أمريكا تحذر ومثقفون ينتقدون تطبيع “حماس” مع الأسد

  • 2022/10/21
  • 1:17 م

رئيس النظام السوري بشار الأسد والوفد الزائر من قيادي فصائل "المقاومة الإسلامية" - 19 من تشرين الأول 2022 (رئاسة الجمهورية العربية السورية / تلغرام)

لم تمر زيارة “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) إلى دمشق كحدث عابر، على الرغم من التمهيد الإعلامي المحلي وبيانات الحركة السابقة للزيارة، إذ تبعتها العديد من الانتقادات الدولية والعربية، من منظمات وسياسيين وكتّاب.

وكانت زيارة وفد “حماس” ضمن وفد لفصائل “المقاومة الفلسطينية”، في 19 من تشرين الأول الحالي، برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحيّة، حيث جرى الاتفاق مع النظام السوري على “طي صفحة الماضي”.

وصرح الحيّة، خلال مؤتمر صحفي بعد اللقاء برئيس النظام، بشار الأسد، أن هذا اللقاء “إيجابي وتاريخي”، ويمثّل “انطلاقة جديدة للعمل الفلسطيني- السوري المشترك، وإضافة جديدة لمحور المقاومة”.

وأوضح الحيّة أن “حماس” عادت بعد “أخطاء فردية” من بعض أفرادها لم تقرّها قيادتها، وهي على “قناعة بصوابية هذا المسار لتجاوز الماضي إلى المستقبل”.

رئيس الوفد أشار إلى وجود تأييد وارتياح عام بين قيادة حركة “حماس” وكوادرها لإعادة العلاقات مع سوريا، وأنه بعد إبلاغ جميع الدول ذات العلاقات مع الحركة، من ضمنها تركيا وقطر، لاقت الحركة ترحيبًا وتشجيعًا على هذه الخطوة.

في حين تراجع الحيّة، الخميس، عبر بيان عن موافقة وتشجيع قطر على قرار الحركة إعادة علاقاتها مع دمشق.

أمريكا تحذر

حذرت الولايات المتحدة من أي تطبيع للعلاقات مع الأسد، واعتبرت أن مصالحته مع حركة “حماس” الفلسطينية تظهر “عزلته”.

وخلال مؤتمر صحفي، الخميس، للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال، “هذا يضر بمصالح الشعب الفلسطيني، ويقوّض الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب في المنطقة وخارجها”.

وأضاف، “ستواصل الخارجية الأمريكية رفض أي دعم لإعادة تأهيل نظام الأسد، ولا سيما من المنظمات المصنفة إرهابية مثل (حماس)”.

من جانبها، أصدرت جماعة “الإخوان المسلمين” بفرعها السوري بيانًا في ذات يوم الزيارة، استنكرت فيه خطوة “حماس” في التقارب مع النظام، موجهة الانتقاد لأعضاء الحركة، “أضعتم البوصلة أيها الأشقاء”.

وتعتبر حركة “حماس” التيار الفلسطيني لجماعة “الإخوان المسلمين” (وهي جماعة عالمية)، ما يشير إلى غياب التوافق على مستوى الجماعة بشأن هذه الخطوة.

وحذّر البيان من أن اتفاق الحركة مع رئيس النظام “سيجردها من قوتها”، التي وصفها بـ”الدعم المعنوي” من الشعوب العربية دونًا عن السلاح.

وأشار البيان إلى “نصيحة” “الجماعة” المرسلة بشكل مكتوب للحركة في أيار 2019، بعدم الذهاب نحو التقارب مع النظام، واصفًا الخطوة بـ”الخطأ التاريخي الكبير”.

وتزامنت مع البيان تغريدة للأمين العام لـ”الجماعة” في سوريا، محمد وليد، قال فيها،”نقول لمن ضلوا الطريق وارتضوا العودة إلى الطاغية تائبين ليطووا صفحة ماضيهم، إن مليون شهيد ومئات الآلاف ما بين مفقود وسجين، وعشرة ملايين من النازحين واللاجئين، ليسوا ماضيًا ننساه ونطوي صفحته”.

كما غرّد بعد الزيارة العديد من السياسيين والكتّاب المنددين بهذه الزيارة والتقارب عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

“الائتلاف” يستنكر

استنكر “الائتلاف الوطني السوري” لقاء قيادي في “حماس” مع الأسد، وقال الأمين العام لـ”الائتلاف”، هيثم رحمة، في 19 من تشرين الأول الحالي، “ما فعلته (حماس) هو خيانة للأمتين العربية والإسلامية، وتخلٍّ عن المبادئ الإنسانية، واستخفاف بدماء الشعب السوري والفلسطيني التي سفكها مجرم الحرب بشار الأسد”.

وأوضح أن حركة “حماس” لا تمثّل موقف الشعب الفلسطيني، ولن يؤثر ذلك على العلاقة “الودية العميقة” بين الشعبين السوري والفلسطيني.

واتهم رحمة إيران بأنها تقف خلف هذه الخطوة من حركة “حماس”، وأن “تطبيعها” مع النظام السوري سيشكّل “عارًا تاريخيًا لن ينفك عنها”، بذريعة “مصلحة موهومة”.

وكان الأسد استقبل، الأربعاء الماضي، وفدًا من “حماس”، وهو يستعيد العلاقات تدريجيًا مع العالم العربي، بعد قطيعة استمرت لحوالي العقد، عقب بدء الثورة السورية.

ومرت العلاقات السياسية بين “حماس” والنظام السوري بتقلبات منذ تأسيسها، بدأت بمرحلة التردد بفتح أبواب دمشق أمامها في عهد الرئيس السابق، حافظ الأسد، في تسعينيات القرن الماضي، قبل تطور العلاقة بشكل تدريجي لتصل إلى مرحلة الازدهار ثم القطيعة في عهد بشار الأسد، والوقوف في صف الثوار.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا