فرضت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، على سكان عدة أحياء في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، تنظيم مجموعات لـ”حماية أحيائهم”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القامشلي اليوم، السبت 19 من تشرين الثاني، أن “قسد” بدأت بتنظيم قوائم تضم عددًا من سكان الأحياء التي تسيطر عليها في مدينة القامشلي، لإجبارهم على القيام بعمليات حراسة ليلية للأحياء بحجة حمايتها من خلايا تنظيم “الدولة” و”اللصوص”.
وضمت الأحياء التي ستفرض “قسد” على سكانها عمليات الحراسة كلًا من حي “الأربوية” و”السريان” و”الثورة” و”قدور بيك” و”قناة السويس” و”الأشورية”، على أن يقسم كل حي إلى عدد معيّن من القطاعات (قطاعان أو ثلاثة)، وذلك بإشراف عناصر من “قوات الحماية الجوهرية” (ميليشيا مسلحة من أنصار “قسد” لديها مقار في أغلب الأحياء).
ومساء الجمعة، اعتقلت “قسد” شخصًا من حي “الأربوية” في مدينة القامشلي، بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الأمر الذي أعقبه إلزام “قسد” شبان الحي بحراسته.
أحد سكان حي “الأربوية” تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن المعتقل نازح ينحدر من منطقة الباغوز بريف دير الزور، دون أن يعرف ذووه حتى الآن الوجهة التي نقلته إليها “قسد”.
وتسيطر “قسد” على كامل مدينة القامشلي باستثناء المربع الأمني الذي يضم الدوائر الخدمية، وحي “زنود” الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري.
وتأتي هذه الإجراءات مع عودة التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا بعد اتهامها بالوقوف خلف التفجير الأخير الذي استهدف شارع تقسيم باسطنبول.
وعقب تفجير شهدته منطقة تقسيم وسط مدينة اسطنبول التركية، في 13 من تشرين الثاني الحالي، نقلت صحف ومواقع إخبارية تركية عن مسؤول تركي (لم تسمِّه)، اعتزام أنقرة ونيتها ملاحقة أهداف شمالي سوريا بعد استكمال عملية ضد حزب “العمال الكردستاني” شمالي العراق.
وفي 15 من تشرين الثاني الحالي، أصدر حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، الذي يشكّل نواة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، بيانًا قال فيه إن تركيا “تهيئ الأرضية لهجمات جديدة على مناطقنا من خلال اتهاماتها لقواتنا ومناطقنا بانفجار اسطنبول”، بحسب ما نقلته وكالة “هاوار” الكردية.
الرئيس المشترك لـ”PYD”، صالح مسلم، قال إن تركيا “هيّأت سيناريو التفجير، وسيشنون هجومًا عندما تحين لهم الفرصة”، بحسب تعبيره.
–