يشجع النظام السوري استقطاب الأسماء الفنية البارزة لإقامة حفلات موسيقية وغنائية في سوريا، بما يوحي بطبيعية الحياة ضمن مناطق سيطرته.
وذكرت وسائل إعلام سورية محلية أن الفنان اللبناني، غسان الرحباني، سيحيي حفلًا في دار “الأوبرا” في العاصمة السورية، دمشق، قريبًا.
ووفق ما ذكرته إذاعة “نينار إف إم” المحلية، اليوم الخميس، 20 من تشرين الأول، يأتي الحفل تكريمًا لـ”عطاء” الموسيقار الراحل، إلياس الرحباني.
وتتولى إذاعة “نينار إف إم” الرعاية الإعلامية للحفل، ولم تذكر أي تفاصيل إضافية حول موعده بالتحديد.
ومن المقرر أن تتولى شركة “شمس أكاديمي” تنظيم الحفل، الذي سيقام في دار “الأوبرا”.
من غسان الرحباني؟
ولد غسان في ستينيات القرن الماضي، لأسرة موسيقية في بيروت، وهو ابن إلياس الرحباني، ويعتبر من أبناء الجيل الثاني من الرحابنة، بعد والده وعمّيه (عاصي ومنصور).
بدأ تعلم البيانو في طفولته، واتجه للتأليف الموسيقي في سن مبكرة، وأطلق مع أخيه جاد، ألبومًا من 13 أغنية للأطفال، من تأليف أبيهما.
وصدر الألبوم عام 1976، وضم أغنيات أبرزها “كلن عندن سيارات”.
ألبوم غنائي بالإنجليزية في سن الـ15، وألبومان في سن الـ16، وإنشاء فرقة “وايلد هيز” عام 1981، ثم “غسان الرحباني جروب”، شكّلت بداية في مشوار فني طويل ناور خلاله غسان الرحباني بين التمثيل المسرحي والتأليف الموسيقي والغناء، حتى جمع في رصيده أكثر من 250 أغنية بالعربية والإنجليزية.
صيفًا شتاءً..
رغم أن الحفلات إجمالًا تتخذ من الصيف موسمًا أوسع لها، فهي لا تتوقف في دار “الأوبرا” على الأقل، طيلة العام، وفق نشرات وجداول أنشطة الدار التي تنشرها مطلع كل شهر، أو في نهاية سابقه.
وتخدم حالة الإقبال الشعبي صورة النظام التي يسعى لتصديرها للخارج، لنقل رسائل تشي بتعافي البلاد واستعادتها حياتها الطبيعية، بصرف النظر عن المشهد العام القاتم الذي يخيّم على سوريا، والذي أخذ منحًا تصاعديًا منذ سنوات.
ويفضّل بعض الفنانين إقامة حفلاتهم في “الأوبرا” تحديدًا، ويطلبون ذلك بشكل مباشر، كما جرى في حفل المغني المصري، هاني شاكر، في دمشق، في أيلول الماضي.
وافتُتحت دار “الأوبرا” في دمشق عام 2004، لتكون الدار الثانية عربيًا حينها (بعد المصرية 1869)، وتقع ضمن تجمع يشمل المعهد العالي للفنون المسرحية، والمعهد العالي للموسيقا، ومنشآت أخرى في مركز ساحة الأمويين، يفصلها عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون شارع فقط.
علاقة مع النظام
في 4 من كانون الثاني 2021، توفي إلياس الرحباني، وعزّا رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 7 من الشهر نفسه، برحيله، عبر السفارة السورية في بيروت.
وجاء في رسالة التعزية “لقد أحزننا رحيل المبدع إلياس الرحباني، أتقدم إليكم باسمي واسم عائلتي وجميع الشعب السوري بأحر التعازي القلبية، وصادق المواساة بهذا الفقد الجلل”.
ويرتبط الرحابنة بعلاقة جيدة مع النظام السوري، كما يبدي زياد الرحباني (ابن عاصي وفيروز) قناعته بالأسد ومحور “المقاومة”.
وتحدّث في وقت سابق عن لقاءات جرت في منزلهم، وقال إنه سجلها واحتفظ بالتسجيلات، وجمعت والده بضباط كبار عسكريين وأمنيين سوريين.
وزار أفراد من عائلة الرحباني حافظ الأسد في دمشق عدة مرات، ومنها زيارات شاركت بها فيروز.
هل يأتي الرحباني؟
الشركة المنظمة للحفل هي ذاتها التي أعلنت عن حفل المغنية اللبنانية هبة طوجي، والموسيقار أسامة الرحباني، قبل إلغائه وانسحابهما دون تقديم توضحيات حينها.
وكان مقررًا أن يحيي الرحباني وطوجي حفلين متتاليين في 9 و10 من آذار الماضي، لكن الشركة المنظمة أعلنت في 26 من شباط، إلغاء الحفلين والتزامها بإعادة ثمن البطاقات المباعة كاملًا.
ونقلت إذاعة “نينار إف إم” عن مصادر لم تسمها، أن كلًا من طوجي والرحباني تعرضا لضغوطات من جهات ومؤسسات معينة من أجل إلغاء الحفل حفاظًا على استمرار عقود العمل المستقبلية لهما.
من جانبها، عزت هبة طوجي حينها إلغاء الحفل إلى أنها فوجئت بتناول وسائل إعلام وصحف للحفل، وإدخالها في صراعات ودهاليز لم تخترها، ما دفعها بعد التشاور مع فريقها، لتأجيل الحفل بانتظار ظروف أفضل.