ربط رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، أهارون هاليفا، توقف الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية بابتعاد الهيمنة الإيرانية على “السيادة السورية”.
وقال هاليفا خلال مؤتمر لمعهد “دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي اليوم، الاثنين 21 من تشرين الثاني، “حينما ستعود سوريا لتكون دولة ذات سيادة ومستقلة غير خاضعة لسيطرة الإيرانيين عليها، فأنا مقتنع بأننا سنتوقف عن الزيارات المتكررة إلى مجالها الجوي”.
وجاء في تصريحات هاليفا خلال المؤتمر الذي حمل عنوان “إيران، إسرائيل والمحور الشيعي في 2023: عام من الصراع؟”، أن الحضور الإيراني في جنوبي سوريا على مستوى “منخفض للغاية”، وأن كمية “الوسائل القتالية الاستراتيجية الموجودة على الأراضي السورية تتراجع نتيجة الضربات الإسرائيلية”.
واعتبر المسؤول الاستخباراتي أن إسرائيل “نجحت” في تفكيك وجود وكلاء إيران في سوريا، مشيرًا إلى انهيار “رؤية قاسم سليماني”، لكنه أكد أن المعركة متواصلة باستمرار لتدفق مئات الملايين من الدولارات من الأموال الإيرانية إلى ذات المجموعات أو الوكلاء، بسبب استمرار التصور الإيراني القاضي “بالحفاظ على الثورة وتصديرها إلى العراق واليمن وسوريا”، على حد قوله.
وعلى صعيد الاتفاق النووي الإيراني قال هاليفا، “من المقلق أن إيران تتقدم لدرجة أنها ستخصب اليورانيوم إلى مستوى 90%”، مشيرًا إلى أن صنّاع القرار في إسرائيل يقتربون من النقطة التي سيتعيّن عليهم فيها اتخاذ قرارات بشأن هذه المسألة.
واتهم هاليفا الإيرانيين بأنهم يخططون لاستهداف السعودية على مدار الأسابيع الأخيرة، لأنهم يعزون لها المساهمة في الاحتجاجات داخل إيران، وفي العملية التخريبية التي وقعت في شيراز.
وفي حين تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” أواخر الشهر الماضي الهجوم على المرقد الديني بمدينة شيراز، اعتبر اليوم وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، أن السعودية “تحقد” على إيران، مستندًا إلى أن الشبكات الإعلامية المعارضة مثل “إيران إنترناشيونال” “تمولها” السعودية.
تصريحات إسرائيلية سابقة
في 23 من تشرين الأول الماضي، زعم مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن القوات الإسرائيلية دمرت نحو 90% من البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا.
وقال المسؤولون، إن إسرائيل “نجحت” خلال السنوات الأخيرة بالحد بشكل “شبه كامل” من قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى سوريا، وتصنيعها على أراضيها، وإقامة قاعدة فيها مع الميليشيات الموالية لها.
وأفاد المسؤولون بأن القوات الإسرائيلية ألحقت “أضرارًا بالغة” بمسارات التهريب الإيرانية من إيران إلى سوريا عبر البحر والجو والبر.
وفي نيسان الماضي، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، أنه يجب على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قطع علاقاته مع إيران، إذا أراد أن يكون جزءًا من المنطقة، وأن يعود إلى جامعة الدول العربية.
وأوضح وزير الدفاع أن إسرائيل تسعى إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي ضد “الانتهاكات الإيرانية”، وذلك بالتعاون مع واشنطن وشركائها الإقليميين، وأن إسرائيل تعمل ضد عمليات نقل الأسلحة والتهديدات التي يولدها الإيرانيون ضدها في سوريا.
وفي 12 من أيلول الماضي، قدم غانتس خريطة تظهر نحو عشر منشآت للصناعة العسكرية السورية، قال إنها تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لإيران وفروعها في المنطقة.
وذكر غانتس أن المواقع توزعت في جميع مناطق سوريا، الجنوبية والوسطى والساحلية والشمالية، وأبرزها موقع تحت الأرض في مصياف لصناعة الصواريخ الدقيقة، وأنها تشكّل “تهديدًا محتملًا للمنطقة وإسرائيل”.
وقال الوزير، خلال مؤتمر في نيويورك، إن إيران تبني صناعات “إرهابية” في سوريا لاحتياجاتها، ومؤخرًا بدأت ببناء صناعات متطورة في اليمن ولبنان أيضًا، مشيرًا إلى أن العالم يحتاج إلى كبح “العدوان الإيراني”.
وأضاف أن إيران تسلّح فروعها في المنطقة بأكثر من مليار دولار سنويًا، وأنها “تسعى إلى ترسيخ وجودها في المنطقة، من خلال بناء صناعات إرهابية”
–