أحرزت الفصائل المحلية المقربة من “اللجنة المركزية” في مدينة درعا البلد تقدمًا في حي طريق السد بدرعا، الذي تتحصن فيه مجموعات متهمة بالتبعية لتنظيم “الدولة”.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مقاتل في الفصائل المدعومة من “اللواء الثامن”، فإن الفصائل تمكّنت من السيطرة على كتلة سكنية في بناء “المهندسين”، إضافة إلى البناء الذي كان يتحصن فيه القيادي مؤيد حرفوش، الملقب بـ”أبو طعجة”، وهو أحد أبرز المتهمين بالانتماء للتنظيم في المنطقة.
بينما بلغت المعارك أشدها فجر اليوم، السبت 5 من تشرين الثاني، ولا تزال مستمرة حتى لحظة تحرير هذا الخبر، بحسب ما قاله أحد وجهاء درعا البلد لعنب بلدي.
من جانبه، قال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن تقدمًا ملحوظًا أحرزته الفصائل المحلية على حساب مجموعات يقودها محمد المسالمة (هفو)، ومؤيد حرفوش “أبو طعجة”.
المعارك خلّفت خسائر
أدت المعارك العسكرية في درعا البلد إلى خسائر في الأرواح من الجانبين، إذ قُتل الشاب محمد صفوان بجبوج في أثناء المواجهات الدائرة بحي طريق السد، وقالت حسابات إخبارية، إن بجبوج هو أحد مقاتلي “اللواء الثامن”.
في حين قال أحد وجهاء درعا البلد لعنب بلدي، إن بجبوح هو أحد عناصر “فرقة 18 آذار”، وهي فصيل محلي معارض للنظام كان نشطًا في المنطقة قبل “تسوية” تموز 2018، ولم ينضم لقوات النظام بعد “التسوية”.
“شبكة درعا 24” المحلية قالت من جانبها، إن الشاب محمد موسى الفالوجي، وهو أحد عناصر الفصائل المحلية، قُتل إثر مواجهات حي طريق السد اليوم، السبت.
بينما قُتل الطفل أحمد أبازيد متأثرًا بإصابته بشظايا ناتجة عن انفجار قنبلة يدوية، في 3 من تشرين الثاني الحالي، في حي الأربعين، وأصيب معه خمسة أطفال من عائلة واحدة بجروح متفاوتة.
كما خلّفت الاشتباكات في المنطقة إصابات في صفوف المدنيين لم يجرِ إحصاؤها بدقة حتى لحظة تحرير هذا الخبر، نظرًا لصعوبة دخول الفرق الطبية إلى مناطق المواجهات، إضافة إلى غياب الجهات الطبية المحايدة.
وتشهد مدينة درعا البلد مواجهات مسلحة منذ عدة أيام بين مجموعات محلية مقربة من “اللجنة المركزية” مدعومة بـ”اللواء الثامن” من جهة، ومجموعات محلية أخرى متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة” من جهة أخرى.
كما تشهد محافظة درعا، منذ مطلع الشهر الحالي، تحركات عسكرية وأمنية ضد متهمين بتبعيتهم لتنظيم “الدولة”، توسعت في مدينة جاسم، وسبقتها تحركات أمنية في مدينة طفس، ثم اليادودة مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: ما مبررات طرفي القتال في درعا البلد
فارق التسليح
خلال “التسوية الأمنية” التي فرضتها قوات النظام في الجنوب السوري عام 2018 بوساطة روسية، فرضت على فصائل المعارضة في الجنوب السوري تسليم أسلحتها الثقيلة للنظام، والإبقاء على الأسلحة الفردية والخفيفة.
وسلمت جميع الفصائل العاملة في الجنوب أسلحتها من دبابات وعربات مدرعة ثقيلة إلى قوات النظام، إضافة إلى المضادات الأرضية من عيار 23، و12.5، و14.5، في حين حافظ مقاتلو المنطقة على الأسلحة الرشاشة من نوع “كاشينكوف” ورشاشات آلية “BKC”.
عمليات تسليم الأسلحة استثني منها “لواء شباب السنة” الذي يقوده أحمد العودة، عندما انضم إلى “الفيلق الخامس”، وغيّر اسم تشكيله العسكري ليحمل اسم “اللواء الثامن”.
ومع بدء الحملة العسكرية ضد خلايا التنظيم في المنطقة، كانت المعارك تقتصر على الأسلحة الفردية والرشاشات الآلية بين المجموعات المحلية التي تشكّل بقايا فصائل المعارضة التي سلّمت أسلحتها للنظام سابقًا، وخلايا التنظيم التي تعتبر بقايا فصيل “جيش خالد ابن الوليد” الذي يقتصر تسليحه على الرشاشات الفردية والعبوات الناسفة.
ضعف التسليح في هذه المعارك أجبر الفصائل المحلية على طلب مؤازرة من “اللواء الثامن” الذي بات الأكبر تسليحًا من بين فصائل الجنوب، وهو ما قلب مجريات المعارك لمصلحة الفصائل المحلية في مدينة جاسم ومحيطها وصولًا إلى درعا البلد اليوم.
بينما لا يملك أي فصيل محلي في الجنوب السوري مدرعات أو أسلحة ثقيلة كالدبابات أو العربات المصفحة، باستثناء قوات النظام السوري النظامية، التي لم تتدخل بمجريات المعارك منذ انطلاقها منتصف تشرين الأول الماضي وحتى لحظة تحرير هذا الخبر.
–