شن سلاح الجو التركي غارات على نقاط متفرقة من مناطق نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في أرياف حلب والرقة، تزامنًا مع إعلان وزارة الدفاع التركية عما أسمته “وقت الحساب”.
وقالت الوزارة عبر حسابها الرسمي في “تويتر” في وقت مبكر من فجر اليوم، الأحد 20 من تشرين الثاني، إن “وقت الحساب على الهجمات الغادرة قد بدأ”، مرفقة صورة لطائرة حربية.
تبع ذلك تسجيل مصوّر نشرته الوزارة يظهر استهدافًا جويًا لما قالت إنها “أعشاش الإرهاب” دون تحديد المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن أصوات انفجارات متسلسلة سُمعت في مدينة المالكية شرقي محافظة الحسكة، وسط معلومات عن إخلاء “قسد” نقطتين عسكريتين لها في محيط بلدة الدرباسية الملاصقة للحدود التركية.
بينما قالت وكالة “نورث برس” ومقرها شمال شرقي سوريا، إن مدينة عين العرب/كوباني على الحدود السورية- التركية تعرضت لقصف من قبل الطائرات الحربية التركية في الوقت نفسه.
ونقلت الوكالة عن مصادر ميدانية لم تسمِّها، أن الطيران الحربي التركي استهدف تلة مشته نور جنوب شرقي عين عرب بثلاث غارات جوية، إضافة إلى موقع آخر بالقرب من “الإذاعة” غربي المدينة.
مراسل عنب بلدي شمالي حلب قال، إن غارات جوية تركية أيضًا طالت مواقع لـ”قسد” شمالي وشرقي محافظة حلب، دون ورود معلومات عن مواقع الاستهداف بدقة.
ونشر الصحفي التركي ليفينت كمال، عبر “تويتر”، أسماء سبع مدن وقرى شمالي سوريا قال إنها تعرضت لقصف جوي تركي مع بدء العمليات التركية في المنطقة.
Points hit by the Turkish air force so far
Ain Digna
Menag Airport
Ayn Al Arab
Khafaya Al-Salem silos
Tal Rifat
Mara'naz
Malikiyah— Levent Kemal (@leventkemaI) November 19, 2022
النظام غير مستثنى
استهدفت الطائرات التركية مواقع تتمركز فيها قوات النظام إلى جانب “قسد”، ما أسفر عن مقتل وإصابة عناصر من قوات النظام، بحسب وسائل إعلام محلية موالية لـ”قسد”.
وقالت وكالة “هاوار” المقربة من “قسد”، إن عنصرين من قوات النظام السوري أصيبا باستهداف تركي لموقع لهما غربي محافظة الحسكة.
تبع ذلك استهداف جوي آخر لقوات النظام في ريف زركان الشمالي، بالريف الشمالي للحسكة، إضافة إلى نقطة تمركز أخرى في مدينة تل رفعت بشمالي حلب، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد غير معروف، بحسب “هاوار“.
من جانبها، نقلت “نورث برس” عن مصدر طبي لم تسمِّه، أن إصابة بليغة تعرض لها جندي من قوات النظام نتيجة القصف التركي على عين العرب شمالي سوريا.
حسابات إخبارية موالية للنظام قالت عبر “فيس بوك”، إن عسكريين اثنين من الجيش السوري أصيبا بجروح نتيجة استهداف نقطة لهم في قرية قزعلي بالريف الغربي لتل أبيض إثر قصف تركي.
وقال مدير المركز الإعلامي لـ”قسد”، فرهاد شامي، عبر حسابه الرسمي في “تويتر”، إن قتلى وجرحى من قوات النظام خلّفهم القصف التركي على مواقع متعددة شمالي سوريا.
بينما لم يشر شامي إلى حصيلة الأضرار التي خلّفتها الغارات الجوية على مواقع “قسد” في المناطق نفسها.
توقعوا تصعيدًا
حملة القصف التركي على سوريا والعراق سبقتها بيوم واحد تحذيرات أطلقتها القنصلية الأمريكية في أربيل لرعاياها من السفر إلى شمال شرقي سوريا وشمالي العراق، مشيرة إلى أنها “تراقب تقارير موثوقة عن عمل عسكري تركي محتمل في سوريا والعراق”.
وعلّق النظام السوري، في 16 من تشرين الثاني الحالي، على حادثة التفجير في منطقة تقسيم بمدينة اسطنبول التركية، بأن “سوريا تدين الإرهاب أينما كان”، وذلك على لسان وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد.
وحذر المقداد السلطات التركية من أي استغلال للحادثة، والتذرع بمثل هذه الأحداث للقيام بنشاطات أو “خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجرًا”.
سبق ذلك، في 15 من تشرين الثاني الحالي، بيان أصدره حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) قال فيه، إن تركيا “تهيئ الأرضية لهجمات جديدة على مناطقنا من خلال اتهاماتها لقواتنا ومناطقنا بانفجار اسطنبول”، بحسب ما نقلته وكالة “هاوار“.
الرئيس المشترك لـ”PYD“، الذي يشكّل نواة “الإدارة الذاتية”، صالح مسلم، قال إن تركيا “هيأت سيناريو التفجير، وسيشنون هجومًا عندما تحين لهم الفرصة”، في إشارة منه إلى تركيا.
حساب على ماذا؟
قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الجمعة، إن الهجمات الإرهابية التي شهدتها ولايتا اسطنبول ومرسين التركيتان، خلال فترتين زمنيتين مختلفتين، نفذها “إرهابيون من منبج”.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن صويلو خلال عرضه موازنة الوزارة لعام 2023 في لجنة التخطيط والميزانية التابعة للجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، أن تركيا تحارب “هيكلًا إرهابيًا بدعم خارجي مكثف”، في إشارة منه إلى القوات الكردية المدعومة أمريكيًا شمالي سوريا.
“القادة الذين دبروا هذا الهجوم موجودون أيضًا في منبج، الأمر بهذه البساطة، أمريكا تقف وراء حزب (الاتحاد الديمقراطي) وحزب (العمال الكردستاني)”، أضاف صويلو.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن، في 13 من تشرين الثاني الحالي، عن وصول عدد قتلى الانفجار الذي وقع في شارع الاستقلال باليوم نفسه، إلى ستة أشخاص وإصابة 53 آخرين، إلا أن عدد المصابين ارتفع لاحقًا إلى أكثر من 80، وفقًا لبيانات رسمية.
وسبق لأنقرة أن لوّحت بعمليات عسكرية في المنطقة، لتأمين أمنها القومي، الأمر الذي تقابله واشنطن، التي تدعم “قسد”، بالرفض.
ويعتبر حزب “العمال الكردستاني”، الذي أُسس في سبعينيات القرن الماضي، على قائمة المنظمات الإرهابية في كل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا وأستراليا، بينما تعتبر تركيا أن “قسد” امتداد للحزب الذي تعتبره خطرًا على أمنها القومي.
وسبق لتركيا أن شنت عمليات عسكرية في الشمال السوري ضد “قسد”، إضافة إلى حملات قصف شهدها الشمال السوري من قبل الجيش التركي، تركزت في أرياف الحسكة والرقة.
–