مبادرة تستهدف كوادر 70 مركزًا حيويًا في إدلب
عنب بلدي – إدلب
بهدف توعية الناس، وخصوصًا العاملين في المجال الإنساني وطلاب المدارس، بالمخاطر الأمنية، وللتخفيف من نتائجها السيئة، بدأت منظمة “بنفسج” مشروعها في محافظة إدلب تحت عنوان “إدارة المخاطر والتحكم بها”، لزيادة وعي كوادر المنظمات العاملة في المنطقة.
وبدأ المشروع أنشطته الأسبوع الماضي، في مدينة أريحا بريف إدلب، وطرحت فكرته عقب مقتل المهندس سمير سويد، مدير برنامج المياه والإصحاح في المنظمة، الأحد 10 كانون الأول، بحسب فؤاد السيد عيسى، مدير برامج المنظمة في الداخل السوري.
70 مركزًا حيويًا يستهدفها المشروع
ويشرف مكتب الأمن والسلامة في المنظمة على المشروع، وقال السيد عيسى، إن المكتب ينسق مع مراكز الدفاع المدني في كل منطقة ينفذ تدريباته ضمنها “ليشاركوا في سيناريوهات التدريب”.
السيد عيسى أضاف في حديثه لعنب بلدي، أن خطة المشروع “تدريب كوادر أكثر من 70 مركزًا ومدرسة، ومستوصفًا ومشفى، خلال ثلاثة أشهر، إضافة إلى تزويدهم بأدوات السلامة، من خلال كادر من المختصين بالأمن والسلامة”.
ويعمل كادر المشروع على زيادة وعي الشريحة المستهدفة، وتدريبهم على ردود الفعل الآمنة في حالات المخاطر مثل القصف الجوي وحوادث الحريق، إضافة إلى مبادئ الحماية، وإجراءات الإنقاذ وتقنيات الإسعاف الأولي، وفق منسق البرامج والشراكات في منظمة “بنفسج”، عمر تريسي.
ويستهدف المشروع جميع المرافق العامة، كالمدارس، والمشافي، والمخابز، ومراكز المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، بحسب تريسي، الذي أوضح في حديثه لعنب بلدي، أنه “يربط الوحدات المشاركة، بمراكز الدفاع المدني الأقرب جغرافيًا”.
ماذا يقدم المشروع؟
تريسي قال إن المنظمة وجدت أن العاملين في المجال الإنساني هم الأكثر عرضة للضرر والأذى، جراء القصف بحكم طبيعة عملهم، مضيفًا “جمعنا كافة الأمور المهمة في تدريب واحد خاص بالعاملين في المجال الإنساني، ويمكننا تدريب كوادر أي منظمة تدير مشفى أو مدرسة أو مستودعًا”.
ويزود المشروع جميع المركز بوسائل الأمن كدليل حماية المدنين، وحقائب إسعاف أولي، ومطافئ الحرائق، إضافة لقبضة لاسلكية تمكن من التواصل مع أقرب نقطة دفاع مدني للمنظمة المستهدفة، وأشار تريسي “من الممكن أن نستدعي عناصر الدفاع المدني إلى الدورة للتنسيق بشكل مباشر مع الكوادر”.
15 مدرسة في أريحا بدأ بها المشروع
منسق البرامج في منظمة “بنفسج”، اعتبر أن جميع طلاب مدارس أريحا، التي شهدت حوادث قصف ومجازر كثيرة، “أصبحوا اليوم أكثر دراية بكيفية التعامل مع الأخطار المتنوعة، نتيجة التدريبات التي تضمنها المشروع”.
وقال تريسي إن المشروع بدأ مستهدفًا الكادر التدريسي وطلاب 15 مدرسة في أريحا بريف إدلب، وشملت التدريبات آلية الإخلاء السريع في حال المخاطر، مضيفًا “زودناهم بقبضات لاسلكية وحقائب إسعاف أولي إضافة إلى مطافئ الحريق”.
وتسلم حراس المدارس المستهدفة بعد انتهاء التدريب، مهمة تنبيه الكادر التدريسي والطلاب، من خلال نظام إنذار )جرس) موصول مع البناء الداخلي، بحسب تريسي، وأوضح “يراقب حارس المدرسة حركة الطيران من خلال القبضة اللاسلكية ويضغط على الجرس في حال الخطر، ليخلي بعدها الطلاب المدرسة بالطريقة التي تدربوا عليها إلى الملاجئ “.
الدورة التدريبية تجري على مدار يوم كامل، واعتبرها ترسي “غير معقدة”، تتضمن تعليم استخدام مطفأة الحريق وحقائب الإسعاف الأولي، وأردف “نعدها تدريبًا ميدانيًا على أرض الواقع”.
مؤهلات فريق التدريب
ويتكون فريق التدريب بحسب السيد عيسى، من ستة مدربين مختصين بتدريبات الأمن والسلامة،منهم صيادلة، ومختصون في الإسعاف الأولي.
عنب بلدي تحدثت إلى تريسي عن مؤهلات فريق التدريب، وقال إن من ضمنه صيدليًا خريج جامعة دولية، وهو مسؤول عن الأمور الطبية، ومدير الفريق، وهو ضابط أمن سابق منشق عن نظام الأسد، إضافة إلى مسؤول الاتصالات، وهو ضابط منشق مختص بالاتصالات، ومحامٍ، ومهمته إلقاء المحاضرات وتوجيه المدربين الميدانيين الذين ينفذون التدريبات أمام المتدربين.
المشروع يستقبل طلبات التدريب حتى 20 كانون الثاني
بدأ فريق التدريب ضمن عدد من المخيمات في ريف إدلب، ومنها مخيم “صامدون”، وقال تريسي، دربنا الناس في المخيمات على كيفية إطفاء الحرائق عمليًا، مردفًا “أشعلنا حرائق في عدد من الخيم ودربنا على الطريقة المثلى لإطفائها”.
ويستهدف المشروع ضمن خطته خمسة مخيمات من بينها “صامدون”، و”عائدون”، و”قادمون” في سلقين، وستنتهي التدريبات ضمن المخيمات الخمس مع نهاية الشهر الحالي.
وحول التنسيق مع المنظمات التي تحتاج إلى تدريب كوادرها، قال تريسي، “استلمنا عشرات الطلبات من المنظمات ومعظمها دولية، وسجلنا دورًا للجميع على أن يُدَربوا حسب المتقدمين أولًا، كما سننسق معهم ليخرج الفريق ويحدد المباني والكوادر التي يجب تدريبها مع تزويد المنظمة بالمعدات اللازمة”.
وختم تريسي حديثه داعيًا جميع المنظمات العاملة في محافظة إدلب، إلى إرسال طلبات خلال مدة أقصاها 20 كانون الثاني الجاري، “ليتم تلبيتها جميعًا مهما كان عددها”، مشيرًا إلى أن المشروع سيُقيّم بعد إنهاء التدريبات لمعرفة إمكانية توسعته “كونه مكلفًا جدًا ولا يوجد داعم له”.
تأسست منظمة “بنفسج” في مدينة إدلب عام 2011، على يد مجموعة من الشباب الطامح لخدمة المدينة وأهلها، وتوسعت منذ ذلك الحين حتى اليوم، ووصل عدد الكوادر العاملة فيها إلى 350 شابًا وشابة، وتدير مشاريع مختلفة ضمن المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :