اجتمع عدد من وجهاء مدينة درعا البلد بحماية من قوات عسكرية تابعة لـ”اللواء الثامن” في مخيم “درعا” شرقي مركز المدينة، لمطالبة “اللواء” باستئناف العمل العسكري ضد المجموعات المتهمة بالتبعية لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة، بعد ساعات على مطالب السكان بطرد “اللواء” من المدينة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن عددًا من وجهاء درعا البلد التقوا اليوم، الاثنين 7 من تشرين الثاني، قياديين في “اللواء الثامن”، وقادة المجموعات المحلية بمخيم “درعا”.
أحد وجهاء درعا قال لعنب بلدي، إنهم طالبوا “اللواء الثامن” بالاستمرار في محاربة مجموعتي “هفو” و”حرفوش” المتهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة”، بعد مرور ساعات على احتجاجات لعشرات السكان طالبوا فيها بطرد “اللواء” من درعا البلد.
وأضاف المصدر (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية) أن الاحتجاجات التي شهدتها درعا البلد ضد “اللواء الثامن”، الأحد، كانت بسبب “استغلال عواطف المدنيين” من قبل المجموعات المتهمة بمبايعة التنظيم.
انقسام في الشارع
على خلفية المواجهات العسكرية التي لا تزال مستمرة في درعا البلد، انقسم الشارع بين مؤيد ومعارض للعملية العسكرية، ووجود “اللواء الثامن” في المنطقة.
وبعد رفض الأطراف مقترحات الحلول والتهدئة، ووقف المواجهات التي قدمها وجهاء في المدينة، خرجت الأحد مظاهرة نددت بوجود “اللواء” الذي يُعرف بأنه تابع لـ”الأمن العسكري”، مطالبة بخروجه من درعا البلد.
وسبق أن نفى قيادي في “اللواء الثامن” تبعية الفصيل لـ”الأمن العسكري”، مشيرًا إلى أن مشاركته في جاسم أو في درعا البلد لم تكن لها علاقة بالنظام السوري، وأن تبعيته لـ”الأمن العسكري” ليست أكثر من “شكلية”.
في حين تعاطت وسائل إعلام النظام السوري مع هذه المعارك بأنها تدور بين مجموعات “التسوية” ومسلحين متهمين بانتمائهم لتنظيم “الدولة”.
وعقب ساعات على الاحتجاجات الأولى، خرج قسم من السكان في مخيم “درعا” لتأييد العملية العسكرية ومطالبة “اللواء” بالاستمرار بالعمل العسكري حتى تحقيق أهدافه.
الوجود العسكري لـ”اللواء الثامن” في درعا البلد جاء دعمًا للفصائل المحلية، نظرًا إلى كون “اللواء” هو الفصيل الوحيد الذي يمتلك أسلحة ثقيلة في الجنوب السوري عقب سيطرة النظام على المنطقة بعد عام 2018.
اقرأ أيضًا: تفجير درعا البلد يخلط الأوراق.. اتهامات متبادلة وولاءات ملتبسة
معارك متوقفة
تشهد منطقة طريق السد هدوءًا نسبيًا منذ مساء الأحد، ولم تشهد أي اشتباكات اليوم بحسب مراسل عنب بلدي في درعا.
سبق الهدوء في مدينة درعا البلد مواجهات مسلحة مستمرة منذ عدة أيام بين مجموعات محلية مقربة من “اللجنة المركزية” مدعومة بـ”اللواء الثامن” من جهة، ومجموعات محلية أخرى متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة” من جهة أخرى.
وتأتي هذه التطورات على خلفية تفجير “انتحاري” نفسه في منزل القيادي غسان الأبازيد، في 29 من تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى إصابته بجروح ومقتل أربعة أشخاص مدنيين كانوا برفقته.
وتتكرر الاتهامات بين طرفي النزاع، إذ يتهم القياديان محمد المسالمة الملقب بـ”هفو” ومؤيد حرفوش الملقب بـ”أبو طعجة”، الفصائل المحلية و”اللواء الثامن” بالعمل لمصلحة “الأمن العسكري”.
بينما يتهم قياديو وبعض وجهاء درعا “هفو” و”حرفوش” بمبايعة تنظيم “الدولة” ووقوفهما وراء عمليات الاغتيال والسلب بالمنطقة.
وحاصرت قوات النظام، في تموز 2021، مدينة درعا البلد مطالبة بترحيل “هفو” و”حرفوش”، إلا أن “اللجنة المركزية” والقياديين رفضوا قرار الترحيل، وانتهت الأزمة بتسليم عدد من قطع السلاح وتثبيت نقاط عسكرية داخل درعا البلد.
–