عادت أسعار الخبز للانخفاض في مخيم “الركبان” على الحدود السورية- الأردنية، بعد تقديم دعم مخصص لها من قبل “جيش مغاوير الثورة”، المدعوم من قبل التحالف الدولي، جنوب شرقي سوريا.
مصادر محلية من سكان مخيم “الركبان” قالت لعنب بلدي، إن أسعار الخبز انخفضت من 3500 ليرة إلى 1500 ليرة سورية بعد تقديم الدعم لها، الاثنين 17 من تشرين الأول، من قبل “مغاوير الثورة”.
عبد الرزاق محيا، عضو المكتب الإعلامي لـ”جيش مغاوير الثورة”، قال لعنب بلدي، إن قيادة الفصيل قررت دعم الفرن في المخيم لتخفيف الأعباء المالية عن السكان.
وأضاف أن الدعم أسهم في تخفيض سعر الربطة إلى 1500، وهو سعر مناسب للسكان في المخيم، موضحًا أنه لا توجد مدة زمنية محددة لإيقاف الدعم.
الناشط الإعلامي محمود الشهاب من سكان “الركبان”، ذكر لعنب بلدي أن خطوة دعم الخبز مهمة تخفف الضغط المالي عن السكان، إذ تحتاج الأسرة ما بين ثلاث وخمس ربطات خبز يوميًا.
ونشر الحساب الرسمي للمخيم عبر “فيس بوك” صورًا في أثناء تنظيم بيع الخبز بالسعر الجديد.
الدعم المقدم من قبل “مغاوير الثورة” جاء تزامنًا مع انتهاء مشروع فريق “ملهم التطوعي” لدعم الخبز في مخيم “الركبان”، وكانت مدته شهرًا كاملًا عن طريق دفع ثمن الطحين.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قال مدير قسم حملات الاستجابة في فريق “ملهم التطوعي”، والمشرف على حملة “مخيم الركبان”، فيصل الأسود، إن حملة “أنقذوا الركبان” التي أطلقها الفريق في آب الماضي ما زالت مستمرة.
وأضاف الأسود أن الحملة تشمل دعم الخبز والماء والتعليم، بالإضافة إلى دعم احتياجات الأطفال الأساسية، موضحًا أن الحملة مستمرة من قبل الفريق، لكنها تعتمد على حجم التبرعات بشكل أساسي.
ورغم انخفاض أسعار الخبز في مخيم “الركبان” حتى 1500 ليرة سورية، لا يزال بعيدًا عن السعر المنطقي بالنسبة لمادة أساسية، إذ يبلغ سعر ربطة الخبز في مناطق نفوذ النظام عبر “البطاقة الذكية” 250 ليرة سورية، كما يبلغ سعرها لدى “معتمدي الخبز” بين 350 و500 ليرة، بحسب صحيفة “الوطن” المحلية.
بينما يبلغ سعر الخبز في السوق السوداء 1250 ليرة سورية، لمن لا يملكون “البطاقة”، بحسب وزارة التجارة الداخلية.
ويعاني المخيم حصارًا فرضته قوات النظام السوري على المواد الأساسية، إذ منعت دخول المواد الغذائية والأدوية، ما أسهم بارتفاع أسعارها وندرتها داخل المخيم.
إصلاحات لم تنعكس على الواقع
مطلع تشرين الأول الحالي، أصدر التحالف الدولي قرارًا بتعيين قائد جديد لفصيل “مغاوير الثورة” وعزل قائده القديم، العقيد مهند طلاع، بعد خروجه إلى تركيا من “منطقة 55 كيلومترًا”.
وأصدر القائد الجديد، فريد القاسم، بعد توليه قيادة الفصيل الذي يعتبر مسؤولًا عن إدارة الـ”55 كيلومترًا” (تسيطر عليها قوات التحالف الدولي) قرارًا ألغى عبره الضرائب المفروضة على سيارات الشحن الداخلة والخارجة من المنطقة.
ناشطون ومدنيون من سكان المخيم قالوا لعنب بلدي حينها، إن قرار إلغاء الضرائب سيسهم بانخفاض أسعار المواد الغذائية، بينما لم تتأثر حتى الآن أسعار هذه المواد في المخيم، نظرًا إلى استمرار حالة النقص.
لكن الناشط محمود الشهاب قال إن إلغاء الضريبة لم يغيّر الأسعار، إذ ما زالت تشهد ارتفاعًا حتى اليوم.
ووصل سعر أسطوانة الغاز الواحدة إلى 260 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر ليتر المازوت الواحد 6500 ليرة، إضافة إلى ارتفاع كبير بأسعار الخضار في متاجر المخيم.
وفي 7 من تشرين الأول الحالي، وزع فصيل “مغاوير الثورة” 500 حصة من لحوم الأغنام “المصادرة” على السكان، بحسب موقع “حصار” المحلي.
ومنذ بداية آب الماضي، ارتفعت المناشدات والمطالبات الداعية لإنقاذ مخيم “الركبان” جراء النقص الحاد في مياه الشرب، بعض أن خفضت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف)، في 29 من أيار الماضي، كميات المياه القادمة من الأردن، إلى جانب حصار خانق يفرضه النظام السوري منذ سنوات، مانعًا قوافل المساعدات الأممية من دخول المخيم.
وأُنشئ المخيم عام 2014، وينحدر معظم القاطنين فيه من أرياف الرقة ودير الزور وحمص وحماة، وتديره فصائل المعارضة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وكان المخيم قبل عام 2018 يضم نحو 70 ألف نسمة، إلا أن أغلبية السكان خرجوا باتجاه مناطق النظام السوري، ولم يتبقَ فيه سوى ثمانية آلاف نسمة، تتعاقب عليهم العديد من الأزمات، بحسب ناشطين مطّلعين في المخيم.
اقرأ أيضًا: “الركبان”.. عالقون في صحراء تسخنها المصالح
–