درعا.. ما حقيقة الدور الروسي- السوري بقتل 20 عنصرًا من تنظيم “الدولة”
قالت وكالات إخبارية روسية ودولية، إن مقاتلين سوريين وروسيين تمكّنوا من قتل 20 عنصرًا من تنظيم “الدولة الإسلامية” كانوا يتحصنون شمالي محافظة درعا جنوبي سوريا.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن ضابط روسي لم تسمِّه اليوم، الاثنين 17 من تشرين الأول، أن القوات الروسية والسورية قتلت 20 عنصرًا إسلاميًا متشددًا خلال عملية أمنية جنوبي سوريا.
الوكالة أضافت أن العملية الأمنية طالت مجموعة متشددة متهمة بتنفيذ تفجير استهدف حافلة مبيت عسكرية تابعة لـ”الفرقة الرابعة” بقوات النظام، في منطقة الصبورة بريف دمشق، وخلّف نحو 20 قتيلًا.
بينما نقلت وكالة “تاس” الحكومية الروسية عن اللواء الروسي أوليغ إيغوروف قوله، إن القوات الروسية والسورية نفذت “عملية خاصة” جنوبي سوريا، قتلت خلالها 20 مسلحًا من تنظيم “الدولة” بمن فيهم “منظمو الهجوم الإرهابي على حافلة للقوات السورية”.
وقُتل، في 13 من الشهر الحالي، 18 عسكريًا من قوات النظام، وأُصيب 27 آخرون، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدف حافلة مبيت عسكرية في ضاحية الصبورة بمحافظة ريف دمشق، بحسب الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
مصادر محلية متقاطعة من مدينة جاسم قالت لعنب بلدي، إن العمليات ضد خلايا تنظيم “الدولة” خلّفت نحو عشرة قتلى بينهم قياديان.
بينما لم تشارك أي قوات روسية في العمليات، كما لم تشهد المنطقة أي طلعات جوية للطائرات الحربية أو المروحية.
مراسل عنب بلدي في درعا أفاد أن العمليات الأمنية ضد خلايا التنظيم شنّها مقاتلون محليون من مدينة جاسم، إضافة إلى مجموعات من “اللواء الثامن”، التابع لـ”الأمن العسكري” والمدعوم من روسيا سابقًا.
قيادي في “اللواء الثامن” قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن قرار إرسال تعزيزات عسكرية إلى جاسم غير مرتبط بأمر من النظام السوري، وجاء بناء على مؤازرة طُلبت من قبل وجهاء جاسم.
اقرأ أيضًا: خلايا التنظيم.. “مسمار جحا” النظام السوري في درعا
ضغوط من النظام
مطلع أيلول الماضي، طالب رئيس فرع “الأمن العسكري” في محافظة درعا، لؤي العلي، وجهاء مدن داعل، وطفس، ومدينة درعا البلد، بتشكيل مجموعات محلية تتبع إداريًا له، لحمايتهم من انتشار جديد لـ”المخابرات الجوية” في المدينة.
وجهاء مدن طفس وجاسم رفضوا عرض النظام، ما دفع بالأخير للدفع بآلياته العسكرية إلى محيط هذه المدن بحجة البحث عن خلايا من تنظيم “الدولة” فيها.
النظام حصل على مراده من مدينة طفس تحت الحصار والقصف مطلع آب الماضي، إذ تمكّن من قتل قيادي بارز فيها، إضافة إلى مجموعة من المطلوبين له ممن يتهمهم بالتبعية للتنظيم.
ومع انتهاء العمليات في طفس، حشد النظام مدرعاته في سيناريو مماثل بمحيط مدينة جاسم، وهدد بقصف المدينة في حال لم يتعاون سكانها معه بحربه ضد خلايا التنظيم.
وجهاء من مدينة جاسم نفوا مرارًا وجود تلك الخلايا في المنطقة، حتى 14 من تشرين الأول الحالي، عندما انطلقت عمليات عسكرية في جاسم ضد خلايا التنظيم، وبمؤازرة من “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس”، المُشكّل من قبل روسيا في سوريا.
ومع تسلسل الأحداث بدءًا من ضغوط النظام السوري على سكان وفصائل جاسم، نفى قيادي سابق في فصائل المعارضة من أبناء المدينة، أن تكون هذه الحملة بمشاركة أو بطلب من النظام، وإنما سعى أبناء المدينة لتنظيفها من عناصر التنظيم البالغ عددهم نحو 100 مقاتل.
وفي مجموعة ضمّت قياديين ووجهاء من طفس عبر تطبيق “واتساب”، رصدت عنب بلدي محادثة بين وجهاء المدينة، يتحدثون عن ظهور أعداد كبيرة من عناصر التنظيم في درعا “بشكل مفاجئ”، إذ لم تحوِ المدينة هذا العدد من العناصر قبل بدء ضغوط النظام على سكانها.
النظام يستغل
حالها كحال وسائل الإعلام الروسية، بدأت وسائل إعلام النظام السوري باستغلال قضية محاربة تنظيم “الدولة” في درعا، وهو ما استمرت مصادر عسكرية متقاطعة من مدينة جاسم بنفيه عندما وجهت عنب بلدي أسئلة لهم.
وقالت وزارة الإعلام في حكومة النظام السوري، عبر “تويتر”، إن قوات النظام الأمنية شنت حملة على خلايا التنظيم في المنطقة بمساعدة السكان المحليين.
مصدر أمني: الجهات المختصة بالتعاون مع المجموعات المحلية والأهلية وبمساندة الجيش العربي السوري تنفذ عملية أمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي
— وزارة الإعلام السورية (@moi_syria1) October 14, 2022
هذا الاستغلال ليس جديدًا، وهو مشابه للسيناريو الذي شهدته مدينة طفس منتصف آب الماضي، إذ أجبرت قوات النظام أبناء المنطقة على فتح معركة عسكرية مع متهمين بالانتماء لتنظيم “الدولة” في المدينة، واستغلت الحملة على أنها عمل أمني للجيش السوري.
وفي 15 من آب الماضي، عثر مزارعون بمحيط مدينة طفس على جثة تعود للقيادي في تنظيم “الدولة” بالجنوب السوري محمود الحلاق، الملقب بـ”أبو عمر جبابي”، غربي محافظة درعا.
وسبق العثور على جثه الحلاق بأسبوع واحد مقتل “أبو سالم العراقي”، أحد أمراء تنظيم “الدولة” في الجنوب السوري، بعد وقوعه في كمين لمقاتلين محليين في درعا.
وسبق أن تبنى التنظيم العديد من عمليات الاستهداف التي طالت عناصر في قوات النظام وآخرين من المقاتلين السابقين بفصائل المعارضة في أوقات زمنية مختلفة، كما يُتهم التنظيم بوقوفه خلف عمليات استهداف طالت وجهاء من درعا، دون إعلانه عن الوقوف خلفها.
في حين يتهم وجهاء من درعا النظام السوري بأنه يتخذ من خلايا التنظيم “شمّاعة” لشن حملات أمنية وعسكرية على مناطق معارضة له في الجنوب السوري.
ماذا حصل في جاسم؟
شهدت مدينة جاسم شمالي محافظة درعا اشتباكات بين مقاتلين سابقين بفصائل المعارضة وخلايا أمنية تابعة لتنظيم “الدولة”، واقتصرت مشاركة النظام السوري على قذيفتي مدفعية استهدفتا الأطراف الشمالية للمدينة خلال المواجهات.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن عددًا من القتلى والجرحى من مقاتلي المدينة سقطوا خلال المواجهات، بينما قُتل قياديان من التنظيم، هما “أبو مجاهد برقا” وأيهم الفيصل.
وأضاف المراسل أن أرتالًا عسكرية تضم مقاتلين من قرى وبلدات أخرى قدمت إلى مدينة جاسم للمشاركة في العمليات العسكرية ضد التنظيم.
كما أدى استعصاء مقاتلين من التنظيم في بعض المنازل إلى إجبار أبناء المنطقة على تفجيرها وقتل المجموعات داخلها، بحسب المراسل.
ومع دخول المواجهات يومها الرابع، انتهت بانحسار خلايا التنظيم من جاسم، دون تأكيد إنهاء وجودها بشكل كامل حتى لحظة تحرير هذا التقرير.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :