لا تزال الاشتباكات والتوترات الأمنية مستمرة بين “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، و”هيئة تحرير الشام” والمتحالفين معها في مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي.
ونقل مراسل عنب بلدي أنباء عن رتل عسكري تابع لـ”حركة أحرار الشام” و”فرقة الحمزة” (الحمزات) و”فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) توجّه اليوم، الاثنين 17 من تشرين الأول، نحو بلدة صوران التي تبعد حوالي 16.5 كيلومتر عن مدينة اعزاز التي يتمركز فيها “الفيلق الثالث”.
ومن الممكن أن يزيد الرتل من الضغط على “الفيلق الثالث” الذي تستهدفه “هيئة تحرير الشام” (مع حلفائها “العمشات” و”الحمزات”) من الغرب.
وأفاد مراسل عنب بلدي في اعزاز أن عشرات المدنيين توجهوا إلى قرب معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا، للاحتجاج على دخول رتل لـ”تحرير الشام” إلى مناطق ريف حلب.
ومنذ الصباح، قطع المدنيون الطريق الواصل بين اعزاز وعفرين بالسواتر الترابية، وسط حالة إضراب جزئي تشهدها المدينة.
وعرضت حسابات “تلجرام” (الذي ينشط في المنطقة بكثرة) مقربة من “الفيلق الثالث”، تسجيلًا مصوّرًا للقيادي في “الفيلق” علاء صقار (أبو الحسنين)، قال فيه إن قواته ابتعدت عن عفرين ورضيت بالانسحاب، لكن “تحرير الشام” هي من يستمر بالقتال.
ورغم مرور يومين على إبرام اتفاق أنهى الاقتتال بين الفصائل المتحالفة وبين “الفيلق الثالث”، يتهم كل طرف الآخر بنقض الاتفاق وبـ”البغي” وتفريق الصفوف، والرغبة في إثبات نفسه كقوة تحارب الفساد والفاسدين.
وتواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي لـ”الفيلق الثالث” حول سريان الاتفاق المبرم بين الطرفين، لكنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر هذا الخبر.
اقرأ أيضًا: اشتباكات ريف حلب تعود.. اتهامات متبادلة بنقض الاتفاق
وأشعل فتيل الاقتتال ضلوع مقاتلين من “فرقة الحمزة” بقتل الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل في مدينة الباب، وهو ما أدى إلى استنفار من “الفيلق الثالث”، الذي تشكّل “الجبهة الشامية” نواته، لتفكيك الفصيل (الحمزات).
وأربك تدخل “تحرير الشام”، صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، المنطقة، وخلط الأوراق التي أسفرت عن تحالفات جديدة لم تعهدها المنطقة من قبل، مع فصائل كانت على طرفي نقيض مع “الهيئة”.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، شهدت المنطقة قصفًا باتجاه بلدة كفرجنة قرب اعزاز ومخيمات النازحين بمحيط عفرين، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين المتقاتلين.
وتوجد إصابات في مخيمات كفرجنة ومشعلة وزيارة حنان، وسط صعوبة أمام سيارات الإسعاف للتقدم بسبب ارتفاع وتيرة الاشتباكات، وفق المناشدات من المخيمات.
وذكر فريق “منسقو استجابة سوريا” وصول عشرات المناشدات من أكثر من 17 مخيمًا في محيط مناطق اعزاز وعفرين، تضم أكثر من ألف و614 عائلة، لتأمين خروجها بعد عودة الاشتباكات إلى مناطق ريف حلب الشمالي.
وسجل الفريق استهداف أكثر من أربعة مخيمات في المنطقة نتيجة الاشتباكات، ما تسبب بإصابات بين المدنيين بينهم نساء وأطفال.