إيلون ماسك على العرش.. عبقري بعلاقات باردة- ساخنة مع البيت الأبيض
بعد أشهر من السجالات، والدعاوى القضائية، والتشهير اللفظي، أكمل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك صفقته البالغة 44 مليار دولار باستحواذه على منصة “تويتر”.
وبدأ ماسك بتغيير كبير في هيكلية الإدارة فور توليه منصبه، إذ طرد أربعة مسؤولين، من بينهم الرئيس التنفيذي، والمدير المالي، وكبير المسؤولين التنفيذيين للشؤون القانونية والسياسات.
وقال في تغريدة عبر حسابه في “تويتر“، الجمعة 28 من تشرين الأول، إن “(تويتر) سيشكّل مجلس إدارة محتوى له وجهات نظر متنوعة على نطاق واسع، ولن تُتخذ أي قرارات رئيسة بشأن الاعتدال أو إعادة الحساب قبل انعقاده”.
رحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي مُنع بشكل دائم من “تويتر” بسبب اتهامات بالتحريض على العنف بعد أعمال الشغب بمبنى “الكابيتول”، في 6 من كانون الثاني 2021، بالاستحواذ.
وقال، “أنا سعيد جدًا لأن (تويتر) أصبح في أيدٍ عاقلة، ولن يُدار بواسطة المتطرفين اليساريين والمجانين الذين يكرهون بلدنا حقًا”.
مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للولايات المتحدة، في تشرين الثاني المقبل، بدأت المخاوف من إمكانية إعادة تفعيل حساب ترامب، وانتشار المعلومات السياسية المضللة.
ودقّت منظمات الحقوق المدنية ناقوس الخطر بشأن انتشار المحتوى الضار، وهي مشكلة يعانيها “تويتر” بالفعل، بينما احتفل “الجمهوريون” بالتغيير في الملكية، بحسب صحيفة “الجارديان“.
فوضوي ومثير للمتاعب
برز الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في الأشهر الأخيرة كممثل فوضوي جديد على مسرح السياسة العالمية، ففي حين أن الكثير من الأثرياء يدلون بتصريحات حول الشؤون العالمية، لم يقترب أحد من تأثير ماسك وقدرته على إحداث تغيير.
في أوائل تشرين الأول الحالي، أعلن ماسك عن خطة لتحقيق السلام في أوكرانيا وإنهاء الحرب، إلا أن بنودها التي تمنح روسيا بعض الانتصارات المعلّبة أثارت الجدل في الأوساط السياسية الأوكرانية.
وكان ماسك أظهر تضامنه سابقًا مع أوكرانيا في بداية الغزو الروسي، وقدم من خلال شركته “SpaceX” أقمار “ستارلينك”، التي يمكنها إرسال خدمة الإنترنت إلى مناطق الصراع والمناطق الجيوسياسية الساخنة، والتي أصبحت أداة أساسية بيد الجيش الأوكراني.
وفي إيران أيضًا، فعّل خدمة “ستارلينك” دعمًا للاحتجاجات التي تشهدها البلاد، والتي قابلتها السلطات بقمع للمتظاهرين وقطع للإنترنت وتقييد منصات التواصل الاجتماعي، وفقًا لصحيفة “The New York Times“.
كما أشار في مقابلة صحفية إلى أنه يمكن استرضاء الصين إذا مُنحت سيطرة جزئية على تايوان، ما استدعى رفضًا تايوانيًا لمقترحه من قبل السياسيين التايوانيين الذين حثوه على احترام رغبات مواطني البلاد، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
مع حيازته تطبيق “تويتر”، توقعت الصحيفة، الجمعة 28 من تشرين الأول، أن يزداد تأثير ماسك، إذ يخشى منتقدوه من صعوبة فصل آرائه السياسية عن اهتماماته التجارية، خاصة عندما يتعلق الأمر بشركة “تسلا”، التي تعتمد بشكل متزايد على المصانع الصينية.
تدير “تسلا” منشأة تصنيع في شنغهاي، تنتج ما يصل إلى 50% من سيارات الشركة الجديدة، بالمقابل، تسيطر حكومة بكين بإحكام على كيفية عمل الشركات الغربية في البلاد.
في حديث مع صحيفة “فاينانشيال تايمز“، في 7 من تشرين الأول الحالبي، أكد ماسك أنه واجه ضغوطًا من بكين، لعرضه خدمة الإنترنت في أوكرانيا، وقال إن بكين طلبت تأكيدات بأنه لن يقدم الخدمة في الصين.
وعن دور التكنولوجيا في الديناميكيات الجيوسياسية حاليًا، قالت مديرة صندوق “مارشال” الألماني، وهي مؤسسة فكرية جيوسياسية، ومستشارة سابقة للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، “أصبحت التكنولوجيا مركزية في الجغرافيا السياسية، إنها رائعة وفوضوية، وهناك إيلون ماسك في وسطها”.
من جنوب إفريقيا إلى العالم
ولد إيلون ماسك في مدينة بريتوريا بدولة جنوب إفريقيا، في 28 من حزيران 1971، لأب جنوب إفريقي من أصول كندية هو إيرول ماسك، وأم كندية هي ماي ماسك، وهو الابن الأكبر بين ثلاثة إخوة.
كان والده مهندس تعدين، كسب ثروة بفضل بناء المناجم بغرض استخراج الزمرد، وكانت والدته عارضة أزياء واختصاصية تغذية.
التحق ماسك بمدرسة “بريتوريا بويز” الثانوية، وكان عرضة للتنمر الشديد وهدفًا للأطفال الآخرين لكونه صغير الحجم. في أحد الحوادث ألقته مجموعة من الصبية إلى أسفل درج ما أفقده وعيه.
بعد سنوات، عندما ذاع صيت ماسك، طلب مجلس إدارة “بريتوريا بويز” منه التبرع للمدرسة، استجاب ماسك، وأرسل لهم مليون دولار “بشرط ألا يتصلوا به مرة أخرى”.
بعد طلاق والديه عام 1980، اختار ماسك العيش مع والده وهو في التاسعة من عمره، بينما ذهب إخوته الصغار للعيش مع والدتهم في كندا، وخلال تلك الفترة، اعتاد سرقة الزمرد من والده بحسب اعترافه في إحدى المقابلات.
عام 1989، تخرج ماسك في الثانوية وأمضى بضعة أشهر بجامعة “بريتوريا”، بحلول ذلك الوقت، تفككت العلاقة بينه وبين والده تمامًا، ولم يعد بينهما اتصال اليوم.
انتقل ماسك إلى كندا في 1990، وعمل في وظائف “غريبة” قبل أن يقرر الالتحاق بجامعة “كوينز” لدراسة ريادة الأعمال بولاية أونتاريو شرق وسط البلاد، وبعد ذلك بوقت قصير حصل على الجنسية الكندية.
بعد عامين قضاها في الجامعة، غادر ماسك إلى جامعة “بنسلفانيا” بالولايات المتحدة في منحة دراسية عام 1992، ونال منها شهادة مزدوجة في الاقتصاد والفيزياء.
عقب تخرجه في 1995، التحق بجامعة “ستانفورد” للحصول على درجة الدكتوراه في فيزياء الطاقة، لكنه انسحب بعد بضعة أيام من الانخراط في طفرة الإنترنت، ليبدأ حياته المهنية في عالم الأعمال.
في العام ذاته، أنشأ ماسك مع شقيقه وصديقه شركته الأولى “Zip2″، التي كانت مكرسة لتقديم خدمات التطوير والاستضافة والصيانة لمواقع الوسائط الإعلامية المختلفة، ثم اشترتها شركة توريد أنظمة الحوسبة العملاقة “Compaq” في 1999، مقابل 307 ملايين دولار.
ثم أسس شركة “X.com” للخدمات المالية عبر الإنترنت، التي أصبحت فيما بعد “PayPal”، المتخصصة في تحويل الأموال عبر الإنترنت، كما أسس شركات مثل: “Tesla” للسيارات الكهربائية، و”SpaceX” لمركبات الفضاء، و”Solar City” لخدمات الطاقة الشمسية.
متلازمة “أسبرجر”.. “مرض العباقرة”
كان إيلون طفلاً متحفظًا ومنطويًا، اعتقد والداه أنه قد يكون أصم لأنه يغمر نفسه في الكتب والخيال ولا ينتبه إلى العالم الخارجي، وفقًا لموقع “Talsem“، المسؤول عن تزويد ملحقات “تسلا”.
في سن مبكرة، طور ماسك اهتمامًا بأجهزة الكمبيوتر وعلم نفسه كيفية البرمجة، وعندما بلغ 12 عامًا، باع أول لعبة برمجية له تسمى “Blastar” بـ500 دولار.
في أيار الماضي، كشف ماسك عن إصابته بمتلازمة “أسبرجر”، وهي اضطراب طيف التوحد الذي يؤثر على العلاقات الشخصية للأشخاص الذين يعانونه، ما فتح نقاشًا جديدًا حول كيف يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى نجاحات كبيرة وإخفاقات.
في حالة ماسك، شكّلت هذه المتلازمة نجاحًا له حتى على الصعيد الفردي، رغم أن المرض يجعل من الصعب فهم الأشخاص الآخرين لفظيًا وحسيًا، ما يجعل التفاعلات صعبة أو مربكة أو غريبة.
تجلى جزء من المتلازمة في تحدي ماسك للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالقتال وجهًا لوجه، إذ لا يقيس المصابون بالمتلازمة هذه الأنواع من المواقف أو الظروف جيدًا، كما أنهم يبنون تصورًا خاصًا للأشياء، ويعيشون في نوع من العزلة العقلية والنفسية.
حياة رومانسية يائسة
تزوج ماسك ثلاث مرات، مرتين من نفس المرأة، وهو أب لثمانية أطفال، كان زواجه الأول من الكاتبة الكندية جوستين ويلسون عام 2000، وتوفي ابنهما الأول بعد ولادته بفترة وجيزة.
بعد ذلك، أنجبا خمسة أطفال، توأمين، ثم ثلاثة توائم، وفي 2008 وقّعا أوراق طلاقهما، لكنهما يشتركان في حضانة الأطفال.
وفي 2010، تزوج من الممثلة البريطانية تالولا رايلي، وانفصل عنها في 2012، ثم عاود الارتباط بها بعد عام، قبل الطلاق مرة أخرى في 2016.
في علاقاته غير الرسمية، واعد ماسك الممثلة الأمريكية آمبر هيرد، الزوجة السابقة للممثل الأمريكي جوني ديب، من 2016 إلى 2018.
وكانت الجداول الزمنية المزدحمة والمتضاربة سبب انفصالهما، وخلال مقابلة مع مجلة “رولينج ستون“، اعترف ماسك بأنه تأثر بالانفصال، “لقد كنت حقًا في حالة حب، وكان ذلك مؤلمًا للغاية”.
وجمعت آخر علاقة لماسك بالمغنية الكندية غرايمز، حتى صيف 2021، عندما انفصلا نهائيًا، وله منها ابن واحد.
في المقابلة ذاتها مع المجلة، تحدث ماسك عن معاناته مع الشعور بالوحدة منذ الطفولة، ما جعله “رومانسيًا ميؤوسًا منه”.
وقال، “إذا لم أكن في حالة حب، إذا لم أكن مع رفيق طويل الأمد، فلا يمكنني أن أكون سعيدًا، لن أكون سعيدًا أبدًا من دون وجود شخص ما، الذهاب إلى النوم وحدي يقتلني”.
وأضاف، “أن تكون في منزل كبير فارغ، وخطوات يتردد صداها في الردهة، لا أحد هناك، ولا أحد على الوسادة بجوارك، كيف تجعل نفسك سعيدًا في مثل هذا الموقف”.
مواقفه وطموحاته السياسية
بالنظر إلى نشاط ماسك السياسي، يتبادر إلى الذهن بأن الملياردير “صانع المستقبل” لديه طموح بمنصب سياسي، كما كان لدى ترامب من قبله.
لكن، وفقًا للمعايير الثلاثة الإلزامية بالمادة الثانية من الفصل الأول في دستور الولايات المتحدة، كي يكون الشخص مؤهلًا لرئاسة البلاد، يجب أن يكون مواطنًا أمريكيًا بالولادة.
وأن يكون أقام لمدة 14 عامًا، ولا يقل عمره عن 35 عامًا، وعليه لا يمكن لماسك أن يصبح رئيسًا لعدم أهليته بكونه مواطنًا مجنسًا، وليس بالولادة.
ولا يوجد لذلك سبيل إلا بتغيير مجلس الشيوخ والرئيس الحالي، أو المستقبلي، للدستور. رغم ذلك، يمكن لماسك أن يصبح حاكمًا لإحدى الولايات.
أما عن مواقفه السياسية، فكانت زئبقية في مراحل مختلفة على مر السنين، فبينما وصف نفسه بالاشتراكي “مازحًا” حسب قوله، عاد ليصف نفسه بأنه “نصف جمهوري ونصف ديمقراطي” في 2014.
كما غرّد في حسابه عبر “تويتر” قبل ذلك بعام قائلًا، “لا مزيد من التعليقات السياسية بالنسبة لي الآن، لأني أطلقت النار على كلتا قدمي”.
No more political comments for me now that I've shot off both my feet.
— Elon Musk (@elonmusk) April 9, 2013
واصل ماسك الإصرار على أنه كان معتدلًا حتى عندما أيّد علنًا انتخاب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، لمنصب الرئاسة ضد منافسها دونالد ترامب، في 2016.
وقال، إن ترامب “لا يبدو أنه يتمتع بالشخصية التي تنعكس جيدًا على الولايات المتحدة”.
بعد انتخاب ترامب، كانت علاقة ماسك بالبيت الأبيض “ساخنة وباردة”، وكان من أوائل زوار الرئيس الجديد في البيت الأبيض، في 23 من كانون الثاني 2017، لحضور اجتماع كبار الصناعيين، كما أجرى زيارة ثانية بعد بضعة أيام.
لم يدم الود طويلًا بين الاثنين، إذ قطع ماسك العديد من علاقاته بترامب بعد أن انسحب من اتفاق “باريس” للمناخ بحلول حزيران من العام نفسه.
تغيرت الأمور مرة أخرى خلال جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، إذ أصبح ماسك منتقدًا صريحًا لعمليات الإغلاق الوبائي، وشكر ترامب علنًا لقوله إنه يجب إعادة فتح مصنع “تسلا”.
لسنوات عديدة، كان يُنظر إلى ماسك على أنه حليف لـ”الديمقراطيين”، رغم استمراره و”لجنة العمل السياسي” الخاصة بشركة “تسلا” في تمويل السياسيين في كلا الحزبين.
ويرجع ذلك إلى موقعه على رأس أكبر علامة سيارات كهربائية في الولايات المتحدة، وكان أشار إلى سبب تمويله في حديث لموقع “HuffPost” في 2013، إذ قال، “من أجل أن يُسمع صوتك في واشنطن، عليك تقديم بعض الإسهامات الصغيرة”.
ويعتبر الثابت الوحيد في مواقفه، رغبته في عدم التحالف بشكل دائم مع أي أيديولوجيا سياسية، بحسب موقع “Yahoo Finance“.
وفي 2021، بعد ثمانية أشهر تقريبًا على انتخاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال، “أفضّل الابتعاد عن السياسة”، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاجتماعية الساخنة.
عهد “الديمقراطيين” وبايدن
لماسك تاريخ حافل مع “الديمقراطيين”، إذ عمل عن كثب مع إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، في السنوات الأولى لشركته “سبيس إكس”.
بعد فترة وجيزة من تنصيب بايدن، قال ماسك لمجلة “Fortune“، إنه متحمس لتولي الرئيس الجديد منصبه، وإنه يخطط للعمل عن كثب مع إدارة بايدن في الجهود المبذولة لمعالجة تغير المناخ.
ولكن، على مدار العام الماضي، تدهورت علاقات ماسك بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، وتحول الأول من داعم إلى منتقد، وفي أيار الماضي، قال إنه يعتزم التصويت لـ”الجمهوريين” في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
يعتقد ماسك أن بايدن البالغ من العمر 79 عامًا أكبر من أن يترشح لولاية ثانية في منصبه، بحسب “Business Insider“. ويقترب بايدن من 82 عامًا إذا انتُخب مرة أخرى في 2024.
في كانون الأول 2021، قال ماسك في تغريدة موجهة إلى السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز (ديمقراطي)، إن الولايات المتحدة يجب أن تضع حدًا للسن بحيث لا يُسمح للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 عامًا بالترشح لمنصب.
في الآونة الأخيرة، بدا أن الرئيس يسخر من تركيز ماسك على الفضاء الخارجي، ردًا على سؤال بشأن تعليقات ماسك بأن الولايات المتحدة في خضم ركود.
وقال بايدن فيما يتعلق بتشاؤم ماسك، “بينما يتحدث عن ذلك، تزيد شركة (فورد) استثماراتها بشكل كبير في بناء سيارات كهربائية جديدة، وستة آلاف موظف جديد”.
وأضاف بايدن، “حسنًا، كما تعلمون، الكثير من الحظ في رحلته إلى القمر”.
انتقد ماسك بايدن بعد أن تجاهل شركة “تسلا” في مناقشة حول إنتاج السيارات الكهربائية المحلية، ورد على الفيديو الذي نشره بايدن عبر “تويتر” قائلًا، “بايدن دمية جورب رطبة في شكل بشري”.
Biden is a damp 🧦 puppet in human form
— Elon Musk (@elonmusk) January 27, 2022
وكانت هذه الحادثة الخلاف الأحدث بين أقوى رجلين في الولايات المتحدة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :