مديرية الصحة تشتكي نقص الدعم: مستشفيات بلا أدوية
تعاني معظم المستشفيات في محافظة إدلب شمالي سوريا عدم توفر العديد من الأصناف الدوائية لديها، ما يجبر المرضى في المستشفيات على شراء أغلب الأدوية التي يجب تناولها عقب العمل الجراحي من خارج المستشفى.
محمد سالم (25 عامًا) قال لعنب بلدي، إن والدته أجرت عملية جراحية في مستشفى “باب الهوى” بإدلب، لكنها “لم تكن أكثر صعوبة من التفكير بالعلاج اللاحق لها المكلف ماديًا”، بحسب تعبيره، وذلك بسبب عدم توفر بعض الأدوية و”السيرومات” الضرورية في المستشفى.
من جانبه، قال عبد الله (38 عامًا)، أحد الممرضين العاملين في أحد مستشفيات إدلب، إن المستشفيات سابقًا كانت تقدم العديد من الأدوية للمرضى داخل المستشفى، بالإضافة إلى العلاج في المنزل، فلا يضطر الشخص لشراء سوى دواء واحد أو اثنين من الوصفة الطبية، وبقية الدواء تُقدم له مجانًا.
إلا أن تراجع الدعم عن القطاع الطبي في إدلب، منذ مطلع العام الحالي، أدى إلى نقص وعدم توفر العديد من الأصناف الدوائية و”السيرومات” في المستشفيات، بحسب الممرض.
محاولات للحصول على دعم
قبل أيام، عقدت مديرية الصحة في إدلب مؤتمرًا حضره 112 ممثلًا عن المستشفيات في الشمال السوري، و29 ممثلًا عن المراكز الصحية، ومدير صحة إدلب ومعاونوه، ومجلس الأمناء السابق، وذلك بهدف انتخاب مجلس أمناء جديد للمديرية في دورة جديدة.
خلال المؤتمر، جرى الحديث عن الصعوبات والتحديات التي يواجهها القطاع الصحي في المنطقة، بالإضافة إلى أوضاع المرافق الصحية والمشكلات التي تواجهها في معرض أدائها لخدماتها ومحاولة سد الاحتياجات الطبية للمنطقة.
الدكتور مازن طعمة وهو المنسق الطبي لمنظمة “آفاق”، وأحد أعضاء المؤتمر، عزا تراجع دعم القطاع الصحي لسببين رئيسين، أولهما يتعلق برؤية الاتحاد الأوروبي والجهات الداعمة الأوروبية تجاه مناطق الشمال السوري وانتهاء الحرب، وبالتالي دخول مرحلة “التعافي المبكر”، أما الثاني فيتعلق بالحرب الأوكرانية وتوجه الدعم تجاه المرافق الصحية هناك.
وأشار مازن إلى أن المؤتمر انتخب مجلس أمناء جديدًا، من أجل وضع حلول للمشكلات والتحديات التي تم عرضها في المؤتمر، وعقد اجتماعات دورية مع جهات داعمة، وقدم توضيحات عن الأوضاع الصحية والإنسانية في الشمال السوري لاستجلاب الدعم الطبي للمنطقة.
ماذا تقول مديرية الصحة
وفي نهاية المؤتمر العام لمديرية الصحة، انتُخب مجلس أمناء جديد، وانتخب بدوره مديرًا عامًا لمديرية الصحة، هو الدكتور زهير قيراط.
مدير المكتب الإعلامي لمديرية الصحة، عماد زهران، قال لعنب بلدي، إن القطاع الطبي في الشمال السوري يواجه العديد من التحديات، يتعلق بعضها بالبنية التحتية لمرافق القطاع التي كانت أهدافًا للقصف، وانخفاض الدعم بنسبة تزيد على 40% منذ عام 2019، ومكافحة انتشار الأوبئة ولا سيما وباء “الكوليرا” حاليًا.
وأوضح زهران أن المديرية العامة حاليًا تضع خططًا لمواجهة هذه التحديات، منها مثلًا الجلسات التي عُقدت مع الفرق التطوعية للتعاون في التوعية بوباء “الكوليرا”.
وبحسب زهران، سيعقد مدير مديرية الصحة الجديد ومجلس الأمناء اجتماعًا لوضع خطط العمل أمام هذه التحديات، ولا سيما قضية نقص الدعم.
وتشهد مناطق شمال غربي سوريا واقعًا طبيًا هشًا جراء تراجع المساعدات الدولية، ما خلق أزمة صحية لنحو ثلاثة ملايين و100 ألف شخص في شمال غربي سوريا، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية في أيار الماضي، على خلفية انخفاض التمويل لقطاع الصحة في شمال غربي سوريا، الذي يعتمد بشكل كامل على تمويل المجتمع الدولي بنحو 40% تزامنًا مع الخفض العام لحجم المساعدات المقدمة في المنطقة.
يأتي ذلك في ظل استمرار معاناة مناطق شمال غربي سوريا من أزمة دعم ضربت المنشآت الطبية، إذ أحصى فريق “منسقو استجابة سوريا“، منتصف كانون الثاني الماضي، انقطاع الدعم عن 18 منشأة طبية تقدم خدماتها لأكثر من مليون ونصف مليون مدني في شمال غربي سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :