النظام ومقاتلو درعا.. سباق لتبني مقتل “سيف بغداد”
تضاربت الأنباء حول توقيت مقتل القيادي في تنظيم “الدولة الإسلامية”، الملقب بـ”أبو عبد الرحمن العراقي”، بعد معارك مع فصائل محلية في مدينة جاسم شمالي محافظة درعا، وسط سباق بين النظام وفصائل المدينة لتبني قتله.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن “العراقي” قُتل بعد مقاومة واشتباكات مسلحة لأكثر من ست ساعات، استطاع مقاتلون محليون في مدينة جاسم مدعومون من “اللواء الثامن” التابع لـ”الأمن العسكري” تفجير المنزل الذي كان يتحصن فيه.
كما قُتل برفقته عناصر من التنظيم، قُدّر عددهم بثلاثة مقاتلين كانوا يتحصنون معه في المنزل نفسه، بحسب المراسل.
ومن مكان حادثة التفجير، أذاع مقاتلو المنطقة بيانًا قالوا فيه إنهم تمكنوا من مقتل “العراقي” بعد مواجهات استمرت لساعات.
وسبق أن أعلن النظام عن مقتل “أبو عبد الرحمن العراقي” بعملية أمنية قبل عدة أيام في المنطقة نفسها، وهو ما نفاه قياديون محليون في مدينة جاسم.
من “أبو عبد الرحمن العراقي”؟
قال قيادي سابق في فصائل المعارضة بمدينة جاسم، لعنب بلدي، إن “العراقي” الملقب بـ”سيف بغداد” هو المسؤول الإداري عن التنظيم في الجنوب السوري.
ويعتبر القيادي الثاني في التنظيم بعد “أبو سالم العراقي“، الذي قُتل منتصف آب الماضي على يد مجموعات محلية في بلدة عدوان غربي درعا.
القيادي السابق في فصائل المعارضة، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أضاف أن “أبو عبد الرحمن” كان يعتبر من أخطر قادة التنظيم في الجنوب، ومن بين أكثرهم قدرة على إدارة التنظيم في المنطقة.
ويخفي قادة التنظيم أسماءهم الحقيقية، مستخدمين ألقابًا وأسماء وهمية، كما يتجولون ببطاقات شخصية مزوّرة خلال تنقلهم بين مناطق نفوذ النظام جنوبي سوريا.
وتزامنت العملية الأمنية ضد خلايا التنظيم في جاسم، الاثنين، مع قصف مدفعي مصدره قوات النظام طال الأطراف الشمالية للمدينة دون أي أضرار، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر محلية في مدينة جاسم.
ومع اشتداد العمليات العسكرية ضد خلايا التنظيم، قالت وكالات إخبارية روسية ودولية، إن مقاتلين سوريين وروسيين تمكّنوا من قتل 20 عنصرًا من تنظيم “الدولة” كانوا يتحصنون شمالي محافظة درعا جنوبي سوريا.
بينما نفى قياديون من المنطقة لعنب بلدي أن يكون النظام شارك في هذه العمليات، باستثناء مشاركة “اللواء الثامن”، المشكّل على أنقاض فصيل معارض في درعا والتابع لـ”الأمن العسكري”.
سباق إلى التبني
في 15 من تشرين الأول الحالي، تحدثت مواقع إخبارية موالية للنظام عن مقتل القيادي عبر تفجير منزل كان يتحصن فيه مع مجموعته، وهو ما نفاه قياديون في المدينة لعنب بلدي.
ورغم إعلان المقاتلين المحليين من أرض المعركة عن مقتل العراقي، الاثنين، وتعرّف زوجته إلى جثته، قال مراسل قناة “سما” الموالية للنظام فراس الأحمد، إن المقتول ليس “العراقي” بل هو الذراع اليمنى لـ”العراقي” المعروف باسم رامي الصلخدي، وبرفقته المقاتلان في التنظيم “أبو خالد الإدلبي” وشخص آخر يلقب بـ”الداغر”.
ونسب الأحمد معلوماته لمصدر أمني من داخل العمليات الأمنية في مدينة جاسم.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من قياديين محليين في جاسم، فإن عدد قتلى التنظيم خلال الحملة الأمنية الأخيرة بلغ 13 عنصرًا بينهم قياديون.
وقُتل، في 14 من تشرين الأول الحالي، كل من القيادي “أبو مجاهد برقا”، وأيهم الفيصل، إضافة إلى آخرين من عناصر التنظيم من المتهمين باغتيال عضو “اللجنة المركزية” في درعا “أبو البراء الجلم”، بحسب القيادي.
اقرأ أيضًا: خلايا التنظيم.. “مسمار جحا” النظام السوري في درعا
العمليات مستمرة
وتستمر، لليوم الخامس على التوالي، مداهمة أماكن تحصن عناصر التنظيم من قبل الفصائل المحلية، بحسب ما قاله القيادي المحلي لعنب بلدي.
وأضاف أن العمليات الأمنية تهدف لـ”قطع الطريق” أمام خلايا التنظيم ومنعهم من التحصن في مدينة جاسم مستقبلًا.
وأصدر وجهاء وقياديون بمدينة جاسم، في 16 من تشرين الأول الحالي، بيانًا يقضي بمنع تأجير العقارات السكنية والزراعية لـ”الغرباء” عن المدينة، دون كفالة الشخص المستأجر من قبل أشخاص فاعلين في المدينة.
وحذر البيان أصحاب الأملاك من أن مخالفة القرار تعني أن يعامل صاحب الملك “معاملة الداعشي”، ويعرّض أملاكه لخطر التفجير، بحسب البيان.
وشهدت المناطق الجنوبية من سوريا حالة من الفلتان الأمني منذ سيطرة قوات النظام عليها في تموز عام 2018، بغطاء جوي روسي ودعم بري إيراني.
كما تتوالى عمليات الاغتيال في محافظة درعا مستهدفة قياديين سابقين بفصائل المعارضة المسلحة في درعا، وآخرين من الكوادر الطبية، ومدنيين من سكان المحافظة، إلى جانب عناصر ومقاتلين من قوات النظام السوري.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :