يونيون برلين يستحق الاحترام
عروة قنواتي
إحساس كلاسيكي يداعب مخيلة عشاق كرة القدم في العالم دائمًا بأن الدوريات والمنافسات المحلية الأوروبية، وخصوصًا الخمسة الكبرى، محجوزة ومحفورة لعدد من الأندية الكبرى، تتخاطف أياديهم لقب الدوري بشكل متوازن، فلا يكون هنالك هامش لصاعد جديد ضمن هؤلاء المتنافسين إلا في مسابقات الظل (الكأس، المقاطعات، السوبر).
الأمثلة حاضرة كما في الليجا الإسبانية، فمنذ سنوات طويلة تنحصر المنافسة بين برشلونة وريال مدريد، وبدرجة أقل أتلتيكو مدريد، وفي إيطاليا بين اليوفي والميلان والإنتر، وعلى صعيد البريميرليج فالمنافسة واضحة منذ سنوات بين مانشستر سيتي وليفربول، ولربما تشيلسي والمان يونايتد في حال كانت الظروف جيدة، وفي فرنسا لم يداهم أحلام باريس سان جيرمان إلا نادي ليل منذ 11 عامًا لمرة واحدة، وفي ألمانيا يتربع البافاري على عرش البوندسليجا وبدرجة أقل بوروسيا دورتموند، ولا حراك للأندية الباقية.
وللأمانة، فإحساس عشاق المستديرة أقرب إلى المنطق والواقع بحكم الحالة الاقتصادية لكثير من الأندية وأسماء نجومها ومحترفيها وسيل حضورها الجماهيري وماكينتها الإعلامية، وهذا ما جعلني أكتب زاويتي الرياضية قبل أن ينزل نادي يونيون برلين المجتهد والعنيد عن صدارة الترتيب في الدوري الألماني، ويعيدها لصاحبها بايرن ميونيخ الذي لن يقاومه في السنوات المقبلة إلا بوروسيا دورتموند إن تحسنت أحواله الفنية وصفقاته الاحترافية. كل الاحترام والإعجاب بنادي يونيون برلين المتصدر منذ عدة جولات، ونحن ندخل الجولة الـ13 وقد تبقى على فترة التوقف الدولي جولتان.
يونيون برلين، المتأهل في العام 2019 إلى أندية البوندسليجا بعد أن كان ضمن أندية الدرجة الثانية والثالثة والرابعة لمدة طويلة، عاد إلى الأضواء بعد آخر مرة كان فيها ضمن كبار ألمانيا قبل 97 عامًا، حين كان يعرف بـ”يونيون أوبرشونفايده”، وحينها انتزع وصافة الدوري الألماني الممتاز عام 1923، ولقب كأس ألمانيا الشرقية عام 1968، والمركز الثاني في كأس ألمانيا الشرقية 1986، بالإضافة إلى المركز الثاني في مسابقة كأس ألمانيا عام 2001.
وبعض الروايات تقول إنه حصل على لقب البوندسليجا عام 1906، ولكن هذه المصادر غير مؤكدة.
إذًا، يونيون برلين من حدود الدرجة الثانية إلى صدارة البوندسليجا حتى الأسبوع الـ13 من هذا الموسم، ولربما يكمل أكثر ومدة أطول، مع إيماني بأنه سيسلم الأمانة لو حتى في نصف مرحلة الإياب بعد أشهر، ولكنه سيسلمها ويبقى بين الأربعة الكبار على سلم الترتيب ويذهب إلى دوري الأبطال ليفرح عشاقه المعروفين بوفائهم للنادي وفريق كرة القدم.
وبحسب المعلومات التاريخية، فإن جماهير يونيون برلين تبرعت لبناء ملعب الفريق، وأسهمت بدعمه ماليًا في سنوات التخبط الاقتصادي والمالي.
خلال مباريات الذهاب في هذا الموسم، فاز الفريق على دورتموند ولايبزغ وفرايبورغ ومونشنغلادباخ، وتعادل مع بايرن ميونيخ، واستعاد الصدارة من البافاري مرتين أحدثها قبل أسبوعين.
الفضل في الثبات الفني إلى الآن، وتحقيق مراد إدارة النادي بالبقاء فترة طويلة ضمن الأضواء في ألمانيا، يعود إلى المدرب السويسري أورس فيشر، الذي بدأ مع يونيون برلين في الدرجة الثانية، ورافقه في موسمه الأول للمركز الثالث المؤهل لملحق الصعود إلى البوندسليجا، ونجح في إزاحة شتوتغارت بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض، وها هو يقدم أفضل العروض التي إن لم تأتِ له باللقب الأغلى قريبًا، ستذهب بالفريق لوضع اسمه بشكل عظيم في البطولات الأوروبية موسمًا بعد موسم.
قبل أن يسلّم يونيون برلين عهدة الصدارة إلى البافاري، تستحقون التحية والإعجاب على شجاعة الأداء وشرف المحاولة في البوندسليجا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :