جريدة عنب بلدي – العدد 49 – الأحد – 27-1-2013
تباينت الآراء حول تسمية الجمعة الفائتة (26 كانون الثاني 2013) باسم «قائدنا للأبد، سيدنا محمد» فمنهم من رآها تطرفًا في الرأي وإقصاءً للآخر لأن الشعار لا يحمل في طياته مكونات الطيف الأخرى التي تشكل النسيج السوري، ومنهم من رأى فيها إهانة للنبي الكريم إذ زُجّ اسمه في السياسة وتمت مساواة مقامه بمستوى «حافظ الأسد» الذي من أجله تم اختراع هذا الشعار، فكيف تتم مساواة الرسول الكريم بحافظ الأسد. بينما ذهبت بعض الآراء المعتدلة إلى ترك تداول الموضوع من ناحية دينية واكتفت بالقول أن شعار «قائدنا للأبد سيدنا محمد» لا يحمل أي رسالة سياسية أو اقتصادية يمكن مخاطبة العالم بها ومطالبتها بأي مطلب كان.
بينما ذهب آخرون إلى القول بأن تسمية الجمعة كان مشروعًا لأنه توافق وعيد مولد الرسول الكريم فكان من الأجدى تسمية الجمعة باسم «قائدنا للأبد سيدنا محمد» شأنه شأن تسمية الجمعة العظيمة التي صادفت الجمعة العظيمة قبل عيد الفصح المسيحي، بينما ذهبت بعض الآراء للقول بأن النسبة الأكبر في سوريا هي للسنة وهم يشكلون المكون الرئيسي فكان من حقهم أن يكون شعارهم «قائدنا للأبد سيدنا محمد».
بينما تداول البعض شأن تسمية الجمعة بلا اهتمام معتبرًا أن لا أهمية لتسمية الجمع أصلًا، وبأن الأسماء لم تعد تؤتي أكلها البتة. وفي حين انشغل كثيرون بالمهاترات والسجالات التي لا طائل منها سوى تعزيز الفرقة بين السوريين، وحدها كفرنبل استطاعت أن ترسل للجميع رسالتها التي تفيد بأن الكلام لم يفيد ولا أسماء الجمع تفيد فقرروا رسم لوحة نسفت كل السجالات لتقول للجميع استفيقوا، فكل ألوان الطيف التي تكون النسيج السوري إن وضعت تحت موشور الوطنية تنصهر بلون واحد يرسم سوريا المستقبل.