ما مبررات طرفي القتال في درعا البلد
تستمر الاشتباكات في مدينة درعا البلد جنوبي سوريا لليوم الثاني على التوالي بين مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة، وآخرين متهمين بمبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن المعارك عادت للتصاعد صباح اليوم، الثلاثاء 1 من تشرين الثاني، في حي طريق السد شرقي مدينة درعا.
وقال أحد وجهاء المدينة لعنب بلدي (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية)، إن السكان بدؤوا منذ الاثنين بإخلاء منازلهم في المناطق القريبة من نقاط الاشتباك، باتجاه أحياء أكثر أمانًا في مناطق درعا البلد، ودرعا المحطة.
“شبكة درعا 24” المحلية قالت إن الاشتباكات خلّفت جرحى مدنيين ضمن أحياء درعا البلد، إثر إطلاق نار عشوائي خلال اشتباكات شهدتها المنطقة بين متهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة”، وفصائل محلية مدعومة من “اللواء الثامن”.
ما مبررات طرفي القتال؟
الاشتباكات اندلعت في المدينة، صباح الاثنين، في الحي نفسه، وأسفرت عن إصابة امرأة بجروح، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في درعا.
يتقاذف الطرفان الاتهامات، فالمجموعات المحلية المتمركزة في حي طريق السد، والتي يقودها محمد المسالمة الملقب بـ”الهفو” ومهند حرفوش الملقب بـ”أبو طعجة”، متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة”، تقابلها مجموعات محلية أخرى يقودها خالد أبازيد الملقب بـ”أبو عمر أبازيد”، وهي مدعومة من “اللواء الثامن”، ويتهمها الطرف الآخر بالتبعية لـ”الأمن العسكري”.
قيادي في “اللواء الثامن” قال لعنب بلدي، إن الحملة العسكرية في درعا البلد لم تخضع لإملاءات النظام السوري، وإن المشاركة جاءت بناء على طلب من قياديين سابقين بفصائل المعارضة في مدينة درعا البلد، في إشارة إلى القيادي خالد أبازيد.
وأضاف القيادي (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية) أن “اللواء الثامن” رفض مشاركة مجموعة مصطفى المسالمة الملقب بـ”الكسم” لتبعيتها المباشرة لـ”الأمن العسكري”، في إطار رفض “اللواء” مشاركة النظام في هذه العمليات.
واعتبر أن العمليات العسكرية التي يشنها “اللواء” في درعا البلد مع فصائل محلية أخرى هي في إطار الحملة الأمنية لتنظيف المحافظة من خلايا تنظيم “الدولة”، في إشارة إلى المجموعات المتمركزة في حي طريق السد بدرعا البلد.
تواصلت عنب بلدي مع محمد المسالمة (الهفو) عبر مراسلة إلكترونية، ونفى من جانبه أي صلة بين مجموعات حي طريق السد بتنظيم “الدولة”، مشيرًا إلى أن قرار الهجوم على فصيله من جانب فصائل عسكرية محلية جاء بأوامر من “الأمن العسكري”.
وأشار “الهفو” إلى مجموعة من الأسماء قُتلت إثر انفجار عبوات ناسفة، متهمًا مجموعات تتبع لخالد أبازيد بالوقوف خلف اغتيالها.
اقرأ أيضًا: خلايا التنظيم.. “مسمار جحا” النظام السوري في درعا
كيف بدأ الخلاف؟
في 28 من تشرين الأول الماضي، فجر “انتحاري” نفسه في منزل القيادي السابق بفصائل المعارضة غسان الأبازيد، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين بجروح.
واتهم وجهاء من درعا البلد وقياديون سابقون في فصائل المعارضة “الهفو” ومجموعات أخرى بالوقوف خلف التفجير، لمصلحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
في حين قال “الهفو” لعنب بلدي، إن أي انتحاري لم يدخل مضافة الأبازيد، إنما نجم الانفجار عن عبوة ناسفة كان القيادي يحتفظ بها في مضافته.
وأصدر أعيان وعشائر درعا البلد، في 30 من تشرين الأول الماضي، بيانًا، طالبوا فيه شباب المدينة بالابتعاد عن خلايا التنظيم، وألا يكونوا ملاذًا يحتويهم ويستمع إلى شعاراتهم “الرنانة”، معلنًا عن بدء عمل عسكري ضدهم.
وتشهد محافظة درعا، منذ مطلع تشرين الأول الماضي، تحركات عسكرية وأمنية ضد متهمين بتبعيتهم لتنظيم “الدولة”، توسعت في مدينة جاسم، وسبقتها تحركات أمنية في مدينة طفس، ثم اليادودة مؤخرًا.
وطالب رئيس شعبة “المخابرات العسكرية”، لؤي العلي، في تموز الماضي، وجهاء درعا البلد، واليادودة، وطفس، وجاسم، بإخراج الغرباء المتهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة”، تفاديًا لحملات أمنية قد يطلقها النظام في المنطقة.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :