عروة قنواتي
لست متشائمًا من نتائج المواجهات العربية داخل المونديال الذي اقترب من الانطلاقة في الدوحة، ولكنه اعتراف منطقي بتطور وتقدم منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية، أكثر بـ100 مرة من منتخبات القارة الإفريقية والآسيوية.
منتخبات العرب وصلت سابقًا إلى ثمن النهائي في ثلاث مناسبات، هي مونديال المكسيك 1986 لمنتخب المملكة المغربية، ومونديال الولايات المتحدة 1994 لمنتخب المملكة العربية السعودية، ومونديال البرازيل 2014 لمنتخب الجزائر، وفي هذا الدور حصرًا كانت تنتهي أحلام العرب خلال تاريخ المشاركة في مونديال كأس العالم.
اليوم منتخبات المغرب والسعودية وتونس تحاكي وصولها السادس إلى المونديال أمام وصول أول لمنتخب قطر ومن بوابة استضافة تنظيم المونديال، فهل من جديد؟
لا شك أن الحظ الطيب لم يكن بجانب المنتخبات الأربعة خلال سحب قرعة المونديال، ولكن أي متابع وعاشق لكرة القدم عمومًا وللمونديال خصوصًا، سيقول لك إن الجاهزية للمونديال لا تعترف بكبير أو صغير، وإن مبدأ المشاركة المشرّفة مرفوض وقد أكل الزمن عليه وشرب، ففيما تخطط اليابان مثلًا للوصول إلى أدوار متقدمة في المونديال وبدور الحصان الأسود عبر مشاركاتها، ما زال العرب يتحدثون عن المشاركة المشرّفة، وعن الأداء الرجولي الذي لم يخدم المغرب أمام ألمانيا الغربية في 86 والسعودية أمام السويد في 94 والجزائر أمام ألمانيا في 2014، ناهيك عن نتائج مريرة وساحقة للمشاركات العربية وخروج سريع من الدور الأول.
طبعًا من حق المنتخبات العربية أن تتفاءل مع جماهيرها أملًا بحصد المراكز المتقدمة والتوجه أكثر في إقصائيات المونديال، وأنا ممن يتفاءلون في أغلب الأوقات بإمكانية التوجه مبدئيًا نحو الدور ربع النهائي لأول مرة، والدخول في حسابات الصراع مع المنتخبات الكبرى، ولا أدري إن كانت تصريحات النجم الكاميروني السابق صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني الحالي، حول تأهل الكاميرون مع المغرب إلى نهائي المونديال من باب الدعابة أم عن قناعة تامة، ولكن هذا التصريح مع المبالغة الزائدة من إيتو يتحدث عن الأمل والقدرة، وعن إنهاء الخوف العربي والإفريقي والآسيوي في مباريات أي نسخة من المونديال.
نعم متفائل بالمنتخب المغربي بعد عودة المحترفين، وأتوقع معارك في أرض الملعب أمام كرواتيا وكندا بالأخص، ولربما يكون للركراكي وزملائه ما يفاجئون به هازارد وتشكيلة بلجيكا المرعبة. نعم أتوقع ورقة تأهل للمنتخب المغربي نحو الدور الثاني، ولكن، لا أتوقعها للسعودية وتونس، مع إيماني الكامل بأن التجهيز والتحضير والأداء الطيب والنتائج المميزة في العامين الماضيين بالنسبة للمنتخب السعودي تستحق أن يذهب خطوة للأمام بعيدًا عن دور المجموعات، لكن وقوعه إلى جانب الأرجنتين والمكسيك وبولندا يجعل مهمته معقدة للغاية، وكذلك الحال بالنسبة لمنتخب تونس الذي لا أعتقد بأنه جاهز كفاية لهذا المونديال، وعمومًا فحواره ضمن منتخبات فرنسا والدنمارك وأستراليا سيكون سريعًا وخاطفًا، وللأمانة، وصول التوانسة إلى الدور الثاني سيكون مفاجئًا للغاية، وأتمنى من كل قلبي أن يفاجئنا ويحققها للمرة الأولى في تاريخ الكرة التونسية مع الوصول السادس للمنتخب الأول إلى كأس العالم.
نريد هنا أن نلعب لعبة الأرض والجمهور والتحضير الطويل قليلًا مع العنابي القطري، فالوصول الأول له من بوابة التنظيم سيجعل رهبة الدخول للمونديال وأمام شاشات العالم نقطة ليست في مصلحة المنتخب القطري، ولكنه قد يعوضها بتوازن المجموعة نوعًا ما، مع حضور طواحين هولندا الذين يستعدون لخطف بطاقة وترك بطاقة لصراع قطر مع الإكوادور والسنغال، فهناك فرصة أو ثلاثة أرباع فرصة للعنابي، وهكذا تقاس الأمور في مثل هذه المسابقات والمنافسات.
تحضير طويل ومباريات استعدادية ومعسكرات بالجملة ومشاركات بالتصفيات الأوروبية وفي بطولة أمريكا الشمالية وفي كوبا أمريكا ومباريات أمام منتخبات القارة الإفريقية والآسيوية… فكيف نتوقع أن تكون النتيجة إن لم تكون وصولًا للدور الثاني على الأقل، ثم الخروج من المسابقة كبقية المنتخبات العربية.
المغرب بطاقة.. قطر بطاقة.. السعودية وتونس فاجئونا أرجوكم.. نحتاج إلى هذه الفرحة.
بالتوفيق للمنتخبات العربية في مونديال العرب– قطر 2022.