أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء 19 من تشرين الأول، عن مرسوم لتطبيق ما سماه بـ”الأحكام العرفية” في المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني، في 30 من أيلول الماضي.
وفي تصريحات متلفزة لأعضاء مجلس الأمن، أمر بوتين الحكومة بإنشاء مجلس تنسيق خاص برئاسة رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، للعمل مع المناطق الروسية لتعزيز الجهود الحربية في أوكرانيا.
وقال بوتين، “إننا نعمل على حل مهام معقدة للغاية وواسعة النطاق، لضمان مستقبل موثوق لروسيا، ومستقبل شعبنا”.
ومنح بوتين سلطات طوارئ إضافية لرؤساء المناطق الأربع، بالإضافة إلى ثلاثة أيام مهلة لوكالات إنفاذ القانون لتقديم مقترحات محددة لتشكيل قوات دفاع إقليمية في المناطق الأربع المضمومة.
ولم يوضح بوتين الخطوات التي سيتخذها بموجب الأحكام العرفية، لكنه أكد أن التنفيذ يبدأ من يوم غد، الخميس 20 من تشرين الأول.
تعتبر هذه التصريحات أحدث تصعيد من جانب بوتين لمواجهة سلسلة من الهزائم على يد القوات الأوكرانية، منذ بداية أيلول الماضي، وفقًا لوكالة “رويترز“.
رياح عكسية
جاء الإعلان عقب طلب المسؤولين في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا (إحدى المناطق الأربع)، من المدنيين بمغادرة بعض أجزائها تحسبًا لهجوم أوكراني وشيك.
وذكرت وسائل إعلام روسية اليوم، أن الحكومات المحلية حذرت السكان عبر رسائل نصية من توقع قصف، وأبلغتهم بأن حافلات الإجلاء تستعد للمغادرة.
ونوهت إلى إمكانية حمل ما يعادل وزن حقيبتين كبيرتين، وأدوية وطعام لبضعة أيام.
من جهته، وصف رئيس مكتب الرئاسة الأوكراني، أندري يرماك، الإخلاء بأنه “عرض دعائي”، قائلًا، إن مزاعم روسيا بقصف قواتنا لخيرسون، كانت “تكتيكًا بدائيًا، بالنظر إلى أن القوات المسلحة لا تطلق النار على المدن الأوكرانية”.
في اعتراف نادر، الثلاثاء، بالضغط الذي تمارسه القوات الأوكرانية على الأرض، وصف القائد الروسي الجديد لأوكرانيا، الجنرال سيرجي سوروفكين، الوضع بالنسبة للقوات الروسية في منطقة خيرسون بأنه “صعب للغاية”.
وكانت القوات الروسية كثّفت القصف الجوي في الأيام الأخيرة، واستهدفت محطات الطاقة الأوكرانية، والبنية التحتية الرئيسة، بعد مواجهة الجيش الروسي عدة نكسات على أرض المعركة، بسبب هجوم مضاد للقوات الأوكرانية.
ويتناقض هذا النهج مع استراتيجية روسيا في المراحل الأولى للغزو، إذ سعت لتجنيب بعض المرافق التي قد تحتاج إليها لاحقًا، بحسب ما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس“.
–