مريضات يصارعن “الخبيث” بإدلب

  • 2022/11/27
  • 10:41 ص

ممرضة تقدم المساعدة لإحدى مريضات السرطان في مركز “سامز” بإدلب_ 14 من تشرين الأول 2022 (مركز سامز )

إدلب – هدى الكليب

تعيش مريضات السرطان في إدلب، شمال غربي سوريا، معاناة مستمرة أمام صعوبة توفير أدويتهن وعلاجهن، مع قلة المراكز المتخصصة، وتردي الواقع الاقتصادي الذي ينعكس بالضرورة على مختلف الجوانب المعيشية، بما يفاقم الوضع الصحي للمريضة، جسديًا ونفسيًا.

ويسهم عدم توفر الأدوية وسبل العلاج بالتأخر في مكافحة انتشار المرض، ما يعني تكاثر الخلايا السرطانية “الخبيثة” وانتشارها وتمددها إلى أجزاء أخرى من الجسد، والوصول إلى مراحل متقدمة قد لا يجدي معها العلاج.

“لا وجع يفوق وجعنا في منطقة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة”، قالت فدوى محمد (35 عامًا) لعنب بلدي، وهي نازحة من جنوبي إدلب، تقيم في أحد المخيمات، وتعاني مرض سرطان القولون منذ أكثر من عام.

تصف السيدة مرضها بأنه “أصعب الأمراض وأقلها أملًا في الشفاء”، موضحة أنها لا تواجه تأثيرات وآلام الحالة فقط، بل تخوض أيضًا “معركة وجودية” لتأمين أدويتها، وتكاليف علاجها، ما قلّص استجابتها الصحية للعلاج، رغم تمسكها بالبقاء وقضاء وقت أطول مع العائلة.

تركيا بديل صعب

تحصل فدوى، وهي مصابة بالمرض من درجته الثالثة، على العلاج الكيماوي بشكل مجاني من مركز الأورام في إدلب، لكنها بحاجة للسفر إلى تركيا لاستكمال العلاج الإشعاعي لعدم توفره في المنطقة، ما يفرض عليها أعباء الانتظار في طوابير المرضى من أجل دخول الأراضي التركية، وتحمّل عبء مصاريف العلاج الكبيرة التي تربك العائلة، إذ تحتاج إلى جلسة كل شهرين، تبلغ تكلفتها نحو 420 دولارًا، لا تملك فدوى منها شيئًا، على حد قولها.

من جهتها، تعتبر صبحية العمشة (44 عامًا) نفسها من المحظوظات لأنها وجدت من يساعدها في تأمين تكاليف علاج مرضها في تركيا، وهو ابنها اللاجئ في أوربا منذ أكثر من أربع سنوات، وخاصة بعد إيقاف تركيا، أواخر عام 2021، الوثيقة العلاجية المجانية، ما يعني أن المريض مجبر على دفع تكاليف علاجه.

صبحية مصابة بسرطان الثدي من الدرجة الرابعة، وهي أقصى درجات المرض، وبحاجة إلى جلسات إشعاعية عديدة، إثر فشل الجلسات الكيماوية والهرمونية في علاجها، “الواحد بيعمل اللي عليه والباقي على رب العالمين”، قالت صبحية.

ورغم تخفيف مركز علاج السرطان الوحيد في إدلب العبء عن بعض مرضى السرطان، ممن لا قدرة لهم على تحمّل تكاليف العلاج في الشمال السوري، فإنه لا يوفر كل أنواع العلاجات والأدوية، ولا سيما التي يحتاج إليها ذوو الحالات المتقدمة من المرض.

الطبيب ملهم خليل (35 عامًا)، الاختصاصي بأمراض الدم والأورام، وهو أحد الأطباء المشرفين بمركز “الجمعية الطبية السورية- الأمريكية” (سامز) التخصصي لعلاج السرطان في إدلب، أوضح لعنب بلدي أنه لوحظ خلال العام الحالي انتشار أكبر لسرطان الثدي، خاصة لدى السيدات في العقد الثالث والرابع من العمر، ما اعتبره أمرًا غير طبيعي على الإطلاق.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى النساء، وتشمل أعراضه إفراز مادة شفافة أو مشابهة للدم من حلمة الثدي، وتراجع الحلمة أو تسننها.

وتأتي نسبة 5 إلى 10% من حالات الإصابة بسبب الوراثة، بينما تشكّل العيوب الجينية عاملًا فارقًا في الإصابة بالمرض.

ألف مراجعة شهريًا

وأكد خليل انتشار أنواع أخرى من السرطانات الخاصة بالنساء، كسرطان الرحم والمبيض والرئة، إضافة إلى سرطان الرئة صغير الخلايا، وهو مرض مرتبط بالتدخين ارتباطًا وثيقًا.

“كنا لا نرى هذا النوع من السرطانات لدى النساء، ولكنه منتشر اليوم في أوساطهن بشكل كبير، وبأعمار صغيرة”، قال الطبيب خليل.

وحول أعداد الحالات التي يجري تشخيصها شهريًا في مركز “سامز”، قال الطبيب، إنها تصل إلى أكثر من عشر حالات لسرطان الثدي، كمعدل شهري تقريبي، إضافة إلى حالات سرطانية من أنواع أخرى.

وتابع أن مركز “سامز” لعلاج الأورام، يقدم العلاج الكيماوي والمناعي والهرموني مجانًا لمرضى السرطان، لكن العلاج الإشعاعي غير متوفر، فيجري في هذه الحالة تحويل المريض إلى تركيا.

وهناك ما لا يقل عن ألف مراجعة بشكل شهري، للذكور والإناث، بكل أنواع مرض السرطان، بعضها حالات جديدة، إلى جانب المرضى المشخصين سابقًا.

ويعتبر سرطان الرئة والسرطان الذي يضرب الجهاز العظمي من أكثر الأنواع انتشارًا بين الذكور.

ويعاني الشمال السوري غياب مراكز الكشف المبكر عن السرطان، وعدم وجود مراكز للتوعية، إلى جانب اقتصار العلاج على مركز واحد، وهو مركز الأورام في مستشفى “إدلب المركزي”، ويتبع لـ”سامز”.

مقالات متعلقة

  1. تجارب جديدة على لقاح قد يقضي على السرطان  
  2. سرطان المريء.. الرجال يصابون أكثر من النساء بثلاثة أضعاف
  3. افتتاح مركز لعلاج سرطان الثدي والليمفوما في مدينة إدلب
  4. سرطان الدم عند الأطفال

مجتمع

المزيد من مجتمع