ظهر القيادي السابق في “الجيش السوري الحر”، جمال معروف، بعد غياب طويل عن المشهد السوري، وأكثر من سبعة أعوام على حلّ “جبهة ثوار سوريا”، التي كان يتزعمها في إدلب، قبل تفككها بمعارك شنتها ضده “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا).
أشاد معروف عبر تسجيل مصور، مساء الأربعاء 19 من تشرين الأول، بجميع من يقاتل أو يقف ضد “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب وزعيمها “أبو محمد الجولاني”.
وأطلق مبادرة مفتوحة للتشاور إلى “أحرار سوريا وفعالياتها”، تبدأ بعد تأمين المنطقة التي اعتبرها نقطة انطلاق لتحرير سوريا من النظام السوري و”هيئة تحرير الشام” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، تضمنت عدة بنود وهي:
1.حل جميع الفصائل والمسميات وتشكيل مجلس عسكري موحد يترأسه “نخبة من الضباط الأحرار والقادة الثوريين” على أن تكون التشكيلات العسكرية موزعة بشكل مهني عسكريًا وتتبع بشكل كامل للمجلس المذكور.
2.يعمل المجلس على تمكين لجنة تحضيرية من “شباب الثورة وفعالياتها المستقلة” لعقد مؤتمر عام ينتج قيادة سياسية مستقلة تعتبر مصلحة الثورة وأمن الشعب ودمائه وأعراضه هي الأولوية كمرتكز في علاقاتها مع الآخرين على أساس المصالح المشتركة.
3.يتبع المجلس العسكري بشكل كامل للقيادة السياسية “المتمسكة بهويتها الوطنية” كممثل وحيد والتي تحمل رسالة للعالم مفادها وفق معروف، القضاء على “الإرهاب” والحفاظ على وحدة سوريا.
وتحمل الرسالة أيضًا أن استقرار المنطقة يبدأ بإسقاط نظام بشار الأسد والالتزام بالقرار “2254” والقرارات ذات الصلة وفق تسلسل دقيق تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.
وبدأ معروف كلامه بالتذكير بأحقية الموقف من “تحرير الشام” وقائدها” واعتبرها نقطة عسكرية متقدمة لصالح النظام السوري، قائلًا إنها حاربت “الفصائل الثورية وسلّمت المناطق تباعًا، وشردت الأهل وتمارس النهب والقمع بحقهم بجميع الطرق”.
وأضاف أن “قسد” ذات النفوذ العسكري شمال شرقي سوريا، تقابلها كظهيرين للنظام مهمتهما منع سقوطه، لافتًا إلى إن من يناصرها قولًا أو سلوكًا فقد وضع نفسه في المعسكر المضاد للثورة السورية، حسب وصفه.
تاريخ مرير مع “تحرير الشام”
قاد جمال معروف “جبهة ثوار سوريا” التي كانت تعتبر إحدى أكبر القوى المقاتلة في المعارضة السورية، في منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب تشكّلت في كانون الأول 2013 من عدة تشكيلات وألوية تابعة لـ”الجيش الحر”.
وصُنّفت “ثوار سوريا” غربيًا بـ”المعارضة المعتدلة” قبل أن تتفكك في الشمال السوري، إثر معارك مع “تحرير الشام” (جبهة النصرة حينها) في كانون الأول عام 2014، وغاب بعدها الظهور الإعلامي لزعيمها، جمال معروف، بعدما اتهمته “النصرة” بتجاوزات حول السرقة وتصفية بعض قادته.
وسبق أن أبدى معروف رغبته بالعودة إلى الساحة السورية، من خلال مبادرة طرحتها فصائل “جبهة ثوار سوريا” (القطاع الشمالي)، وحركة “حزم”، و”ألوية الأنصار”، وجبهة “حق المقاتلة”، في 16 من كانون الأول 2016.
الفصائل الأربعة عزت نيتها العودة حينها “نظرًا لما آلت إليه أوضاع ثورتنا واستجابة لمطالب شعبنا العظيم في توحيد الصفوف والتصدي للعدوان”، معلنةً تجميد كافة الخلافات وتأجيل البت فيها “إلى حين دحر العدوان عن شعبنا وأرضنا”.
ووقع حينها على المبادرة التي كتبت بخط اليد، كلٌ من جمال معروف، و قائد حركة “حزم”، عبد الله عودة، وقائد “ألوية الأنصار”، مثقال العبدالله، وقائد جبهة “حق المقاتلة”، يوسف الحسن، وجميع هذه الفصائل كان لها تاريخ مرير مع “تحرير الشام” بمسماها القديم (النصرة).
اقرأ أيضًا: أربعة فصائل أنهتها “فتح الشام” تنوي العودة إلى الساحة السورية