يطلبه الأطباء بشكل روتيني.. تحليل الكرياتينين في الدم

  • 2022/11/06
  • 2:55 م
تحليل الكرياتينين في الدم

د. أكرم خولاني

يعتبر تحليل مستوى الكرياتينين في الدم مؤشرًا موثوقًا إلى حد ما لعمل الكليتين، لذلك يطلبه الأطباء بشكل روتيني للاطمئنان على صحة الجسم، كما يطلبونه في كثير من الحالات المرضية لتقييم وظيفة الكليتين، وهو ما يُعرف بين عامة الناس بتحليل وظيفة الكلية.

ما الكرياتينين

الكرياتينين (Creatinine) مركب كيماوي يوجد بشكل طبيعي في الجسم، وينتج بشكل أساسي عن عمليات إنتاج الطاقة في العضلات، كما يتم الحصول عليه من خلال هضم البروتين المتناول عن طريق الغذاء، ويعد الكرياتينين من مخلّفات الجسم، لذلك تقوم الكلى السليمة عادة بالتخلص منه ليطرح ضمن الفضلات الخارجة مع البول، ولكن إذا كانت هناك مشكلة في الكلى فيمكن أن يتراكم الكرياتينين في الدم وتنخفض كميته في البول، لذلك عادة ما يُجرى تحليل مستوى الكرياتينين في الدم لتقييم وظيفة الكليتين.

ويتأثر مستوى الكرياتينين في الدم بالعمر والجنس وبعض العوامل الأخرى، وقد يختلف قليلًا من شخص لآخر، ونظرًا إلى ذلك، فإن اختبار سرعة الرشح الكبيبي (GFR) قد يقدم تقييمًا أدق لقياس أداء وظائف الكلى، إذ تراعي المعادلة التي تُحسب بها سرعة الرشح الكبيبي مستوى الكرياتينين في مصل الدم وعوامل أخرى مثل السن والجنس.

وفي بعض الأحيان، قد يتم أخذ عيّنة من البول لمعرفة نسبة مادة الكرياتينين فيه من أجل معرفة حدة الفشل الكلوي بشكل أدق، ويمكن استخدام مستويات الكرياتينين في الدم والبول لحساب تصفية الكرياتينين (Creatinine Clearance)، وهي قياس لكفاءة الكلى في ترشيح الكرياتينين من مجرى الدم لإخراجه في البول، وعادة ما تُحدد قيمة تصفية الكرياتينين عن طريق قياس مستوى الكرياتينين في عيّنة بول مأخوذة على مدار 24 ساعة ومن عيّنة من مصل الدم تُسحب في أثناء الفترة الزمنية ذاتها، وعادة ما يكون معدل تصفية الكرياتينين ما بين 95 و120 مليليترًا في الدقيقة عند الأشخاص الطبيعيين.

متى يُطلب تحليل الكرياتينين في الدم

يتم إجراء هذا الفحص عندما يشتبه الطبيب بوجود مشكلات في الكلى، وذلك في الحالات الآتية:

· عند وجود مؤشرات مرض في الكلى، مثل: التعب المتكرر، فقدان الشهية، انتفاخ في الوجه وخاصة تحت العينين أو في الكاحل أو البطن، جفاف وحكة الجلد، غثيان واستفراغ، آلام أسفل الظهر، تشنجات عضلية، دم أو بروتين مع البول، ارتفاع ضغط الدم.

  • تقييم شدة قصور الكلوي المزمن.
  • تقييم حالة الكلى لدى مرضى الداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما من الحالات التي تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض في الكلى.
  • متابعة الآثار الجانبية للأدوية التي قد تشمل تلف الكلى أو تغير وظائفها.
  • متابعة وظائف الكلى المزروعة.
  • مراقبة وظائف الكلى في حال وجود تاريخ عائلي لأمراض الكلى.

كيف يتم إجراء تحليل الكرياتينين في الدم

تحليل الكرياتينين يتم عن طريق سحب عيّنة من الوريد، أي عيّنة دم، ولا يتطلب هذا التحليل شروطًا لإجرائه، أي ليس بالضروري الصيام، بل يمكنك سحب العيّنة في أي وقت من اليوم.

كيف تفسر النتائج

يتم قياس مستوى مادة الكرياتينين في الدم بوحدة الملغرام لكل ديسيليتر (أو ميكرومول لكل ليتر)، وتعد قراءة التحليل طبيعية إذا كانت النتيجة كما يلي:

  • من 0-0.7 ملغ/دل عند الأطفال دون سن الثالثة.
  • من 0.5-1 ملغ/دل عند الأطفال من عمر الثالثة وحتى الـ18.
  • من 0.9-1.3 ملغ/دل عند الذكور البالغين.
  • من 0.6-1.1 ملغ/دل عند الإناث البالغات.
  • ويمكن اعتبار النسبة طبيعية عند الأشخاص الذين لديهم كلية واحدة إذا كانت ما بين 1.8-1.9 ملغ/ دل.

تشير نسبة الكرياتينين المرتفعة إلى وجود قصور في الكلى، أي أن الكلى تفقد قدرتها الطبيعية على تصفية الدم، ما يؤدي إلى تراكم السوائل والكهارل والفضلات بشكل خطير في الجسم، وقد تشير مستويات الكرياتينين في الدم التي تصل إلى 2.0 ملغ/دل أو أكثر لدى الأطفال، أو 5.0 ملغ/دل أو أكثر لدى البالغين، إلى الحاجة إلى إجراء غسيل الكلى (Kidney Dialysis).

كما قد يرتفع مستوى الكرياتينين بالدم في بعض الحالات المرضية مثل: التجفاف، انخفاض كثافة الدم، قصور القلب الاحتقاني، فرط نشاط الغدة الدرقية.

وقد يرتفع قليلًا وبشكل مؤقت في بعض الحالات، ومنها:

  • زيادة تناول البروتين: عن طريق تناول اللحوم بشكل زائد على الطبيعي أو تناول مكمّلات البروتين الغذائية.
  • ممارسة التمارين الرياضية الشديدة: إذ إن المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى زيادة هدم النسيج العضلي.
  • حدوث انسداد في السبيل البولي: في هذه الحالة يتم إعاقة تدفق البول بسبب حصوات كلوية أو تضخم البروستات، ما يؤدي إلى حدوث ما يعرف باستسقاء الكلية واضطراب عملها.
  • العدوى الجرثومية للكلية.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية كالسيميتدين والنريميثوبريم.

يملك الرجال مستويات أعلى من الكرياتينين في أجسامهم من النساء، وذلك بسبب زيادة الكتلة العضلية والهيكل العظمي عندهم مقارنة بالنساء، وكذلك لدى الشباب العضليين نسبة أعلى من الكرياتينين في الدم من غيرهم.

وقد يكون تركيز الكرياتينين منخفضًا في بعض الحالات مثل:

  • انخفاض الكتلة العضلية: كما هي الحال لدى كبار السن وفي حالات سوء التغذية أو نقصان الوزن المفرط أو الإصابة بالحثل العضلي أو الوهن العضلي الوخيم أو الأمراض المزمنة التي يصاحبها نقص في الكتلة العضلية.
  • النباتيين: لعدم تناولهم اللحوم.
  • الحمل: إذ إن الحمل يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى الكليتين، وبالتالي زيادة معدل إنتاج وإخراج البول، وتصفية الكرياتينين.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية