الاستثمار السياسي للطفلة شام البكور يطغى على نجاحها
منذ إعلان فوز الطفلة السورية شام البكور بـ”تحدي القراءة العربي”، في 10 من تشرين الثاني الحالي، روّج النظام السوري لجهوده بدعم قطاع التعليم والأطفال السوريين.
في المقابل، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي قصة والد شام، الذي قُتل جراء قصف للنظام السوري استهدف مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وشارك في “تحدي القراءة” بدورته السادسة والأكبر من نوعه منذ انطلاقته، 22 مليونًا و27 ألف طفل من 44 دولة مختلفة.
ويتنافس المشاركون على قراءة 50 كتابًا خلال كل عام دراسي، بإشراف من مدارسهم لينافسوا على مستوى بلادهم، وينتقلوا إلى المرحلة النهائية التي يتنافس فيها الفائزون على مستوى جميع الدول المشاركة.
محاولة لتلميع الصورة
خلال تكريم شام البكور في السفارة السورية بالإمارات، ظهر وزير التربية والتعليم، دارم طباع، ليؤكد على “الأهمية التي يوليها الرئيس بشار الأسد للتربية وبناء الأجيال”، بحسب تعبيره.
بينما يواصل النظام السوري استهداف الأطفال في شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى مشاركته بحرمان مئات الأطفال السوريين من التعليم من خلال استهداف المنشآت التعليمية.
الباحث المساعد في مركز “عمران” يمان زباد، قال لعنب بلدي، إن النظام مستمر بمحاولة تعويم نفسه من خلال الملفات السياسية، لكن الأخطر استغلال المجتمع المدني لذلك.
وأضاف زباد أن النظام يروّج بأنه قادر على دعم المجتمع المدني في سوريا، بينما من المعروف أن عمل المجتمع المدني فيها مرتبط بالأفرع الأمنية والعمل العسكري.
ويستغل النظام السوري أي إنجازات مهما كان حجمها لإعادة تعويم نفسه، بحسب ما قاله زباد، لافتًا إلى أن شام جزء من جيل كامل شاهد على قمع النظام للشعب السوري، وهي إحدى ضحايا ذلك.
ويرى زباد أن فرحة السوريين بنجاح شام لا يجب أن تغيّب حقيقة استغلال النظام لذلك.
وانتقد فصل المجتمع الدولي للمؤسسات العسكرية والأمنية التابعة للنظام السوري عن المؤسسات المدنية، فمؤسسات المجتمع المدني في سوريا مرتبطة بجرائم الحرب.
“علم قاتل أبيها”
تكررت عبارة “رفعت علم قاتل أبيها” على مواقع التواصل الاجتماعي، للحديث عن رفع الطفلة شام علم النظام السوري خلال تكريمها في التحدي.
عمر فهمي، قريب للطفلة شام مقيم في مدينة الأتارب، قال إن والد الطفلة محمد البكور ترك كلية الهندسة المدنية والتحق بـ”حركة أحرار الشام” في عام 2013.
وفي كانون الثاني 2015، استهدف النظام السوري سيارة كان يقودها برفقة زملائه ما أسفر عن مقتله.
وبعد أيام من مقتله، لجأت زوجته منال مطر برفقة ابنته شام إلى تركيا، ثم عادت بعد مدة قصيرة إلى منزل أهلها في مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
هذا ما يناقض الرواية التي نقلتها وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري ونشرها “تحدي القراءة العربي” حول وجود شام برفقة أبيها في السيارة حين جرى استهدافهما من قبل “الإرهابيين”، ما أسفر عن مقتله وإصابة ابنته.
وسبق أن ظهرت شام البكور عبر وسائل الإعلام السورية بعد فوزها بالمرتبة الأول في “تحدي القراءة العربي” على مستوى سوريا في تموز الماضي.
وليست هذه المرة الأولى التي يستغل فيها النظام السوري الأطفال للتأكيد على روايته، إذ استغل ظهور الطفل عمران دقنيش الذي أصيب جراء قصف النظام على مدينة حلب، في إعلان لشركة “زين” للحديث عن استهداف المدنيين من قبل “الجماعات الإرهابية”.
فقد 900 طفل في سوريا حياتهم أو أصيبوا خلال عام 2021، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى والجرحى من الأطفال منذ بداية الأزمة إلى نحو 13 ألف طفل، بحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في آذار الماضي.
ووثقت الأمم المتحدة حوالي 700 هجوم على منشآت التعليم والموظفين في سوريا منذ بدء التحقق من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال.
كما وثّق تقرير للأمم المتحدة، في 2020، نحو 11 ألف هجوم مسلح على المراكز التعليمية عامي 2015 و2019.
وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل وإصابة أكثر من 22 ألف طالب ومدرّس وأكاديمي بجروح في هجمات على مؤسسات تعليمية خلال نزاعات مسلحة، أو بسبب غياب الأمن طوال السنوات الخمس الماضية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :