جريدة عنب بلدي – العدد 49 – الأحد – 27-1-2013
يبدو أن هناك تخبّط واضح وقلق ظاهر من مطلب تشكيل الح
كما يبدو أن هناك رضًا (غير معلن سياسيًا) باستمرار الأزمة السورية، كما أن السلاح الروسي الجديد الذي يصل للنظام الأسد، في محاولة لوأد الثورة بات يعرفه الكثيرون. فالطائرات التي تقصف المدن السورية ليست هي الطائرات التي حفظنا أشكالها في «جيشنا الباسل». وكذلك هذا المخزون الذي لا ينقطع من السلاح والذخيرة آن له أن ينتهي. ولكنّ روسيا وإيران قد بنتا جسورًا برية وجوية لتزويد النظام بكل حاجاته.
حقيقًة موقف المعارضة بات حرجًا، فأي خطوة غير مدعومة دوليًا ستبوء بالفشل، وسوف يحمّل الشعب السوري بعدها المعارضة والائتلاف مغبة عدم تحقيق إنجازات. ولكن عدم تشكيل حكومة انتقالية تمثل الثورة السورية، أيضًا يجعل المجتمع الدولي يضع أعذارًا متكررة في عدم قدرة المعارضة على قيادة المرحلة.
القوى الكبرى تعرف كيف تضغط على الشعب الذي يسعى للإطاحة ببشار الأسد ونظامه، وتحاصره بكل ما تملك من أوراق. فالسلاح محظور، والاعتراف الدولي غير موجود، وهناك دعم كبير يصل للنظام من خلف الستار؛ توكلت به روسيا وإيران بشكل أساسي. وكانت آخر صوره القرار بتحويل مساعدات الأمم المتحدة إلى النظام السوري ليصرفها هو على اللاجئين السوريين، مع أن الجهات المانحة تعلم أن نظام الأسد سيسرق غالب تلك المساعدات ويصرفها على شبيحته ورجال أمنه.
من أجل ذلك وقبله، فليس أمام الشعب السوري سوى الالتفاف حول قيادته السياسية، وتوحيد كتائبه العسكرية تحت راية واحدة يكون سقفها الوطن، رايةٍ تستوعب كل التوجهات والتيارات. وهذا الخيار يجب أن يكون نابعًا من المصلحة الوطنية والأخلاقية قبل أن يكون سببه الموقف الحرج الذي بات يهيمن على المعارضة والثورة.