجية تتكرر مطالب تغيير طبيعة العقود الموقّعة مع الكوادر الطبية من عقود سخرة وعقود تطوعية إلى عقود مثل أي موظف متعاقد مع “الهلال الأحمر التركي” والاتحاد الأوروبي، وتحسين الرواتب.
اقرأ أيضًا: كوادر طبية تحت ضغط الإدارة التركية في ريف حلب
ويشرف على إدارة المستشفيات العاملة في مناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة” بريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين وتل أبيض، كوادر وشخصيات تركية وسورية، وتميل الكفة والسلطة للأتراك.
ويبلغ راتب الممرض التركي نحو 15 ألف ليرة تركية، في حين يصل راتب الممرض السوري إلى ألف و300 ليرة تركية، ويبلغ راتب الطبيب التركي 40 ألف ليرة تركية، وراتب الطبيب السوري بين 3500 و4900 ليرة تركية.
–