عنب بلدي – محمد النجار
يخوض لاعبو كرة القدم 90 دقيقة على المستطيل الأخضر، مليئة بالحماسة والإثارة والاندفاع، تحمل كل دقيقة منها أحداثًا مثيرة ربما تبقى خالدة في ذاكرة اللاعب والجماهير وفي عالم الجلد المدوّر.
وتبعث كرة القدم في نفس اللاعب وتصرفاته الاندفاع، والحماسة، والسرعة، والقوة البدنية، والفرح، والغضب، ما يجعله يرتكب أخطاء داخل الملعب عن قصد أو دونه، الأمر الذي يعرضه للإنذار والطرد أحيانًا.
ومن الصعب على لاعبي كرة القدم الحفاظ على سجلهم خاليًا من البطاقات الحمراء ومن عقوبة الطرد، خاصة الذين يلعبون في ميادين الجلد المدوّر لسنوات طويلة ويخوضون مواسم صعبة.
ترصد عنب بلدي في هذا التقرير لاعبَين لم يتعرضا للطرد خلال مسيرتهما الكروية، وما زالا يلعبان، وأربعة لاعبين اعتزلوا اللعب منذ سنوات.
إنييستا.. قلب الوسط النابض
خاض الإسباني أندريس إنييستا (38 عامًا) لاعب فريق فيتسل كوبي الياباني حاليًا ونادي برشلونة سابقًا، 840 مباراة في مسيرته الكروية دون أن يتلقى أي بطاقة حمراء، رغم حصوله على 71 بطاقة صفراء.
لاعب خط الوسط، “الرسّام” كما يلقبه عشاقه، يُعرف بانضباطه والتزامه داخل الملعب، وبتمريراته الحاسمة التي تجعل المهاجمين في حالة انفراد أمام الشباك، ويحمل في رصيده مخزونًا كبيرًا من الألقاب والبطولات.
حقق مع برشلونة الدوري الإسباني تسع مرات، وكأس ملك إسبانيا ست مرات، وكأس السوبر الإسباني سبع مرات، ودوري أبطال أوروبا أربع مرات، وكأس السوبر الأوروبي ثلاث مرات، وكأس العالم للأندية ثلاث مرات.
وفاز مع المنتخب الإسباني في بطولة كأس العالم 2010، وبطولة أمم أوروبا مرتين، وبطولة أوروبا تحت 17 سنة مرة واحدة، وبطولة أوروبا تحت 19 سنة مرة، بالإضافة إلى عشرات الجوائز الفردية.
بنزيما.. ماكينة أهداف
لم يتلقَّ لاعب ريال مدريد حاليًا كريم بنزيما (34 عامًا) أي بطاقة حمراء خلال مسيرته الكروية، بعد خوضه 765 مباراة مع ناديي ليون الفرنسي وريال مدريد، و97 مباراة مع المنتخب الفرنسي.
سجل مع ناديي ليون ومع المرينغي 395 هدفًا وصنع 187 أخرى.
حقق “الحكومة”، كما يلقبه عشاقه، عشرات الألقاب على الصعيد الجماعي والفردي، أبرزها خمسة ألقاب مع ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا، وأربعة في الدوري الإسباني، وأربعة في كل من السوبر الإسباني والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
فاز، في تشرين الأول الماضي، بجائزة الكرة الذهبية (بالون دور)، عن موسم 2022، متفوقًا على منافسيه من اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى، كما حصل، في آب الماضي، على جائزة أفضل لاعب بأوروبا، وهي مقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).
وأصبح بنزيما أول فرنسي يحصل على الجائزة بعد حوالي 24 عامًا، وخامس فرنسي يُتوّج بالكرة الذهبية، بعد ريمون كوبا 1958، وميشال بلاتيني أعوام 1983، و1984، و1985، وجان بيار بابان 1991، وزين الدين زيدان 1998.
ومن أبرز اللاعبين الذين اعتزلوا كرة القدم، وحافظوا على سجلهم خاليًا من البطاقات الحمراء:
الإسباني راؤول غونزاليس (45 عامًا)، لعب في مركز الهجوم لعدة أندية أبرزها ريال مدريد، وحقق معه العديد من الألقاب ومع المنتخب الإسباني أيضًا، كما مثّل نادي شالكه الألماني والسد القطري، ونيويورك، بمجموع 916 مباراة مع الأندية، و102 مع إسبانيا.
فيليب لام (38 عامًا) المعتزل والظهير الأيمن في منتخب ألمانيا ونادي بايرن ميونيخ، وهو واحد من اللاعبين الذين لم يتعرضوا لأي بطاقة حمراء.
لعب مع ناديي بايرن ميونيخ وشتوتغارت 652 مباراة، سجل خلالها 22 هدفًا، وصنع 77 تمريرة حاسمة، ومع منتخب ألمانيا لعب 113 مباراة، ويملك رصيدًا من الألقاب والبطولات.
ولا تزال القائمة مفتوحة أمام لاعبين اعتزلوا وحافظوا على سجلهم نظيفًا من أي بطاقة حمراء، أمثال الفرنسي ميشيل بلاتيني، الفائز بالكرة الذهبية ثلاث مرات، وأيضًا اللاعب المثالي الذي لم يحصل على أي بطاقة حمراء أو صفراء، وهو أسطورة المنتخب الإنجليزي غاري لينيكر، هداف كأس العالم 1986.