كتبت فران كالي في شبكة “ABC NEWS”
دعم رئيس الوزراء الاسترالي، مالكولم تورنبل، حلًا سياسيًا لسوريا يقضي بـ “نوع من التقسيم”، غير أن بوب بوكر، السفير الاسترالي السابق في الأردن ومصر وسوريا، لديه تحفظات عميقة بخصوص هذا الطرح ويعتقد بأنه ليس حلًا قابل للتطبيق.
اجتمع مالكولم تورنبل مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، هذا الأسبوع، في زيارته الأولى للبيت الأبيض منذ توليه رئاسة الوزراء. وطغى “الإرهاب” على جدول الأعمال الاجتماع بينما استغل تورنبل الزيارة لنقاش حلول ممكنة للصراع السوري.
وقال تورنبل، لمركز الدراسات الدولية والإستراتيجية، إن “الوضع السوري سيء للغاية، ويجب عدم استبعاد أي خيار من إنشاء قوة مؤسساتية ومركزية للتفكير بنوع معين من التقسيم لسوريا. علينا أن نفكر بشكل براغماتي ونعترف بالمساومات الصعبة، التي علينا القيام بها لتجنب انتشار أكبر للصراع الطائفي عبر المنطقة”.
تورنبل ليس أول من اقترح فكرة التقسيم كحل للصراع السوري، لكن السفير السابق والبروفسور في مركز الدراسات الإسلامية والعربية حاليًا، بوب بوكر، قال إنه لا يوجد دعم لفكرة التقسيم في المنطقة.
وأخبر بوكر الصحيفة الأسترالية RN Breakfast، أن إعادة رسم الحدود المعمول بها منذ سقوط الامبراطورية العثمانية وتسليم السيطرة للفصائل المتحاربة في سوريا، يمكن أن يؤدي لزيادة العنف بدل المصالحة والتوافق.
وأضاف “ليس من الممكن ببساطة رسم خطوط على الخريطة، كأن تقول هنا أراضيكم وهذه أراضينا، أعتقد أنه سيؤدي إلى تطهير عرقي وسنرى هيمنة للميليشيات في هذه المناطق، وربما تسيطر عناصر إسلامية تكون الأكثر قمعًا للنساء والأقليات”.
واعتبر أنه “علينا أن نعمل بمنهج سياسي يهدف لإعادة بناء السلطة والشرعية على المستوى الوطني، برؤية تتجنب هذه النتيجة، حتى وإن كان التقسيم الفعلي هو مانتجه إليه”.
من الممكن أن نفاوض على سيطرة المناطق وبنفس الوقت نحافظ على فكرة حكومة مركزية تتحدث للمجتمع الدولي وتوفر أمنًا داخليًا، بحسب بوكر، ويوجد دول تعمل بهذه الطريقة ولكن ما يزال التوتر كبيرًا في سوريا.
عندما نتحدث عن عملية تتضمن تقسيمات طائفية عميقة كالتي تحدث الآن في سوريا والقلق الذي يسببه الإسلاميون، ليس فقط بين العلويين والمسيحيين، بل أيضًا بين المسلمين السوريين، علينا أن نكون حذرين بخصوص أن التسليم بأن مناطق معينة في سوريا ستكون ضمن سيطرة المجموعات “الإسلامية”.
وردًا على ادعاء رئيس الوزراء الاسترالي حول أننا نحتاج لقوات على الأرض في سوريا والعراق، قال بوكر إن نهج أستراليا في العراق مايزال على مستوى مصالحها في النتائج هناك.
وختم بوب بوكر “علينا أن نبقي فكرة أن دوافع التغيير في المنطقة تتطلب إنشاء قاعدة أوسع واستجابة أوسع لتأسيس هياكل جديدة وشاملة للحكومة، تستطيع أن تمتص الضغوطات ومن ضمنها المخاوف بشأن فشل الحكومات الاستبدادية، التي هي سبب رئيسي في صعود مجموعات مثل تنظيم “الدولة”، وغيرها”.
نشر في 20 كانون الثاني وترجمته عنب بلدي، لقراءة المقال بالانكليزية من المصدر: اضغط هنا.