تدخل تركي عبر “هيئة ثائرون” يجمّد الاقتتال في ريف حلب

  • 2022/10/18
  • 8:41 ص

اعتصامات في مدينة اعزاز تنديدًا بمحاولة دخول "هيئة تحرير الشام" إليها 16 من تشرين الأول (عنب بلدي/ ديان جنباز)

شهد محيط مدينة اعزاز حالة من الهدوء بعد معارك مسلحة واشتباكات بين فصائل “الفيلق الثالث” من جهة، و”هيئة تحرير الشام” و”فرقة الحمزة” (الحمزات) و”فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) من جهة أخرى، وتوقفت بعد سيطرة “الهيئة” والفصائل المتحالفة على بلدة كفر جنة غربي اعزاز.

مدير المكتب الإعلامي في “الفيلق الثالث”، سراج الدين عمر، أكد لعنب بلدي صحة الأنباء حول سيطرة “تحرير الشام” بعد معارك واشتباكات على بلدة كفر جنة، دون إضافة أي تفاصيل حول وجود اتفاق جديد أو استمرار الاتفاق المبرم منذ يومين، الذي نص على وقف الاقتتال.

وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة اعزاز، الاثنين 17 من تشرين الأول، أن الاشتباكات توقفت، وتراجعت قوات “الفيلق الثالث” إلى مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي.

ويجري الحديث أن القوات التركية تدخلت بشكل غير مباشر لوقف الاشتباكات، من خلال الدفع بـ”هيئة ثائرون للتحرير” المكوّنة من عدة فصائل والتابعة لـ”الجيش الوطني”، والتي اتخذت موقف الحياد منذ بداية الاقتتال.

وقال قيادي في “هيئة ثائرون” التابعة لـ”الجيش الوطني”، تحفظ على ذكر اسمه، إن “ثائرون” رفعت الجاهزية العسكرية وفرضت وقف إطلاق نار شاملًا في المنطقة.

وأضاف لعنب بلدي أن أي جهة ترفض وقف إطلاق النار سيتم التعامل معها عسكريًا.

ونشرت صفحات محلية وناشطون ومحللون صورًا لتسلّم قوات تابعة لـ”هيئة ثائرون” بلدة كفر جنة وإخراج “تحرير الشام” منها، مشيرين إلى صدور أوامر تركية بذلك.

في حين قال المكتب الإعلامي في “الفيلق الثالث” لعنب بلدي، إن تدخل “ثائرون” لا يزال في إطار الكلام المتداول، ولا يوجد أي تدخل رسمي، حتى لحظة نشر هذا الخبر.

عناصر يتبعون لـ”هيئة ثائرون للتحرير” أمام مبنى “وزارة الدفاع” في “الجيش الوطني” في بلدة كفر جنة بريف حلب الشمالي- 17 من تشرين الأول 2022 (متداول صفحات تواصل محلية)

ورغم مرور يومين على إبرام اتفاق أنهى الاقتتال بين الفصائل المتحالفة وبين “الفيلق الثالث”، يتهم كل طرف الآخر بنقض الاتفاق وبـ”البغي” وتفريق الصفوف، والرغبة في إثبات نفسه كقوة تحارب الفساد والفاسدين.

اقرأ أيضًا: اشتباكات ريف حلب تعود.. اتهامات متبادلة بنقض الاتفاق

وساد الهدوء بعد يوم شهدت فيه المنطقة اشتباكات منذ ساعات الصباح الأولى، بالتزامن مع احتجاجات في مدن وبلدات ريفي حلب رفضًا لمحاولة “تحرير الشام” دخول المنطقة.

ووصلت الاحتجاجات إلى معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا، للضغط على السلطات التركية من أجل التدخل ووقف الاقتتال الذي كان الخاسر الأكبر فيه المدنيين.

اقرأ أيضًا: اشتباكات ريف حلب مستمرة.. متظاهرون يحتجون قرب “باب السلامة”

وتعرّضت مخيمات النازحين في المنطقة لاستهدافات عديدة، ووصلت عشرات المناشدات من أكثر من 17 مخيمًا في محيط مناطق اعزاز وعفرين، تضم أكثر من ألف و614 عائلة، لتأمين خروجها بعد عودة الاشتباكات إلى مناطق ريف حلب الشمالي.

وأشعل فتيل الاقتتال ضلوع مقاتلين من “فرقة الحمزة” بقتل الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل في مدينة الباب، وهو ما أدى إلى استنفار من “الفيلق الثالث”، الذي تشكّل “الجبهة الشامية” نواته، لتفكيك الفصيل (الحمزات).

وأربك تدخل “تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، المنطقة، وخلط الأوراق التي أسفرت عن تحالفات جديدة لم تعهدها المنطقة من قبل، مع فصائل كانت على طرفي نقيض مع “الهيئة”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا