أخبرت شركة “تويتر” موظفيها أنه سيتم إغلاق مباني مكاتب الشركة مؤقتًا، في رسالة داخلية نشرتها شبكة “BBC”، وأُبلغ الموظفون أن المكاتب ستفتح أبوابها الاثنين المقبل، 21 من تشرين الثاني الحالي.
يأتي هذا الإعلان وسط تقارير عن استقالة أعداد كبيرة من الموظفين، بعد أن دعاهم المالك الجديد إيلون ماسك للعمل لـ”ساعات طويلة بكثافة عالية” أو الاستقالة.
ماسك يفصل نصف الشركة
وكان إيلون ماسك فصل نصف موظفي الشركة منذ شرائه لها الشهر الماضي.
وقال رئيس قسم السلامة والنزاهة بالشركة، يويل روث، عبر حسابه في “تويتر”، إن الشركة سرحت 50% من موظفيها، بمن في ذلك الموظفون في فريق الثقة والأمان الذي يشرف على مراقبة المحتوى المخل بقواعد الموقع.
وقال موظفون في شركة التواصل الاجتماعي عبر حساباتهم الرسمية، إن الفرق المسؤولة عن الاتصالات وتنظيم المحتوى وحقوق الإنسان وأخلاقيات التعلم الآلي كانت من بين تلك الفرق التي تم فصلها، بالإضافة إلى بعض فرق الإنتاج والهندسة، بحسب ما ذكرته وكالة “رويترز”
وأفادت وكالة “بلومبرج” أن الشركة تتواصل مع عشرات الموظفين الذين فقدوا وظائفهم وتطلب منهم العودة للعمل.
وذكرت الوكالة أن بعض الذين طُلب منهم العودة تم تسريحهم عن “طريق الخطأ”، وجرى التخلي عن الآخرين قبل أن تدرك الإدارة أن عملهم وخبراتهم ضرورية لبناء الميزات الجديدة التي يتصورها ماسك.
وقال ماسك، عبر حسابه في “تويتر”، عن تسريح العمال، “لسوء الحظ، لا يوجد خيار عندما تخسر الشركة أكثر من أربعة ملايين دولار في اليوم”، مضيفًا أن كل المتضررين حصلوا على مكافأة نهاية الخدمة لمدة ثلاثة أشهر.
الشركات تسحب إعلاناتها
أعلنت العديد من الشركات إيقاف نشر إعلاناتها على “تويتر”، في 11 من تشرين الثاني الحالي، بعد تخوفهم من ازدياد المعلومات المضللة وخطاب الكراهية على المنصة تحت إدارة ماسك، ونهجه في “حرية التعبير المطلقة”.
وشكّلت مبيعات الإعلانات أكثر من 90% من عائدات “تويتر” في هذا العام.
وأصدرت مجموعة “فولكس فاجن” توصية بأن توقف علاماتها التجارية، التي تشمل “Audi” و”Lamborghini” و”Bentley” و”Porsche”، إنفاقها على الإعلانات في “تويتر” بسبب مخاوف من ظهور إعلاناتها جنبًا إلى جنب مع محتوى “إشكالي”.
وقالت شركة “Carlsberg” الدنماركية، إنها نصحت فرق التسويق لديها بفعل الشيء نفسه.
وأكدت المتحدثة باسم “United Airlines” الأمريكية، ليزلي سكوت، أن شركة الطيران علّقت الإعلان في “تويتر”.
بدوره، قال ماسك، إن تحالفًا لمنظمات حقوقية يضغط على كبار المعلنين، لاتخاذ إجراءات إذا لم يحمِ الاعتدال في المحتوى.
مجلس “مراقبة المحتوى”
قال ماسك إنه سيشكّل مجلسًا مؤلفًا من أشخاص من توجهات متعددة للإشراف على المحتوى، لتقرير أنواع المنشورات التي يجب إبقاؤها وما يجب إزالته، بعد فصله عددًا من الموظفين المسؤولين عن مراقبة المحتوى على الموقع.
وعقدت منظمات حقوقية في أمريكا، بما في ذلك “رابطة مكافحة التشهير” (Anti-Defamation League)، مؤتمرًا حثت فيه الشركات على سحب إعلاناتها، قائلة إن عمليات التسريح الجماعي للموظفين هناك “قضت على فريق مراقبة المحتوى”.
وأضافت المنظمات أن مراقبة المحتوى “الضار” في “تويتر” كان ضعيفًا حتى قبل فصل الموظفين، وأن “مجلس مراقبة المحتوى” لن يكون كافيًا “لكبح خطاب الكراهية على المنصة”.
وفي تغريدة عن عائدات “تويتر”، قال ماسك، “لم يتغير شيء مع تعديل المحتوى، وفعلنا كل ما في وسعنا لإرضاء الناشطين”، مضيفًا أنه سيحمي “تويتر” من التحول إلى “موقع جحيمي”.
في منشور على حسابها في “Linkedin”، قالت المديرة لوسائل التواصل الاجتماعي لشركة “جوردان”، المملوكة من شركة “Nike”، آلي واسوم، “ما لم يوظف إيلون ماسك مديرين جدد ملتزمين بالحفاظ على هذه المنصة في مأمن من خطاب الكراهية، فهي ليست منصة يمكن أو ينبغي للعلامات التجارية الإعلان فيها”.
ثمانية دولارات أجرة توثيق الحساب
بعد أسبوع من شراء “ماسك” لـ“تويتر”، أعلن عن إطلاق خدمة “Twitter Blue”، وهي خدمة اشتراك بقيمة ثمانية دولارات تضيف علامة التحقق الزرقاء بجانب أسماء الأشخاص المشتركين.
قبل تسلّم ماسك الشركة، كانت علامات التحقق الزرقاء بجوار اسم المستخدم تعني أن “تويتر” أكد أن الحساب يخص أحد السياسيين أو الشخصيات الشهيرة أو الصحفيين وغيرهم من الشخصيات العامة.
وظهرت حسابات مزيفة تدعي أنها شركات ومشاهير مع علامة التوثيق بعد إطلاق الخدمة، بما في ذلك شركتا “Tesla” و”SpaceX” المملوكتان من قبل ماسك، بالإضافة إلى “Nestle” وشركة “Lockheed Martin” المصنعة للطائرات الحربية.
على سبيل المثال، أصدرت شركة “Eli Lilly and Co” المصنعة للأدوية اعتذارًا بعد أن قام حساب منتحل “موثق” بتغريد أن الأنسولين سيكون مجانيًا، وسط رد فعل سياسي وتدقيق في ارتفاع أسعار الدواء.
وقالت الشركة، “نعتذر لأولئك الذين تلقوا رسالة مضللة من حساب مزيف للشركة”.
وقال حساب الدعم (Twitter Support) في “تويتر”، إن المنصة أضافت تسمية “رسمي” للحسابات المعرفة من قبلها، لكن ماسك أعلن عن حذف التسمية بعد ساعات من دون تحديد السبب.
وقال ماسك، إن مستخدمي “تويتر” الذين ينخرطون في انتحال الهوية دون تحديد بوضوح أنه حساب “ساخر” سيتم حظرهم بشكل دائم دون سابق إنذار. وتم تعليق العديد من حسابات الشركات المزيفة، بما في ذلك حسابات “Nintendo” للألعاب الإلكترونية وشركة النفط البريطانية “BP”.
وتم بعد ذلك تعليق خدمة “Twitter Blue”، في 12 من تشرين الثاني الحالي، لمنع المزيد من “انتحال الهوية” على المنصة.
–