نشرت السفارة الأمريكية في دمشق اليوم، الثلاثاء 18 من تشرين الأول، تغريدة عبر حسابها الرسمي في “تويتر” قالت فيها، إنها قلقة من توغل “هيئة تحرير الشام” في مناطق شمالي حلب.
وطالبت السفارة “تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، المصنفة كمنظمة “إرهابية”، بسحب قواتها من المنطقة (شمالي حلب) على الفور.
وذكرت السفارة أن الولايات المتحدة الأمريكية تشعر بـ”قلق عميق إزاء أعمال العنف مؤخرًا في شمال غربي سوريا”.
ودعت جميع الأطراف إلى حماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
We are alarmed by the recent incursion of HTS, a designated terrorist organization, into northern Aleppo. HTS forces should be withdrawn from the area immediately.
— U.S. Embassy Syria (@USEmbassySyria) October 18, 2022
تعليق السفارة الأمريكية جاء بعد حوالي أسبوع من اندلاع اشتباكات واقتتال بين فصائل معارضة شمال غربي سوريا، تابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وترافق مع دخول “تحرير الشام” بتحالف مع بعضها ضد أخرى.
بدأ الاقتتال مساء 10 من تشرين الأول الحالي، بعد ضلوع مقاتلين من “فرقة الحمزة” (الحمزات) بقتل الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل في مدينة الباب، وهو ما أدى إلى استنفار من “الفيلق الثالث”، الذي تشكّل “الجبهة الشامية” نواته، لتفكيك الفصيل (الحمزات).
وزادت حدة الاشتباكات بتدخل “تحرير الشام” التي تحالفت مع “فرقة الحمزة” و”فرقة سليمان الشاه” (العمشات) التابعتين لـ”الجيش الوطني”، ضد “الفيلق الثالث” التابع لـ”الوطني” أيضًا.
وسيطرت “تحرير الشام” على عدة مدن وبلدات استراتيجية أبرزها عفرين وجنديرس، ورغم الحديث عن انسحابها، لا تزال قواتها منتشرة في بعض المناطق بريف حلب.
تزامنت الاشتباكات مع وقفات احتجاجية ومظاهرات لمدنيين في مدن وبلدات ريفي حلب رفضًا لدخول “تحرير الشام”، ووصلت الاحتجاجات إلى معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا للضغط على السلطات التركية من أجل التدخل.
وفي 15 من تشرين الأول الحالي، وُقّع اتفاق “هدنة” بين أطراف القتال في شمالي حلب ظهرت بعض بنوده للعلن، على رأسها وقف العمليات العسكرية، وإيقاف الاقتتال، إضافة إلى بنود أخرى متعلقة بالسيطرة في مناطق نفوذ “الجيش الوطني”.
الاتفاق لم يدم طويلًا، إذ عادت المواجهات لتصل إلى بلدة كفر جنة غربي اعزاز التي سيطرت عليها “تحرير الشام” مؤخرًا، ثم سادت حالة من الهدوء حاليًا بعد تدخل “هيئة ثائرون للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني” لوقف القتال بإشراف غير مباشر من تركيا.
وقال قيادي في “هيئة ثائرون”، تحفظ على اسمه، إن “ثائرون” رفعت الجاهزية العسكرية وفرضت وقف إطلاق نار شاملًا في المنطقة.
وأضاف لعنب بلدي أن أي جهة ترفض وقف إطلاق النار سيتم التعامل معها عسكريًا.
ونشرت صفحات محلية وناشطون ومحللون صورًا لتسلّم قوات تابعة لـ”هيئة ثائرون” بلدة كفر جنة وإخراج “تحرير الشام” منها، مشيرين إلى صدور أوامر تركية بذلك.
اقرأ أيضًا: تدخل تركي عبر “هيئة ثائرون” يجمد الاقتتال في ريف حلب
ولا تزال بعض من قوات “تحرير الشام” في بلدة كفر جنة رغم توقف الاشتباكات، وسط تحذيرات من ناشطين وصفحات إعلامية مقربة من “الفيلق الثالث” مما وصفته بـ”غدر قائد الهيئة (أبو محمد الجولاني) والتفافه ومراوغاته”.
“تحرير الشام”
ظهرت “تحرير الشام” لأول مرة في سوريا نهاية 2012، تحت مسمى “جبهة النصرة لأهل الشام”، وهي فصيل تميّز بخروجه من رحم “القاعدة”، أبرز الفصائل “الجهادية” على الساحة العالمية، وأعلنت لاحقًا انفصالها عن أي تنظيم، واعتبرت نفسها قوة سورية محلية.
التمدد الأبرز لـ”تحرير الشام” وسيطرتها على منطقة إدلب، شمال غربي سوريا، جاء بعد المعارك التي خاضتها ضد “حركة أحرار الشام” و”حركة نور الدين زنكي” و”صقور الشام”، خلال العامين 2017 و2018.
وتسيطر “الهيئة” على محافظة إدلب، وجزء من أرياف حلب الغربية واللاذقية وسهل الغاب شمال غربي حماة، ولا تزال مصنّفة على لوائح “الإرهاب” في مجلس الأمن، وتضع روسيا الفصيل ذريعة للتقدم في شمال غربي سوريا.
“أبو محمد الجولاني” هو القائد العام لـ”تحرير الشام”، ولا يزال مُدرجًا ضمن المطلوبين لأمريكا، وبمكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عنه.
–