إدلب – أنس الخولي
باع علي طرشان (28 عامًا) دراجته النارية (الموتور) التي يذهب بها يوميًا إلى عمله، نتيجة ارتفاع أسعار البنزين في مدينة إدلب شمالي سوريا، ليشتري بدلًا عنها دراجة هوائية، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
وأوضح علي، عامل المياومة بأجر يصل إلى 60 ليرة تركية يوميًا، أنه يحتاج يوميًا إلى ليتر من البنزين لتشغيل الدراجة النارية لتغطية التنقلات الضرورية فقط في مدينة إدلب، بينما يصل سعر الليتر إلى 22 ليرة تركية، أي ما يزيد على ثلث الأجرة التي يتقاضاها من عمله.
وأضاف علي أن “أسرته أحق أن يصرف عليها هذا المبلغ”، في ظل ارتفاع الأسعار وظروف المعيشة الصعبة وقلة العمل التي يواجهها هذه الأيام، معتبرًا أن اقتناء الدراجة الهوائية بديل جيد ومناسب، كونها لا تحتاج إلى مصروف خاص كالمحروقات، وصيانتها أقل تكلفة بكثير من الدراجة النارية.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، تنتشر في إدلب اليوم عشرات المحال لبيع الدراجات الهوائية، بعد أن كان وجودها “شبه معدوم” في المدينة.
وبحسب نشرة الأسعار الصادرة عن شركة “وتد” للمحروقات العاملة في مناطق حكومة “الإنقاذ” شمال غربي سوريا، وصل سعر ليتر البنزين “مستورد أول” إلى 1.65 دولار أمريكي، ما يعادل نحو 22 ليرة تركية.
وتتأثر أسعار المحروقات في الشمال السوري بالأسعار العالمية للنفط، وتأثرت سابقًا بالانخفاضات العديدة لليرة التركية مقابل العملات الأجنبية.
سرقة الدراجات النارية سبب آخر
توفر الدراجات الهوائية المزيد من الأمان مقارنة بالدراجات النارية، لخفة وزنها وإمكانية حملها ووضعها داخل المنزل، كما أن سعرها أقل بكثير من الدراجات النارية في حال خسارتها.
جعفر الطيبة (35 عامًا)، وهو مهجر يقيم في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إنه منذ وصوله إلى مدينة إدلب في 2017، تعرض لسرقة ثلاث دراجات نارية على التوالي، يصل مجموع قيمتها إلى نحو 825 دولارًا أمريكيًا، ما يجعل اقتناء دراجة هوائية أفضل.
وأضاف الشاب أن سرقة “الموتورات” الخاصة به كانت سهلة، وذلك لعدم وجود مكان آمن للاحتفاظ بها، حيث كان يضطر لتركها في الشارع أمام باب البناء الذي يقطن فيه، مع وضع جنزير وقفل لا يحميها من السرقة، موضحًا عدم إمكانية وضع الدراجات النارية في مدخل البناء، لكثرة الدراجات التي تعرقل الدخول إليه، سواء بالنسبة للقاطنين في البناء أو الزوار القاصدين إحدى العائلات فيه.
إبراهيم العيسى (31 عامًا)، مهجر يقيم في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن الدراجة الهوائية خفيفة، ولا تأخذ حيزًا كبيرًا من المكان، ويمكن حملها بعد الانتهاء من استعمالها ووضعها داخل المنزل أو على درج البناء الملاصق لباب المنزل في الأبنية الطابقية، دون أن تزعج أحدًا لصغر حجمها.
الازدحام يفرض البحث عن بديل
تغطي حافلات “الزاجل” التنقلات في بعض الشوارع الرئيسة بمدينة إدلب، ويراها البعض بديلًا عن الدراجات النارية والسيارات الخاصة، لكن الشوارع التي تغطيها الحافلات لا تشمل كل مناطق المدينة، بينما يواجه المقيمون في إدلب صعوبة التنقل فيها نتيجة الازدحام في بعض الطرقات السكنية، خاصة الطرق الواصلة بين الأسواق والأماكن السكنية.
أحمد الأحمد (41 عامًا)، مهجر من مدينة دمشق يقيم في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن من المعلوم أن الدراجات النارية كانت ممنوعة في المدن سابقًا، وكان المواطنون يعتمدون في تنقلاتهم داخل المدن على حافلات النقل أو سيارات الأجرة بالنسبة للمسافات البعيدة، أما المسافات القريبة نسبيًا، فكان الاعتماد على الدراجات الهوائية، وهو ما اعتبره أفضل حل يمكن أن يقلل من الازدحام والحوادث المرورية الناتجة عنه.
وفي وقت سابق، أعدّت عنب بلدي ملفًا بحثت فيه أسباب ارتفاع معدل الحوادث المرورية في الشمال السوري، وناقشت مع مسؤولين واقع المرور في تلك المناطق، كما ناقشت الحلول والإجراءات المتاحة للحد من حوادث الطرق.