كاتبة في "الجارديان": يتم استغلالهم في حملة الحزب بمزاعم منها الإرهاب

بريطانيا.. “المحافظون” واللعب على ورقة اللاجئين

Manston

camera iconمهاجرون موقوفون خارج مركز "مانستون" لمعالجة طلبات اللجوء في مانستون جنوب شرقي إنجلترا- 2 من تشرين الثاني 2022 (AP)

tag icon ع ع ع

سلّطت الظروف بمراكز معالجة اللجوء في بريطانيا الضوء على سوء نظام اللجوء بقيادة حكومة “المحافظين”، ما خلق نقاشًا واسعًا في وسائل الإعلام الدولية حول معاملة الحكومة لطالبي اللجوء.

في الأسبوع الماضي وحده، ظهرت عدة تقارير عن تعرض مهاجرين محتجزين بشكل غير قانوني في مراكز مزدحمة، للمرض والاعتداء الجنسي على القصّر، وآخرين أهملت الحكومة أوضاعهم.

وتباطأ نظام النظر في طلبات اللجوء، وسط الاضطرابات في حكومة “المحافظين”، التي شهدت تغيير رئيس وزرائها ووزير الداخلية ثلاث مرات خلال العام الحالي.

المهاجرون.. كبش فداء الحكومة

ذكرت كاتبة العمود في صحيفة “الجارديان” البريطانية نسرين مالك، الاثنين 7 من تشرين الثاني، أن هذه الإخفاقات “المروعة” لم تحدث بسبب كثرة المهاجرين، ولكن لأن الحكومة انتهكت نظام اللجوء الخاص بها.

وقالت الكاتبة نسرين إن أزمة الهجرة ليست أزمة وافدين، إذ تُلقي الحكومة باللوم على الزيادة الأخيرة في عدد القادمين عبر القناة الإنجليزية، لكن طلبات اللجوء هي نصف ما كانت عليه قبل 20 عامًا.

وأضافت أن السبب “الحقيقي والوحيد” للكارثة في مراكز معالجة طلبات اللجوء، هو انخفاض عدد طلبات اللجوء التي عولجت خلال الأشهر الستة الماضية من 90% إلى حوالي 4%.

من جانب الحكومة، فإنها تهدف إلى الإبقاء على أزمة الهجرة، أو على الأقل ليس لديها مصلحة ملحة في حلها، بحسب الكاتبة، إذ يدّعي حزب “المحافظين” الحاكم، أن البلاد تحت حصار مهاجرين تحاول الحكومة بشجاعة رفضه.

يمكن للحكومة من خلال هذا التظاهر إخفاء فشلها في الحفاظ على مستويات المعيشة والبنية التحتية العامة، من الصحة إلى الإسكان، بمساعدة “الصحافة اليمينية”، من خلال تقديم المهاجرين على أنهم استنزاف مستمر لتلك الموارد.

يدفع ذلك الناخبين إلى الحزب الوحيد الذي يبدو أنه الأنسب لمواجهة تهديد المهاجرين، الذين يُستخدمون كذريعة، إذ أصبح طالبو اللجوء ملاذًا للحكومة، لاستخدامهم في “حملة حزب المحافظين الصليبية”، التي تلعب على إثارة المخاوف من الإرهاب إلى الاعتداء الجنسي، والاقتصاد والارتباك الثقافي، بحسب الكاتبة.

اقرأ ايضًا: نظام اللجوء في بريطانيا “منهار”.. الآلاف عالقون

يعاملون كـ”الحيوانات”

وصل عدد القادمين إلى المملكة المتحدة خلال العام الحالي إلى حوالي 40 ألف شخص، عبر القناة الإنجليزية، أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم بالزوارق وغيرها من القوارب غير الصالحة للإبحار من شمال فرنسا، بحسب “مجلس العموم البريطاني“.

وفقًا للبيانات الرسمية، يمثّل الرقم زيادة كبيرة على 2018، عندما وصل 299 مهاجرًا فقط إلى البلاد عبر القوارب، بينما بلغ عدد المهاجرين في 2021، 28 ألفًا و536 شخصًا.

رغم ذلك، تستقبل المملكة عددًا أقل بكثير من طالبي اللجوء، مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية الأخرى، مثل فرنسا التي استقبلت 103 آلاف، وألمانيا 200 ألف و148 لاجئًا.

يُحتجز في مركز “مانستون” لمعالجة طلبات اللجوء، في منطقة كنت جنوب شرقي إنجلترا، الوافدون الجدد 24 ساعة قبل الانتقال إلى أماكن إقامة طويلة الأجل، لكن مئات الأشخاص عالقون منذ أسابيع.

يُحتجز حاليًا أكثر من أربعة آلاف مهاجر في مركز “مانستون”، الذي كان من المقرر أن يستضيف ألفًا و600 فقط، وهو قاعدة عسكرية سابقة، افتتح في شباط الماضي للعدد المتزايد من المهاجرين.

قال مفتشون حكوميون مستقلون، إنهم رأوا عائلات تنام على الأرضيات في ظروف شبيهة بالسجن، ما يتسبب بحرائق ومخاطر صحية، وحذروا من مخاطر تفشي “الجرب” و”الدفتيريا” وأمراض أخرى، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.

وتحدث أحد المقيمين في المركز لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، عن الظروف التي تشبه العيش في سجن أو حديقة حيوانات، وأوضح أن الأشخاص فيه عوملوا مثل “الحيوانات”، حيث أُجبر 130 شخصًا على تقاسم خيمة واحدة كبيرة.

وقال المقيم لهيئة الإذاعة، إنه أُجبر على النوم على الأرض، ومُنع من الذهاب إلى المرحاض أو الاستحمام أو الخروج لممارسة الرياضة، طوال 24 يومًا، قبل خروجه في 31 من تشرين الأول الماضي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة