أمر وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، القوات بالانسحاب من مدينة خيرسون، الأربعاء 9 من تشرين الثاني، والتركيز على الجانب الآخر من نهر “دنيبر” المحاذي للمدينة.
وأخبر قائد المجموعة المتكاملة للقوات الروسية في أوكرانيا، سيرجي سوروفكين، وزير الدفاع الروسي عن صعوبة إمداد القوات خلف نهر “دنيبر”، وسط قصف نظام كييف المستمر للجسور ومواقع عبور النهر.
وقال سوروفكين، “إن الدفاع على طول حدود حاجز دنيبر، هو الخيار الأكثر ملاءمة للعمليات في منطقة العملية العسكرية الخاصة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء “TASS“ الروسية.
ويمثّل ذلك واحدة من أكبر عمليات الانسحاب الروسية، وربما يشكّل نقطة تحول في الحرب التي تقترب الآن من نهاية شهرها التاسع.
وأضاف سوروفكين، “أنا أفهم أن هذا قرار صعب، لكننا سنحافظ على حياة جنودنا وفعاليتهم في الوقت الحالي”، مضيفًا، “لا فائدة من حماية الضفة اليمنى للنهر، عندما تكون لدينا مساحة محدودة تحت تصرفنا”.
وأكد رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، في كلمة ألقاها أمس أمام “نادي نيويورك الاقتصادي”، أن “أكثر من 100 ألف جندي روسي بالتأكيد قُتلوا أو جُرحوا”، مضيفًا أن “الأمر نفسه ينطبق على الجانب الأوكراني على الأرجح”، بحسب ما نقلته “فرانس 24“.
وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن هذا الانسحاب دليل على أن موسكو تواجه “مشكلات حقيقية” في ساحة المعركة.
فيما ردت كييف بحذر، معتبرة أن من غير المرجح أن يغادر الجيش الروسي هذه المدينة الاستراتيجية من دون قتال.
وذكر مستشار مكتب رئيس أوكرانيا، أوليكسي أريستوفيتش، “أن الروس سيتمكنون من سحب معظم قواتهم، على الرغم من أن القوات المسلحة الأوكرانية تطلق أقصى قدر من النيران على القوات المنسحبة، رغم أننا لا نملك أسلحة كافية”، بحسب ما نشرته “Украина Online” على منصة “تلجرام”.
وعقب إعلان القادة الروس عن قرار الانسحاب، رد العديد من “المدوّنين الحربيين” الروس، واصفين القرار بأنه “ضربة قاسية لروسيا”.
وكتبت مدوّنة “War Gonzo” التي تضم أكثر من 1.3 مليون مشترك في “تلجرام”، “من المحتمل أن نغادر المدينة، ومن المؤلم الكتابة عنها الآن بكلمات بسيطة، لا يمكنك أن تمسك خيرسون بيديك، إنها صفحة سوداء في تاريخ الجيش الروسي والدولة الروسية”.
وانضم إلى إعلان الانسحاب خبر وفاة نائب رئيس الإدارة العسكرية في مدنية خيرسون، كيريل ستراموسوف، في حادث سيارة، الأربعاء، بحسب “سبوتنيك” الروسية.
ويعد ستراموسوف من أبرز المسؤولين عن محاولة الاحتلال الروسي، وقبل ساعات قليلة من وفاته صرح بأن “الجيش الروسي يسيطر بشكل كامل على الوضع في الجنوب”.
وتحدثت أوكرانيا، سابقًا، عن مكيدة تحضّرها روسيا لمحاصرة القوات الأوكرانية التي استعادت نحو 90% من خيرسون، في إطار الهجمات المضادة التي أطلقتها القوات المسلحة الأوكرانية ضد الجيش الروسي في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وخاركيف وزاباروجيا.
وتأتي أنباء الانسحاب من المنطقة بعد تقدم القوات الأوكرانية تجاه المدينة في الأسابيع الأخيرة، وعملت روسيا على نقل 115 ألف مقيم إلى الجانب الآخر من النهر.
اقرأ أيضًا: روسيا تسحب أسطول “ناخيموف” البحري من المتوسط