تتواصل العمليات الفلسطينية في الأراضي المحتلة بشكل متكرر، موقعة قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال الإسرائيلي، بما يشكل تحديًا أمنيًا للسلطات الإسرائيلية، تسعى للتعامل معه عبر الاقتحامات وتفتيش منازل الفلسطينيين ومصادرة الأسلحة، وغيرها.
ونفّذ الفلسطيني، محمد كامل الجعبري، مساء أمس السبت، عملية إطلاق رصاص باستخدام بندقية، أسفرت عن مقتل إسرائيلي (50 عامًا)، وإصابة ثلاثة آخرين، وفلسطيني، في مدينة الخليل، في الضفة الغربية المحتلة.
ووفق ما ذكره موقع “تايمز أوف إسرائيل“، اليوم الأحد، 30 من تشرين الأول، فالجعبري أطلق الرصاص قرب نقطة تفتيش في الخليل، قبل مقتله فيما بعد على يد حارس أمني إسرائيلي.
كما نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت“، عن القوات الإسرائيلية أن إطلاق الرصاص لم يكن موجهًا نحو منزل السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، كما زعم الأخير.
تعليق إسرائيلي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن القوات الإسرائيلية ستعمل بقوة ضد التهديدات ومرسليها، لافتًا لتعزيز الدوريات الأمنية في الشوارع.
ونشر لابيد عبر “تويتر“، صورة القتيل الإسرائيلي خلال العملية، وهو حاخام إسرائيلي، معلقًا “لن ندع الإرهاب يهزمنا، وسنعمل بكل الوسائل المتاحة ضد الذين يسعون لإلحاق الأذى بنا”.
הלב נשבר. רונן חנניה ז״ל נרצח בידי מחבל נתעב לעיני בנו. אין מילים שיכולות לנחם. משתתף בצער המשפחה ושולח חיבוק גדול בשם כל עם ישראל.
אני מאחל רפואה שלמה לפצועים. מחזק את הרבש״צ והלוחם שחיסלו את המחבל. אנחנו לא ניתן לטרור לנצח אותנו, נפעל בכל הכלים שעומדים לרשותנו נגד מבקשי רעתנו. pic.twitter.com/SRVsjAaSVg— יאיר לפיד – Yair Lapid (@yairlapid) October 30, 2022
وفي السياق نفسه، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تقييمًا للوضع بمشاركة رئيس الأركان الإسرائيلي، وطلب صياغة سلسلة إجراءات عملياتية.
كما أضاف عبر “تويتر“، أن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن سيضعون أيديهم على كل من شارك في الهجوم”.
ومن المقرر أن تهدم سلطات الاحتلال منزل عائلة الجعبري، وهو سلوك إسرائيلي اعتيادي في إطار الرد على عمليات من هذا النوع.
من محمد الجعبري؟
تعتبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، محمد كامل الجعبري (35 عامًا)، ناشطًا في حركة “المقاومة الإسلامية” (حماس).
كما أن شقيقه وائل الجعبري، أسير سابق، حكمت عليه سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد مرتين، قبل خروجه من السجن بموجب صفقة تبادل أسرى بين “حماس” والاحتلال، خرج بموجبها حينها الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط. وجرى إبعاد وائل الجعبري إلى قطاع غزة.
الجعبري من أبناء مدينة الخليل، وعمل مدرسًا لمادة التربية الإسلامية.
كما اتخذ موقفًا داعمًا للثورة السورية ورافضًا لتدخل “محور المقاومة” في مجريات الأحداث فيها، وانتقد التدخل العسكري الإيراني في سوريا.
إلى جانب ذلك، اعتبر الجعبري أيضًا خلال منشورات سابقة عبر “فيس بوك” أن أفضل ما فعله الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خلال ولايته الرئاسية، هو استهداف القائد السابق في “الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، ياسر الزعاترة، دخول الخليل على خط المقاومة، مبشرًا بانضمام بقية المناطق، رغم جهود الغزاة وتعاون ما وصفها بـ”سلطة العار”، في إشارة للسلطة الفلسطينية.
الخليل تحت حصار هستيري بعد العملية البطولية في مستوطنة "كريات أربع" ليلا، والتي تلاها إطلاق نار على جنود شرق المدينة.
رغم استشهاد البطل (محمد الجعبري)، إلا أن المطاردة تركّز على من ساعده.
دخول الخليل على خط المقاومة؛ يبشّر بانضمام بقية المناطق، رغم جهود الغزاة وتعاون سلطة العار. pic.twitter.com/LPSO1veANy— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) October 30, 2022
قبل 10 أيام
في 19 من تشرين الأول الحالي، استهدف الفلسطيني عدي التميمي، تجمعًا لحراس إسرائيليين عند مدخل مستوطنة “معاليه أدوميم” في الضفة الغربية المحتلة، وبعد إطلاقه النار باتجاههم، دخل في اشتباك استمر حتى مقتله برصاص الجنود الإسرائيليين.
والتميمي هو منفذ عملية شعفاط، في 8 من تشرين الأول، واستهدف حينها حاجزًا لجنود الاحتلال الإسرائيلي، شمال شرقي القدس، حيث نزل من سيارة كان يستقلها مع شخص آخر، وأطلق الرصاص على الجنود من مسافة قريبة، ولاذ بالفرار.
كما أسفرت العملية عن مقتل جندية (نوا لازار 18 عامًا)، وإصابة جنديين آخرين بجروح، وفق ما نقلته “يديعوت أحرنوت”.