شنّت طائرات روسية اليوم، الاثنين 21 من تشرين الثاني، عدة غارات جوية على مناطق متفرقة شمال غربي سوريا، وسط تصعيد عسكري تشهده المنطقة منذ الصباح.
واستهدف الطيران الحربي تلال الكبينة بريف اللاذقية بأكثر من ثلاث غارات، ومحيط بلدة بابسقا بريف إدلب الشمالي بخمس غارات بالصواريخ الفراغية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن الطيران الروسي نفّذ غارة جانب مبنى العيادات الطبية في معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
ويبعد الاستهداف مسافة 500 متر عن مبنى العيادات، الذي تعرّض لأضرار مادية بسيطة من تصدّع نوافذ ووصول بعض الشظايا إليه، دون تسجيل أضرار بشرية.
وجرى إخلاء العيادات من المرضى المراجعين، بالإضافة الى إخلاء مرضى العناية القلبية، لافتًا إلى أن جميع الاستهدافات شديدة الانفجار.
وتزامنت الغارات مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، مع قصف مدفعي من قوات النظام المتمركزة قرب خطوط التماس لمحيط قرى وبلدات بينين وسان وفليلفل وكفرعويد بريف إدلب الجنوبي.
ولم يعلن أي مصدر طبي عن تسجيل خسائر أو إصابات في صفوف المدنيين حتى لحظة نشر هذا التقرير.
ويأتي التصعيد قبل اقتراب موعد محادثات “أستانة” حول سوريا التي ستعقد في 22 و23 من تشرين الثاني الحالي، إضافة إلى جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي ضمن حوار تفاعلي لمناقشة موضوع القرار الأممي “2642” لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
هل مهّدت روسيا للقصف؟
القصف جاء بعد ساعات من حديث “المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا” عن أن مقاتلي “جبهة النصرة” (تحرير الشام حاليًا) في سوريا قاموا بتجهيز مستودعات بالأسلحة في منشآت إنسانية بمخيمات اللاجئين في محافظة إدلب، ومنعوا وصول المنظمات الدولية.
وقال نائب رئيس “المركز الروسي”، اللواء أوليغ إيغوروف، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، الأحد 20 من تشرين الثاني، إن المسلحين جهزوا مستودعات بالأسلحة والذخيرة في منشآت إنسانية بهذه المعسكرات”.
وسبق أن قال إيغوروف، في 5 من تشرين الثاني الحالي، لوكالة “سبوتنيك“، إن “المسلحين بالتعاون مع منظمة (الخوذ البيضاء) يخططون لقصف مخيمات اللاجئين في قريتي كفردريان وكفرجالس في محافظة إدلب، لاتهام قوات النظام السوري بذلك”.
وتبع حديث أويغوروف بيوم استهداف خمسة مخيمات شمالي سوريا بصواريخ محمّلة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًا.
واعتبر “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) كلام أويغوروف حينها تأكيدًا على أن القصف مخطط له، وجزء من سياسة التضليل الإعلامي التي تتبعها روسيا في حربها على السوريين، وفق بيان نشره في 6 من تشرين الثاني الحالي.
الاستهداف شبه يومي
تتعرض مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا لقصف شبه يومي وغارات جوية روسية بوتيرة متفاوتة، وتنال المناطق القريبة من خطوط التماس الحصة الكبرى من حصيلة الاستهداف.
وقُتل مدني وأصيب آخر بقصف لقوات النظام السوري وروسيا، خلال عملهما بجني محصول الزيتون جنوبي إدلب، في 14 من تشرين الثاني الحالي.
وفي 6 من الشهر نفسه، قُتل تسعة أشخاص وأصيب 70 آخرون جراء استهداف مخيمات قرب قرية كفرجالس شمال غربي إدلب بصواريخ محمّلة بالقنابل العنقودية.
واستهدف النظام السوري وحليفه الروسي حينها خمسة مخيمات (“مرام”، “وطن”، “وادي حج خالد”، مخيم “محطة مياه كفر روحين”، مخيم “قرية مورين”، مخيم “بعيبعة”) بصواريخ محمّلة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًا، وفق ما قاله “الدفاع المدني”.
واستجاب “الدفاع المدني“، منذ بداية العام الحالي حتى 5 من تشرين الثاني، لأكثر من 450 هجومًا من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما، استهدفت شمال غربي سوريا.
ومن بين هذه الهجمات نحو 60 غارة جوية وأكثر من 300 هجوم مدفعي، وأكثر من 30 هجومًا صاروخيًا، إضافة إلى هجمات أخرى بأسلحة متنوعة، بينها صواريخ موجهة، وهجومين بقنابل عنقودية، وأدت تلك الهجمات إلى مقتل 61 شخصًا بينهم 24 طفلًا وخمس نساء، وإصابة 152 آخرين بينهم 51 طفلًا و20 امرأة.
وفي 22 من تموز الماضي، ارتكبت الطائرات الحربية الروسية مجزرة في ريف إدلب، أسفرت عن مقتل سبعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة، وإصابة 13 آخرين بينهم ثمانية أطفال، باستهداف مزرعة لتربية الدواجن يقطنها مهجّرون، ومنازل مدنيين على أطراف قرية الجديدة في ريف إدلب الغربي.
–