شهدت أسعار الهواتف الجوالة (الموبايلات) في سوريا، مطلع الأسبوع الحالي، انخفاضًا في قيمتها، وذلك في متاجر ومحلات شركة “Emmatel”، التي تفرض سيطرتها على قطاع بيع الموبايلات بشكل كامل.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، خفضت الشركة أسعارها على جميع الأجهزة المباعة في صالاتها، بنسب لا تقل عن 30%، عن السعر الذي حددته الشركة منذ عرض الموبايل.
ومنذ خفض الأسعار، أعادت الشركة نشر منشور أكثر من مرة كتبت فيه “كسرنا الأسعار على جميع الأجهزة بكفالة إيماتيل”.
وتسيطر شركة “إيماتيل” على سوق الموبايلات في مناطق سيطرة النظام، وتعتبر الشركة الوحيدة القادرة على استيراد الموبايلات بأنواعها.
مخلص الأحمد، أحد أصحاب محال الموبايلات في حمص، قال لعنب بلدي، إن شركة “إيماتيل” امتلكت السوق بأكمله، وأخرجت شركة “البراق” من المنافسة، وحصرت عمل شركة “مابكو” في قطاع الصيانة فقط، لتبقى الشركة الوحيد التي تمتلك صالات لعرض وبيع الموبايلات الجديدة في جميع المحافظات.
واعتبر مخلص، أن فتح باب التصريح على الموبايلات (الجمركة)، عن طريق شركتي الاتصالات “سيريتيل” و”MTN”، أفقد “إيماتيل” قدرتها على احتكار السوق، وخلق سوق موازية لا يمكن ضبطها.
وتُحدد جمركة كل جهاز بناء على السعر الرائج عالميًا، والذي يُحدد عن طريق منظومة خاصة بتحديد الأسعار، وتُحسب بعدها القيمة الجمركية، إذ تتراوح قيمة الجمركة بين 80 ألف ليرة للهواتف بالمواصفات القليلة، ونحو أربعة ملايين لبعض الأنواع العالية المواصفات.
موبايلات التهريب تغرق الأسواق بأسعار منافسة
تعد لبنان بوابة التهريب إلى سوريا، عن طريق الحدود مع منطقتي القصير وتلكلخ في ريف حمص الجنوبي، وتعتبر الموبايلات أبرز السلع التي يتم تهريبها عبر هذه الطرق.
وتطرح الموبايلات في الأسواق بعد التصريح عنها في شركتي الاتصالات ودفع الرسوم المفروضة، أو إخضاعها لعملية كسر الحماية الخاصة بها عن طريق برامج “root” التي تغير “IMEI” الجهاز، لتتمكن من العمل على شبكة الاتصالات، لتطرح بعدها بأسعار أقل بكثير من أسعار شركة “Emmatel” .
خالد، أحد تجار سوق الموبايلات المهربة، قال لعنب بلدي، إن الموبايلات المهربة أرغمت شركة “إيماتيل” على كسر أسعارها بعد أن أغرقت الأسواق بها.
اقرأ أيضًا: فاتورة الاستيراد السورية تتقلص.. والتجار يجاهرون بالتهريب
وأضاف خالد، أن شركة “إيماتيل” كانت تراهن على سوق دمشق الذي تسيطر عليه وتضبطه حكومة النظام بشكل كبير، إلا أن الأجهزة وصلت في الفترة الأخيرة إلى دمشق وأغرقت بها أيضًا ما دفع الشركة لخفض الأسعار.
وأشار خالد إلى أن الشركة تطرح الموبايلات في صالاتها بزيادة 150% عن سعرها الحقيقي، ولولا موبايلات التهريب لكان جميع المقيمين في سوريا، مرغمين على شراء موبايلاتهم منها.
وتعود ملكية “إيماتيل” لرجل الأعمال السوري، خضر طاهر، الملقب بـ “أبو علي خضر”، والمقرب من زوجة رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وأسست مطلع عام 2019، بهدف استيراد وتصدير والتجارة بأجهزة الهواتف المحمولة بجميع أنواعها وتوزيعها، وأجهزة الحواسيب والأجهزة الإلكترونية ودخول المناقصات والمزايدات.
وفي أيلول 2020، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية، رجل الأعمال خضر طاهر، ومجموعات شركات يملكها على رأسها “إيماتيل”، على قوائم العقوبات الخاصة بسوريا.
اقرأ أيضًا: خضر طاهر.. الاقتصادي الصاعد الذي أجبر وزير الداخلية السوري على التراجع