أعلن فصيل “فيلق الشام”، صاحب النفوذ العسكري في حلب وإدلب، أنه سيخلي مقر ومكتب “الهيئة الشرعية” للفصيل في مدينة إدلب، بعد أن اقتحمته “هيئة تحرير الشام” وأخرجت أعضاءه منه.
وقال مسؤول المكتب الشرعي لـ”فيلق الشام”، الشيخ عمر حذيفة، عبر “تلجرام“، إن الفصيل سيخلي المكتب بما فيه من أغراض مكتبية مع الأثاث واللوازم السكنية الموجودة فيه، نهاية الشهر الحالي.
وحمّل حذيفة “تحرير الشام” مسؤولية كل من يدخل إليه أو يعبث فيه أو ينتزع شيئًا من مكتبته أو أغراضه، سواء من “هيئة تحرير الشام” أو أحد فروعها.
وذكر حذيفة أن المكتب مغلق اليوم، الاثنين 14 من تشرين الثاني، بسبب فرض الطوق الأمني من قبل “تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في المنطقة.
ولا يُسمح حاليًا بالاقتراب منه أو الدخول إليه، وتوجد فقط أعداد من الملثّمين فيه وعلى مدخله، وفق ما ذكره مسؤول المكتب الشرعي لـ”الفيلق”.
ما القصة؟
منشور حذيفة ومطالبه جاءت بعد يوم من اقتحام “هيئة تحرير الشام” المكتب الشرعي لفصيل “فيلق الشام”، بذريعة أنها تحتاج إلى جميع المباني الحكومية لاستخدامها في إدارة المحافظة.
وفي 13 من تشرين الثاني الحالي، طوّقت عشرات السيارات والعناصر المبنى وأغلقت المنطقة بالكامل، رغم أن جميع من في المقر لا يتجاوزون عشرة أشخاص ما بين شرعيين مناوبين وطلاب جامعات “ألجأهم الفقر للإقامة”، وفق حذيفة.
ولفت إلى أن إدارة منطقة إدلب وجّهت كتابًا منذ حوالي أربعة أشهر إلى “فيلق الشام”، تطالب فيه بإخلاء المقر خلال مهلة شهر من تاريخه.
وأضاف أن المبنى هو من “أسهُم غنائم فيلق الشام” يوم تم توزيع الغنائم على مكوّنات “جيش الفتح” في أعقاب السيطرة على مدينة إدلب، وأنه مبنى متهالك آيل للسقوط رممه “الفيلق” وجهّزه.
وكانت الذريعة، وفق حذيفة، أن حكومة “الإنقاذ” المظلة السياسية لـ”تحرير الشام” تحتاج إلى جميع المباني الحكومية لاستخدامها في إدارة المحافظة.
ونوّه حذيفة إلى أن هناك الكثير من المباني الضخمة والحديثة مشغولة من قبل “هيئة تحرير الشام” في إدلب، وهي أصلح للحكومة من هذا المبنى المتهالك، الذي هو من بقايا الاحتلال الفرنسي.
ولا يمكن تفسير “الإصرار الغريب” على تحصيل هذا المبنى بالذات من قبل “نحرير الشام”، إلا لكونه يتبع للهيئة الشرعية لـ”الفيلق”، وفق حذيفة.
من “فيلق الشام”؟
شُكّل فصيل “فيلق الشام” في 10 من آذار 2014، من 19 فصيلًا وجماعة إسلامية معارضة في سوريا، وعملت هذه المجموعات على مساحات واسعة من الأراضي السورية ابتداء من محافظة حلب شمالًا وصولًا إلى العاصمة دمشق.
في 24 من آذار 2015، شُكّل “جيش الفتح” الذي أخرج مدينة إدلب من قبضة النظام السوري خلال أربعة أيام في 28 من آذار العام نفسه، وكان فصيل “فيلق الشام” جزءًا من هذا التشكيل، وتسلّم ياسر عبد الرحيم القيادة الميدانية لـ”فيلق الشام”.
وتقاسمت الفصائل العديد من المباني والمنشآت الحكومية في المدينة تحت اسم “غنائم”، وتولت إدارتها، وحتى بعض المنازل والتجمعات السكنية.
ويعتبر من أبرز الفصائل المقربة من تركيا، وفي تشرين الأول 2015، اعتبر معهد “دراسة الحروب” أن “فيلق الشام” واحد من “سماسرة السلطة” في سوريا، ويتلقى دعمه خارجيًا من تركيا أولًا ثم قطر، يليها “الإخوان المسلمون”.
وصنّفته الدراسة على أنه فصيل “سياسي إسلامي” يقاتل النظام السوري، بالإضافة لقتاله ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”.
يتبع “فيلق الشام” حاليًا لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والمنضوية في غرفة عمليات “الفتح المبين” مع “تحرير الشام”، وتملك نقاطًا عسكرية في العديد من مناطق إدلب وحلب.
وأخذ “الفيلق” موقف الحياد من الاشتباكات التي شهدتها مناطق شمال غربي سوريا، ويُتهم بتسهيل مرور الأرتال العسكرية للفصائل المتقاتلة عبر نقاط تمركزه.
اقرأ ايضًا: “فيلق الشام”.. دور شائك يخلط الأوراق العسكرية شمالي سوريا
في حين تسيطر “هيئة تحرير الشام” على محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة.
وعملت لبسط نفوذها على إقصاء العديد من الفصائل، وتدير المنطقة إداريًا وخدميًا عبر حكومة “الإنقاذ” مظلتها السياسية، وتتحكّم “تحرير الشام” بالمنطقة على الصعيد العسكري والأمني.
كما ينشط في المنطقة “جهاز الأمن العام”، لمتابعة الملفات الأمنية، واتُّهم بتبعيته لـ”هيئة تحرير الشام”، إلا أن مكتب التواصل في “تحرير الشام” نفى لعنب بلدي في وقت سابق تبعية “الجهاز” لها.
–