القامشلي – مجد السالم
يعاني سكان القامشلي وسائقو السيارات رداءة الطرقات العامة، ويزداد الأمر سوءًا مع قدوم الشتاء كل عام، حيث تنتشر الحفر والمستنقعات الطينية على طول شوارع المدينة.
ورغم الوعود المتكررة، ورصد ميزانيات من قبل “الإدارة الذاتية” المسيطرة في شمال شرقي سوريا، فإن إنجازًا فعليًا لم يحصل في معالجة المشكلة.
ففي حي السريان، يعاني الأهالي كثرة الحفر المنتشرة في شارع الحي الرئيس، وتزيد هذه المعاناة مع حلول شتاء كل عام، إذ يتحول الشارع إلى مستنقعات، وينال المارّون نصيبهم من تطاير الأوحال، بحسب ما قاله فواز حسيناوي (49 عامًا) من أبناء الحي، لعنب بلدي.
وأضاف، في كل مرة يتقدم فيها الأهالي بشكوى إلى مختار الحي مطالبين بتعبيد الطريق وصيانته، تكون النتيجة “وعودًا بلا تنفيذ”.
فواز ذكر أن هذه المعاناة مستمرة منذ ثلاث سنوات دون حل، رغم أن الأهالي قاموا بمبادرة طوعية لردم الحفر بمادة “البحص” (الحصى)، لكنها تلاشت مع كثرة الآليات والسيارات التي تعبر الطريق.
ويتسبب دخول العديد من صهاريج النفط والوقود يوميًا، بحمولة 20 طنًا كحد أدنى للواحد منها، بتلف وتكسير الطرقات السريعة، ويتركز ذلك في فصل الصيف، إذ تقلل درجات الحرارة من صلابة المادة الأسفلتية، وتسبب انحناءات وأخاديد ضمن الطرقات، وفقًا لفواز.
لا يعاني ساكنو الحي صعوبة السير في الشارع فحسب، بل تأمين العودة إليه عبر المواصلات، إذ يطلب سائقو “التاكسي” زيادة بنحو ألف و500 ليرة سورية فوق الأجر المتعارف عليه، بمجرد معرفتهم أن وجهة الراكب هي حي الريان.
ويرفض بعضهم الدخول بسيارته إلى الحي، مكتفين بإيصال الزبون إلى الأطراف، وتصل أجرة “التاكسي” النظامية من السوق للحي إلى أربعة آلاف ليرة سورية.
“الثورة” وأنفاق “الإدارة”
إلى جانب رداءة شوارعه وعدم تعبيد معظمها، يعاني أهالي حي الثورة بالقامشلي منذ بداية الصيف الماضي، من عدم ترحيل مخلّفات الأنفاق التي حفرتها “الإدارة الذاتية”، إذ تنتشر الأتربة والصخور والعوارض الأسمنتية في شوارع الحي.
باسل أربعيني من سكان الحي، طلب عدم كشف اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن الحي بات “شبه معزول” لكثرة مخلّفات الأنفاق المحيطة به، ومع هطول الأمطار الأخيرة، أصبحت شوارعه عبارة عن “مستنقع طيني وبرك مائية منتشرة مليئة بالوحل”.
وما إن تنتهي معاناة أبناء الحي من غبار وأتربة الصيف، حتى تبدأ المعاناة من “لعنة الطين” في الشتاء، حسب وصف باسل.
يخشى سكان الحي التقدم بشكوى إلى البلدية عن الوضع المتدهور لشوارع الحي نتيجة حفر الأنفاق، خوفًا من الملاحقة الأمنية من قبل “قسد”، وفق ما قاله باسل.
ولفت إلى أن عددًا من السكان اضطروا إلى بيع منازلهم بأسعار منخفضة للانتقال إلى حي آخر، نتيجة تردي الوضع الخدمي.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن أحياء أخرى من المدينة بقيت شوارعها وفتحات تصريف مياه الأمطار فيها دون صيانة، خصوصًا الأحياء الشرقية كـ”قناة السويس” و”جمعاية” و”علايا”.
تنفيذ سيئ وانعدام الخبرات
ورغم إعلان “الإدارة الذاتية” عن نيتها تنفيذ العديد من المشاريع المتعلقة بصيانة الطرقات في مدينة القامشلي، وتخصيصها ميزانية لذلك، وفقًا لعضو المكتب الفني بقسم الدارسات في بلدية القامشلي حسن حسين، في حديث نشره موقع قناة “روناهي” الكردية، في 22 من أيار الماضي، فإن هذه المشاريع نُفّذت في أماكن دون أخرى، كما قال باسل.
وتركزت المشاريع في الأحياء القريبة من مقار ومراكز “الإدارة الذاتية”، منها الحي الغربي بالقامشلي، وبعضها لم يُنفذ رغم وعود البلدية بإنجازها قبل حلول الشتاء، بحسب باسل.
وأفاد عدد من سائقي سيارات الأجرة، الذين تحدثت معهم عنب بلدي للاستفسار عن حالة طرقات المدينة الرئيسة والفرعية ضمن الأحياء التي جرت فيها أعمال صيانة عام 2021، بأن الحفر ظهرت مرة أخرى، بالإضافة إلى تفتت المادة الأسفلتية التي استُخدمت للصيانة.
محمود الحسين (56 عامًا) موظف في شركة صيانة وإنشاء الطرقات (رودكو)، قال لعنب بلدي، إن “الإدارة الذاتية” لا تمتلك العمالة والخبرات الفنية الجيدة لتنفيذ مشاريع الطرقات رغم سيطرتها على جميع الآليات المستخدمة في إنشاء مشاريع الطرق والجسور وغيرها.
وأوضح أن نوعية الأسفلت “سيئة”، ولا تتطابق مع المواصفات الفنية المطلوبة، وهذا ما يفسر “التنفيذ السيئ والصيانة الضعيفة”، حسب قوله.