دعا نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بوصعب، للتواصل بشكل مباشر وعلني مع النظام السوري، ومن دون خجل، أو إدخال للخلافات السياسية والإقليمية، في سبيل ترسيم الحدود البحرية بين سوريا ولبنان.
وفي حديث إلى وكالة “فرانس برس”، قال بوصعب، الذي قاد المفاوضات من الجانب اللبناني مع إسرائيل، التي أفضت إلى ترسيم الحدود بين الطرفين، في تشرين الأول الماضي، بوساطة أمريكية، “علينا التواصل مع الدولة السورية علنًا، وأن نرسم الحدود البحرية علنًا (…) على أي حكومة قادمة أن تنفذ هذه المهمة”.
دعا نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب @EliasBouSaab إلى التواصل "مباشرة وعلنا" مع دمشق من أجل ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان و #سوريا، وذلك بعد توقيع لبنان اتفاقاً لترسيم حدوده مع #إسرائيل الشهر الماضي.https://t.co/uc1j3izEjG #فرانس_برس
✍️ @Aya_Isk @RobaHusseini pic.twitter.com/4fRERToyt4
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) November 9, 2022
وأضاف المسؤول اللبناني أن الخلاف بين البلدين قد يكون على أكثر من 800 كيلومتر مربع، وربما أكبر من المنطقة التي كانت مثار تنازع مع إسرائيل، على اعتبار أن سوريا ولبنان تعتمدان طريقتين مختلفتين لترسيم الحدود.
ولا يمكن التنقيب في بعض المناطق من المياه الاقتصادية (بلوك 1، وبلوك 2)، قبل التوصل لاتفاق وترسيم حدود مع سوريا، وفق بوصعب.
إسرائيل بدأت
في 25 من تشرين الأول الماضي، منحت وزارة الطاقة الإسرائيلية الإذن لشركة “إنرجيان” البريطانية، للتنقيب عن النفط والغاز، ببدء استخراج الغاز من حقل “كاريش”، بعد أيام من إبرام الاتفاق بين لبنان وإسرائيل على ترسيم حدودهما البحرية.
ومن المقرر أن يتحول الحقل إلى مورد رئيس للغاز الطبيعي، بما يتيح زيادة الصادرات الإسرائيلية من الغاز إلى مصر والأردن ودول أوروبية، مع الحفاظ على المقدار المطلوب للاقتصاد المحلي.
تأجيل موعد مع سوريا
وكان الرئيس اللبناني السابق، ميشال عون، كلّف، في 24 من تشرين الأول الماضي، وفدًا بزيارة سوريا لبحث قضية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
ضم الوفد المحدد نائب رئيس مجلس النواب، ووزيري الخارجية، عبد الله بوحبيب، والأشغال والنقل، علي حمية، ومدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، لكن النظام السوري أجّل الزيارة، بزعم أن اليوم المحدد من قبل اللبنانيين ممتلئ بالنشاطات والارتباطات المسبقة.
السفير السوري السابق في لبنان، علي عبد الكريم علي، قال خلال مؤتمر صحفي عقب لقائه عون، في 25 من تشرين الأول الماضي، إنه تبلغ من نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني، إلياس بوصعب، أن هناك تفكيرًا بتشكيل وفد برئاسته لزيارة سوريا.
وطلب علي حينها كتابًا رسيمًا لإرساله إلى دمشق لتحديد موعد زيارة، لكن الكتاب تأخر، ليأتي الرد بأن الزيارة لم تُلغَ، لكن سيُتفق على موعدها في وقت لاحق.
ويشترك لبنان وسوريا بحدود بحرية وبرية غير متفق عليها كليًا، وبدا ذلك بوضوح حين صدّقت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، في آذار 2021، على عقد مع شركة روسية للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية السورية بالبحر الأبيض المتوسط.
وبحسب ما نقلته صحيفة “الثورة” الحكومية، حينها، سيجري التنقيب في “البلوك البحري رقم 1″، ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا في البحر الأبيض المتوسط، مقابل ساحل محافظة طرطوس، حتى الحدود البحرية الجنوبية السورية- اللبنانية، بمساحة 2250 كيلومترًا مربعًا.
ووفقًا لذلك، تتقاطع المنطقة البحرية المذكورة مع 750 كيلومترًا مربعًا، يعتبرها لبنان من مياهه الاقتصادية.
–