سجال في الشمال السوري على وقع استهداف مرقد ديني في إيران

القيادي في "هيئة تحرير الشام" أبو ماريا القحطاني والقيادي في "الجيش الوطني، الفاروق أبو بكر (تعديل عنب بلدي)

camera iconالقيادي في "هيئة تحرير الشام" "أبو ماريا القحطاني" والقيادي في "الجيش الوطني" الفاروق أبو بكر (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

فتحت حادثة هجوم مسلح استهدف مرقدًا دينيًا في مدينة شيراز جنوبي إيران، باب سجال في الشمال السوري بين قياديين في فصائل معارضة، يسود بينهم خلاف قديم متجدد.

حادثة استهداف مرقد “شاه جراغ” (ملك النور)، التي أسفرت عن مقتل 15 شخصًا وإصابة 27 آخرين، وتبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”، فتحت باب اتهامات بين قياديين في كل من “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، و”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.

القيادي العسكري في “الهيئة”، ميسر بن علي الجبوري (الهراري) المعروف بـ”أبو ماريا القحطاني”، نشر عبر “تويتر” أن عناصر تنظيم “الدولة” عبارة أن أداة يتم “استثمارهم” سياسيًا خاصة في العراق وسوريا وإيران وأفغانستان وغيرها من دول المنطقة، “خلافة للإيجار”، حسب وصفه.

وقال إن توقيت هذه العمليات في ظل الظروف الحالية في إيران يعيد مشهد تسليم مدينة الموصل العراقية لتنظيم “الدولة”، “خلافة للإيجار والاستثمار”، وفق ما نشره الخميس 27 من تشرين الأول.

عضو مجلس قيادة “هيئة ثائرون للتحرير” (المكوّنة من عدة فصائل والتابعة لـ”الجيش الوطني”) علاء الدين أيوب المعروف بـ”الفاروق أبو بكر”، أعاد منشور “القحطاني” معلقًا باتهامات للأخير بأنه من رحم “القاعدة” وأنه كان “أداة تحارب الثورة السورية”.

وقال “أبو بكر“، عندما كانت “ثورة السوريين في عز قوتها وتحظى بدعم كل الدول، ظهرتم ورفعتم شعار القاعدة خدمة لمشغليكم وخدمة للأسد”.

وأضاف أن هذا أثبت للدول أن النظام السوري يحارب “الإرهاب” من “القاعدة” وتنظيم “الدولة” (الذي خرج من رحمها) “كلكم تؤدون نفس الدور والوظيفة، وتخدمون أجندات الدول التي تحارب ثورات الشعوب”.

الباحث السياسي السوري في مركز “جسور للدراسات” فراس فحام، علّق عبر “تويتر” على كلام “القحطاني” قائلًا، “كلكم تنظيمات وظيفية تُستخدمون ثم يجهزون عليكم عند الانتهاء منكم”.

وكان “القحطاني” (عراقي الجنسية) يشغل منصب منظّر وشرعي “جبهة النصرة”، قبل أن تفك ارتباطها عن تنظيم “الدولة” وتنظيم “القاعدة”، وتصبح تحت مسمى “هيئة تحرير الشام” حاليًا، بقيادة “أبو محمد الجولاني”.

وسبق أن أحاط الغموض بـ”القحطاني” بعد أن توجّه من درعا إلى إدلب في عملية انتقال غامضة أثارت استغراب كثيرين، لأنه لا طريق بين المحافظتين إلا بالمرور من مناطق سيطرة النظام السوري.

وفي آب الماضي، قدّم “القحطاني” وبعض شرعيي “الهيئة” التعزية بمقتل زعيم تنظيم “قاعدة الجهاد الإسلامي”، أيمن الظواهري، الذي استهدفته غارة أمريكية في العاصمة الأفغانية، كابل.

ونعاه عبر أبيات شعر قال فيها، “لا يجزعون إذا المنية قد دهت، وقضاء رب الموت حاك نسيجه، فالقتل في عرف العدو خسارة، وبعرفنا فشهادة محجوجة”.

اقرأ أيضًا: التعزية بالظواهري.. تحول سياسي لـ”تحرير الشام” أم ارتباط بـ”الجهادية”؟

الاتهامات وحالة عدم التوافق والتنسيق والانسجام في العلاقات بين فصائل “الجيش الوطني” و”تحرير الشام” ليست جديدة، لكنها تتجدد مع كل حادثة وطارئ.

وكان أحدثها اقتتالًا بين بعض فصائل “الوطني” و”تحرير الشام” بريف حلب، خلّف موجة اتهامات جديدة، منها “العمالة والفشل الإداري والارتهان والخيانة وتسليم مناطق للنظام السوري”.

ولا تزال “تحرير الشام” مصنّفة على لوائح “الإرهاب” في مجلس الأمن، وتضع روسيا الفصيل ذريعة للتقدم في شمال غربي سوريا.

ويشهد “الجيش الوطني” حالة من الفصائلية والانقسام وتعدد الرايات، رغم وجود مؤسسات عسكرية وجسم يضم جميع التشكيلات، وتشهد مناطق سيطرته انتهاكات واشتباكات بوتيرة مرتفعة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة