عادت الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى حي طريق السد في درعا البلد، مباشرة بعد انتهاء التهدئة “المؤقتة” التي أطلقتها الفصائل المحلية لإجلاء المدنيين من مناطق الاشتباك بين فصائل محلية وأخرى متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن أصوات الرصاص عادت لتُسمع في أرجاء المدينة منذ مساء الجمعة 4 من تشرين الثاني في حي طريق السد، معلنة عن انتهاء التهدئة التي استمرت يومين.
أحد وجهاء درعا البلد قال لعنب بلدي، إن عبوة ناسفة انفجرت صباح اليوم قرب مسجد “أبو بكر الصديق” مخلّفة أضرارًا بمنازل المدنيين، دون معلومات عن إصابات.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، أن حدة الاشتباكات عادت للتصاعد منذ مساء الجمعة، بينما غادر عدد كبير من سكان حي الطريق السد خلال اليومين الماضيين هربًا من العمليات العسكرية فيه.
“شبكة درعا 24” المحلية قالت من جانبها، إن اشتباكات مسلحة شهدها حي طريق السد مع انتهاء التهدئة التي فُرضت لإجلاء المدنيين العالقين في المنطقة.
وتشهد مدينة درعا البلد مواجهات مسلحة منذ عدة أيام بين مجموعات محلية مقربة من “اللجنة المركزية” مدعومة بـ”اللواء الثامن” من جهة، ومجموعات محلية أخرى متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة” من جهة أخرى.
الاشتباكات في المنطقة خلّفت إصابات في صفوف المدنيين لم يجرِ إحصاؤها بدقة حتى لحظة تحرير هذا الخبر، نظرًا لصعوبة دخول الفرق الطبية إلى مناطق المواجهات، إضافة إلى غياب الجهات الطبية المحايدة.
الاتهامات المتبادلة باستهداف المدنيين أجبرت الفصائل المتحاربة على فرض تهدئة “مؤقتة” موجهة إنذارًا للسكان المدنيين بالخروج، كون العمليات العسكرية لن تتوقف حتى حسم المعارك.
وتزامنًا مع عودة الاشتباكات إلى المنطقة، استهدف مجهولون سيارة طبية تتبع للمستشفى “الوطني” في بصرى الشام (معقل “اللواء الثامن”) قرب بلدة كحيل بريف درعا الشرقي، ما أدى إلى إصابة سائق السيارة بجروح.
وجهاء من المدينة استغلوا التهدئة لمحاولة تقديم مبادرة توقف العمليات العسكرية في المنطقة، الجمعة، إلا أنها فشلت، نظرًا إلى تمسك الفصائل المحلية بإنهاء وجود من يعتبرونهم خلايا من تنظيم “الدولة” في المدينة.
من جانبها، قالت “شبكة درعا 24” المحلية عبر “فيس بوك”، إن اجتماعًا ضم بعض الوجهاء والقادة المحليين لبحث إيجاد حل للاشتباكات الدائرة في المدينة منذ أربعة أيام.
وتشهد محافظة درعا، منذ مطلع الشهر الحالي، تحركات عسكرية وأمنية ضد متهمين بتبعيتهم لتنظيم “الدولة”، توسعت في مدينة جاسم، وسبقتها تحركات أمنية في مدينة طفس، ثم اليادودة مؤخرًا.
اقرأ أيضًا: درعا.. كيف تمددت “إمارة الدولة الإسلامية” في جاسم
وطالب رئيس شعبة “المخابرات العسكرية”، لؤي العلي، في تموز الماضي، وجهاء درعا البلد، واليادودة، وطفس، وجاسم، بإخراج الغرباء المتهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة”، تفاديًا لحملات أمنية قد يطلقها النظام في المنطقة.
–