تذهب تكنولوجيا السيارات في اتجاهين، أحدهما التحول نحو الطاقة النظيفة عبر إنتاج السيارات الكهربائية، والثاني لمستقبل دون حوادث مرورية عبر تطوير السيارات الآلية دون سائق.
وأعلن صاحب شركة “تسلا” للسيارات الكهربائية، إيلون ماسك، عن بدء إنتاج شاحنات تجارية نصف كهربائية لمصلحة شركة “بيبسي” الأمريكية، وتسليمها بداية من كانون الأول المقبل.
وتستطيع هذه الشاحنات، بحسب الملياردير الأمريكي، قطع مسافة نحو 800 كيلومتر باستخدام الطاقة المخزنة في بطاريتها.
ويتوقع أن يصل سعر الشاحنة إلى 180 ألف دولار، بحسب وكالة “رويترز“، وتمثّل الانبعاثات الدخانية للنقل بالنسبة لشركة “بيبسي” نحو 10% من إجمالي الانبعاثات.
وفي حزيران الماضي، منحت ولاية كاليفورنيا الأمريكية الإذن لشركة “كروز” الأمريكية التابعة لشركة “جنرال موتورز” للسيارات، بإطلاق نحو 100 سيارة أجرة ذاتية القيادة في مدينة سان فرانسيسكو، كفترة اختبارية.
وتقتصر خدمة نقل الركاب حاليًا على مناطق وأوقات معيّنة خارج أوقات الذروة، تجنبًا لاحتمالات إلحاق السيارات الضرر بالممتلكات أو الأرواح.
ورحب السكان بالمركبات الذاتية القيادة، كطريقة لجعل ركوب سيارات الأجرة أقل تكلفة، مع تقليل حوادث المرور والوفيات التي يسببها السائقون المتهورون.
وعلى الرغم من الحوادث التي سجلها مسؤولو مدينة سان فرانسيسكو خلال الفترة الماضية، تعتزم الشركة عبر تصريحات لها، في بداية تشرين الأول الحالي، إطلاق نحو خمسة آلاف سيارة آلية أخرى في الشوارع الأمريكية.
وعن شكل الحوادث، أفاد المسؤولون بأنها كانت “طفيفة”، تحدث عندما تتوقف السيارات بشكل غير مبرر في منتصف الشوارع الرئيسة، أو عند اتخاذ قرارات مرورية مختلفة عن تصرفات البشر في ذات الموقف.
وتعتمد السيارات الذاتية القيادة على أجهزة استشعار للبعد والأجسام، وكاميرات حساسة، وهي مبرمجة عن طريق اختبارات “تعلّم الآلة” حتى تستطيع معرفة السيارات المحيطة بها، واتخاذ القرار المناسب في الأوضاع المرورية المختلفة.
وتزهق حوادث المرور أرواح نحو 1.3 مليون شخص سنويًا، ويتعرض بين 20 و50 مليون شخص آخر لإصابات غير مميتة، لكن العديد منهم يصابون بعجز ناجم عن إصاباتهم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتتسبب الإصابات الناجمة عن حوادث المرور بخسائر بشرية واقتصادية للأفراد وأسرهم وللبلدان، ناجمة عن تكلفة العلاج وفقدان إنتاجية الأشخاص الذين يلقون حتفهم أو يصابون بالعجز بسبب إصاباتهم، وأفراد الأسرة الذين يضطرون إلى التغيّب عن العمل أو المدرسة لرعاية المصابين.
وتكلّف حوادث المرور معظم البلدان نسبة قدرها 3% من ناتجها المحلي الإجمالي.
وتعد السيارات من أكبر مصادر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، ومصدرًا رئيسًا لتلوث الهواء، وزيادة غازات الاحتباس الحراري، ويؤدي تلوث الهواء إلى 30 ألف حالة وفاة مبكرة كل عام.