زعم مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن القوات الإسرائيلية دمرت نحو 90% من البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا.
وقال المسؤولون، الذين لم تحدد هويتهم، لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، في تقرير نُشر اليوم الأحد 23 من تشرين الأول، إن إسرائيل “نجحت” خلال السنوات الأخيرة بالحد بشكل “شبه كامل” من قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى سوريا، وتصنيعها على أراضيها، وإقامة قاعدة فيها مع الميليشيات الموالية لها.
وأضاف المسؤولون أنه على الرغم من التوتر بين إسرائيل وروسيا، بعد التهديدات الروسية لإسرائيل في حال نقلت أسلحة إلى أوكرانيا، فإن آلية تفادي التضارب لمنع الاحتكاك الروسي- الإسرائيلي في سوريا مستمرة.
وأوضح التقرير أن الفترات التي لا توجد فيها هجمات إسرائيلية، ترجع إلى “قرار إيراني بوقف تهريب الأسلحة إلى سوريا، إلى حين إيجاد طريق جديد لخداع إسرائيل”.
وأفاد التقرير بأن القوات الإسرائيلية ألحقت “أضرارًا بالغة” بمسارات التهريب الإيرانية من إيران إلى سوريا عبر البحر والجو والبر، ونتيجة الهجمات تضررت أيضًا قدرة النظام السوري على إنتاج أسلحة وذخائر، بسبب استخدم إيران و”حزب الله” مصانع الأسلحة والذخيرة ذاتها لإنتاج أسلحتهم.
وتركزت الهجمات في السنوات الأخيرة، وفق التقرير، على مركز “الدراسات والبحوث العلمية” في مصياف، الذي تستخدمه إيران لإنتاج صواريخ وأسلحة متطورة لوكلائها.
هجوم بعد شهر هادئ
كانت آخر الهجمات الإسرائيلية في سوريا حدثت في وقت متأخر من مساء 21 من تشرين الأول الحالي، بعد مرور أكثر من شهر على أحدث الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا.
وبحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، فقد استهدف الهجوم محيط مدينة دمشق، دون ذكر طبيعة الأهداف التي طالها القصف في منشور الوكالة التي اكتفت بالقول إن الأضرار كانت مادية فقط.
وبحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية، مساء السبت، عن نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، أوليغ إيغوروف، فإن القصف الإسرائيلي طال رادارًا (YLC-6M) صيني المنشأ، تابعًا لمنظومة الدفاع الجوي السورية، ومدرج مطار “ديماس” العسكري غربي دمشق.
وأكد إيغوروف اقتصار الأضرار على المادية، في حين نقلت صفحات محلية ومراسلون عسكريون في مناطق سيطرة النظام أن القصف تركّز في محيط منطقة السيدة زينب ومطار “دمشق” الدولي.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم، الأحد، إنه “تم تدمير معدات عسكرية لوجستية تُستخدم لتجميع طائرات مسيّرة مصنعة في إيران خلال الاستهداف الإسرائيلي الأخير، ويتم تجميعها ضمن منطقة مطار (الديماس) العسكري، كما تم استهداف رادار ومهبط بالمطار” الخاضع للسيطرة الإيرانية، وفق المرصد.
وربطت ذات الصحيفة العبرية، في تقرير لها الأربعاء الماضي، انخفاض الضربات الإسرائيلية في سوريا بالتوترات الحاصلة بين روسيا وإسرائيل في ظل الضغوط الأوكرانية المطالبة بتوريد الأسلحة الإسرائيلية إليها من جهة، وضعف التنسيق الإسرائيلي- الروسي المتبع قبل تنفيذ الضربات في سوريا من جهة أخرى، وذلك بعد تقارير عن انسحاب قوات روسية من سوريا، والتركيز على المعارك في أوكرانيا.
وفي 17 من تشرين الأول الحالي، نشرت عنب بلدي تقريرًا، يناقش مدى علاقة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بتهدئة القصف الإسرائيلي نحو سوريا.
واتفق المحللون حينها على أن الاتفاقية لا علاقة لها بالتهدئة، وأنه يجب النظر إليها من “منظور محلي” بعيدًا عن المصالح الأمنية.
ونادرًا ما تعلن إسرائيل عن هجماتها في سوريا، وتتعامل وسائل إعلامها مع الضربات بنقل الأخبار عن الوكالات السورية، في حين تشير إحصائيات التقارير السنوية للجيش الإسرائيلي إلى ضربات نفذها في سوريا.
وبالمقابل، يكتفي النظام السوري بالتهديد بالرد على ضربات إسرائيل في سوريا، وتبقى تصريحاته حبيسة البيانات والمؤتمرات الصحفية.
–