عادت مناطق سيطرة النظام السوري منذ أيام لتشهد “تقنينًا” كهربائيًا، تجاوز ست ساعات قطع مقابل ساعة وصل واحدة فقط، وذلك بعد أن شهد تحسنًا “بسيطًا” خلال أشهر الصيف.
سندس (43 عامًا) تقيم في حي الزاهرة بدمشق، قالت لعنب بلدي، إن تراجع ساعات وصل الكهرباء تزامن مع انخفاض درجات الحرارة، الأمر الذي يتكرر كل عام، موضحة غياب الكهرباء منذ حوالي أسبوع لمدة ست ساعات متواصلة وأحيانًا أكثر، مقابل وصلها لساعة واحدة غير متواصلة، إذ تتخللها عدة انقطاعات.
لا تكفي ساعة واحدة للكهرباء، بحسب ما قالته سندس، للقيام بالمتطلبات المنزلية الأساسية، كتحضير طبخة على السخان الكهربائي باعتباره بديلًا عن الغاز غير المتوفر، أو شحن الهاتف الجوال بشكل كامل، أو حتى لتشغيل غسالة الملابس.
إيمان (29 عامًا)، تقيم في حي الميدان بدمشق، قالت لعنب بلدي، إن زيادة ساعات “التقنين” الكهربائي أثّرت بشكل كبير على تغطية شبكة الاتصالات، إذ تغيب أو تضعف بشكل كبير عند قطع الكهرباء.
بينما تزداد ساعات “التقنين” لأكثر من ذلك في عدد من المحافظات الأخرى، إذ أوضحت دانيا (21 عامًا) طالبة جامعية تقيم في ريف دمشق، أن الكهرباء لم تصل إلى منزلها إلا لنحو ساعتين على مدار 24 ساعة، خلال الأسبوع الحالي، ما عاق تدبير أمورها المنزلية كالمعتاد.
وخلال السنوات الماضية، خلقت ساعات “تقنين” الكهرباء الطويلة الحاجة للاعتماد على بدائل، كـ”الأمبيرات” أو مولدات الكهرباء، لكن ارتفاع الأسعار و التكاليف طال هذا الخيار أيضًا، نتيجة لارتفاع المحروقات المتكرر ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة.
واردات دمشق أقل من نصف المعتاد
مدير مديرية الكهرباء بدمشق أعلن في تصريح خلال جلسة المحافظة اليوم، الثلاثاء، انخفاض الكميات المخصصة من الكهرباء لمحافظة دمشق إلى 190 ميجاواطًا، أي لأكثر من نصف الكمية المعتادة، جاء ذلك بالتزامن مع ارتفاع الحمولات نتيجة الأجواء الباردة منذ نهاية الأسبوع الماضي.
وأوضح محلا، بحسب ما نقلته إذاعة “شام إف إم” المحلية، أن العاصمة دمشق تحتاج إلى 400 ميجاواط، ليكون “التقنين” أربع ساعات قطع مقابل ساعتي وصل.
ما الأسباب؟
مدير في مديرية الكهرباء بدمشق أكد في حديث لصحيفة “الوطن” المحلية (لم تسمِّه)، الاثنين 14 من تشرين الثاني، وصول ساعات “التقنين” الكهربائي خلال الأيام الماضية لحدود ست ساعات مقابل ساعة كهرباء في معظم أحياء دمشق، باستثناء بعض المناطق التي فيها منشآت حيوية وخدمية، بحسب قوله.
وعزا المدير ذلك إلى ثبات حجم التوريدات الخاصة بدمشق، يقابله ارتفاع بالطلب بحدود 50% زاد خلال الأيام الماضية، خاصة يوم الجمعة الماضي الذي ترافق مع المنخفض الجوي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الكهرباء (لم تسمِّه) قوله، إن سبب زيادة ساعات “التقنين” يعود لانخفاض توريدات الغاز إلى حدود 5.5 مليون متر مكعب يوميًا، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كميات توليد الكهرباء إلى أقل من ألفي ميجاواط يوميًا.
ويعود سبب انخفاض التوريدات، بحسب المصدر، إلى منع ضخ أكثر من مليون متر مكعب من الغاز من حقول “جبسة” التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، وخسارة 185 ميجاواطًا بسبب خروج إحدى مجموعات التوليد في محطة “الزارة” عن الخدمة.
الاتصالات تتأثر
أدت زيادة ساعات “التقنين” الكهربائي إلى تردي شبكة الاتصالات الخلوية والإنترنت، ووصل في بعض الأحيان إلى انقطاعها خلال فترة غياب الكهرباء.
موقع “أثر برس” المحلي نقل عن شركة “سيريتل” للاتصالات تبريرها ذلك، بأن الارتفاع في عدد ساعات “التقنين” يحول دون قدرة الشركة على تحسين الشبكة بشكل سريع.
–