رغم التوريدات.. أزمة المحروقات مستمرة في إدلب
لا يزال معظم المقيمين في محافظة إدلب، شمالي غربي سوريا، يعانون في الحصول على المحروقات، خاصة مادتي الغاز والمازوت “المحسّن”، في ظل تحسن “طفيف” طرأ على كميات مادة البنزين الموجودة في الأسواق.
ومنذ أكثر من شهر، تشهد محافظة إدلب، حيث تسيطر حكومة “الإنقاذ”، أزمة في توفر المحروقات، تزامن ذلك مع قرار بإلغاء التراخيص السابقة الممنوحة لشركات استيراد وتجارة المشتقات النفطية كافة.
ورغم السماح مؤخرًا للشركات المؤهلة، والمقبولة مبدئيًا، باستيراد المشتقات النفطية، حتى استكمالها إجراءات الترخيص، لم يخفف هذا من آثار الأزمة بالشكل المطلوب.
براء غرير (29 عامًا)، صاحب محل لبيع مستحضرات التجميل في إدلب، قال لعنب بلدي، إن المنطقة لا تزال تشهد أزمة محروقات لكن بصورة أخف من السابق، موضحًا أن المحروقات متوفرة بكميات قليلة، لكن الحصول عليها يتطلّب الانتظار لمدة غير محددة، قد تصل إلى ثلاث ساعات.
بينما قال محمد سيد يوسف (32 عامًا)، صاحب محل لبيع الفضة، إن البنزين متوفر في معظم محطات بيع الوقود بالمنطقة، لكن مادتي الغاز والمازوت “المحسّن” غير متوفرتين، إذ يتوفر المازوت من النوع “الأوروبي” ذي السعر المرتفع أكثر من “المحسّن”.
وأكد المزارع ياسر سيد عيسى (26 عامًا)، توفر البنزين بكميات قليلة، لكنه وصف أزمة الحصول على مادة الغاز بـ”الخانقة”، موضحًا وجود حالة تخوف لدى السكان من عودة انقطاع مادة البنزين، ما يجعلهم يشترون كميات تفوق حاجتهم، وبالتالي لا تكفي الكميات القليلة في الأسواق حاجة الجميع.
ومنذ مطلع تشرين الأول الماضي، تشهد مدينة إدلب أزمة في المحروقات، عزتها “الإنقاذ” عدة مرات لـ”توقف توريد النفط الخام، وتوقف الحراقات البدائية عن عملها بتكريره في مناطق ريف حلب، وذلك بسبب تخوف التجار ومالكي الحراقات من انقطاع الطرق وكساد المواد”.
بينما قالت الحكومة، إنه بما يخص البنزين المستورد، هناك تعطل بسيط في التحميلات من الميناء نتيجة استبدال الباخرة بأخرى، وسط توقعات بتحسن التوريدات، لكنها لم تتم حتى الآن.
وللحديث حول الحلول الممكنة لتأمين المحروقات التي لا يزال المقيمون في إدلب يعانون للحصول عليها، والفترة المتوقعة لانفراج هذه الأزمة، تواصلت عنب بلدي مع “المديرية العامة للمشتقات النفطية” التابعة لحكومة “الإنقاذ”، دون أن تتلقى أي رد حتى ساعة نشر هذا التقرير.
خفض أسعار وتوفير “التدفئة”
وأمس الخميس، أعلن المدير العام لـ”مديرية المشتقات النفطية”، أكرم حمودة، توفر مادة مازوت “التدفئة” اعتبارًا من السبت المقبل، للمقيمين في إدلب عن طريق الشركات المرخصة بسعر 117 دولارًا أمريكيًا للبرميل الواحد، ما يعادل 0.53 دولار لليتر الواحد.
ورغم عدم توفره بكميات كافية في المنطقة، خفضت حكومة “الإنقاذ”، في 16 من تشرين الثاني الحالي، بمقدار عدة سنتات سعر مادة المازوت من النوع “المحسّن” و “المكرر”، وبلغ 0.662 دولار أمريكي لليتر الواحد من النوع “المحسّن”، و0.577 دولار للنوع “المكرر”.
بينما أبقت على أسعار مواد المحروقات الأخرى، إذ سجل سعر مبيع أسطوانة الغاز المنزلي 12.140 دولار أمريكي، وسعر ليتر البنزين المستورد 1.285 دولار، وليتر المازوت المستورد 1.078 دولار أمريكي.
المدير العام لـ”مديرية المشتقات النفطية”، أكرم حمودة، قال في تصريح لوكالة “أنباء الشام”، قبل يومين، إن تخفيض سعر برميل المازوت “المكرر” و”المحسّن” بنحو دولارين، جاء بسبب انخفاض تكلفة الاستيراد “بعد إلغاء دور أحد الحواجز التي تفرض ضريبة بمقدار دولارين على كل برميل محروقات يدخل إدلب قادمًا من ريف حلب”.
وأضاف حمودة أن توريد المحروقات من ريف حلب إلى إدلب عاد بعد انقطاع دام قرابة الشهر، بحسب قوله.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب مجد هامو
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :