أفادت وسائل إعلام أسترالية رسمية اليوم، الجمعة، أن أربع نساء و13 طفلًا من مخيم “الروج” شمال شرقي سوريا في طريقهم إلى سيدني، فيما تشرع البلاد بمهمة لإنقاذ الأستراليين من النساء والأطفال المحتجزين في مخيمات خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وذكرت هيئة البث الأسترالية الرسمية (ABC) اليوم، الجمعة 28 من تشرين الأول، أن الأستراليين غادروا مخيم “الروج”، حيث يُحتجز من يُشتبه بكونه من عائلات عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد ظهر يوم الخميس، وعبروا الحدود إلى العراق لركوب طائرة والعودة إلى الوطن.
وأحجم المتحدث باسم وزيرة الشؤون الداخلية، كلير أونيل، عن التعليق لـ”ABC”، وعزا ذلك إلى حساسية القضية.
وجرى اختيار هذه المجموعة الأولى من قبل المسؤولين الأستراليين الذين زاروا المخيم سابقًا، باعتبارها الأكثر ضعفًا من بين 20 امرأة أسترالية وأكثر من 40 طفلًا، بعد أخذ عيّنات من الحمض النووي من النساء والأطفال، في 15 من تشرين الأول الحالي، لإثبات أن الأطفال هم مواطنون أستراليون.
وتوقعت “ABC” أن تجري استعادة الأستراليين المتبقين في “الروج” من سوريا ضمن مجموعتين، خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما توقعت أن بعض النساء العائدات قد يواجهن اتهامات بارتكاب “جرائم إرهابية” أو بدخولهن سوريا بشكل غير قانوني.
إعادة بعد وقوع ضحايا
أطلقت الحكومة الأسترالية منذ بداية الشهر الحالي مهمة استعادة رعاياها من مخيمات الاحتجاز، حيث يوجد أكثر من 20 امرأة أسترالية وأكثر من 40 طفلًا، من أرامل وأطفال مقاتلي تنظيم “الدولة” القتلى أو المسجونين.
وقالت العديد من النساء المحتجزات في المخيمات، إنهن قد أُكرهن أو خُدعن للسفر إلى سوريا من قبل أزواجهن الذين قُتلوا سابقًا، وإنهن مستعدات للخضوع لأوامر الرقابة الحكومية إذا جرت إعادتهن.
معظم الأطفال الأستراليين المحتجزين حاليًا هم دون عمر السادسة، حيث ولد العديد منهم داخل المخيمات.
تأتي الأنباء عن عملية أستراليا لإعادة رعاياها، بعد عدة حوادث وقع فيها أشخاص أستراليون ضحايا داخل المخيمين، ففي تموز الماضي، أبلغت أسرة الشاب المولود في سيدني يوسف زهاب، أنه توفي لأسباب غير مؤكدة، حيث سبق أن أصيب بالسل، وأرسل نداءات للمساعدة في أثناء حصار تنظيم “الدولة” سجن “الصناعة” في الحسكة، بداية العام الحالي.
وفي عام 2021، انهارت فتاة أسترالية تبلغ من العمر 11 عامًا بسبب سوء التغذية في مخيم “الروج”، وفي عام 2020، عانت فتاة أسترالية تبلغ من العمر ثلاث سنوات من إصابة صقيع شديدة في أصابعها خلال الشتاء.
وفي تموز الماضي، أخبرت المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في أثناء مكافحة الإرهاب، فيونوالا ني أولين، أستراليا أن إعادة النساء والأطفال من سوريا “أمر ممكن تمامًا”.
وأوضحت أن العديد من الحكومات الأخرى تستعيد رعاياها حاليًا، حيث تتمتع أستراليا بنظام متقدم لرعاية الأطفال، والتعليم، والعدالة الجنائية، والصحة، قادر على تلبية احتياجات هؤلاء الأطفال وأمهاتهم، قائلة، “الفشل في الإعادة إلى الوطن هو تنازل عن التزامات أستراليا التعاهدية والأخلاقية لحماية الأطفال الأكثر ضعفًا في أستراليا”.
وفي عام 2019، أعادت الحكومة الأسترالية ثمانية أطفال أيتام إلى وطنهم بعد ثلاثة أشهر من نقلهم إلى مخيم “الهول” شمال شرقي سوريا، لكنها رفضت استعادة أي شخص آخر، على الرغم من التقارير التي تشير إلى إصابة أطفال أستراليين بأمراض خطيرة.
–