دعا الزعيم الصيني، شي جين بينغ، اليوم الأحد 16 من تشرين الثاني، إلى تحديث المنظومة العسكرية وتعزيز القدرات الاستراتيجية للجيش، معلنًا عدم تغيير السياسات التي أدت إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
جاء ذلك خلال مؤتمر للحزب “الشيوعي” يقام كل خمس سنوات، يجمع رسميًا حوالي 2000 مندوب يمثلون 100 مليون عضو من أعضاء الحزب “الشيوعي” الصيني، لمناقشة السنوات الخمس الماضية والمسار المستقبلي لنصف العقد المقبل.
أكد جين بينغ أن السنوات الخمس المقبلة ستكون حاسمة، مستشهدًا بشعار “تجديد شباب الأمة الصينية”، الذي يضمن إحياء دور الحزب كقائد اقتصادي واجتماعي في عودة لما يعتبره الزعيم الصيني عصرًا ذهبيًا بتولي الحزب للسلطة في 1949.
واحتفل الزعيم الصيني باستعادة بلاده السيطرة على هونج كونج المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي كانت مستعمرة بريطانية، وحذر تايوان من أن “عجلات التاريخ” تتجه نحو سيطرة بكين على ديمقراطية الجزيرة.
وأكد جين بينغ أن الجناح العسكري للحزب (جيش التحرير الشعبي) بحاجة إلى “حماية كرامة الصين ومصالحها الأساسية”، في إشارة إلى قائمة المطالبات الإقليمية وغيرها من القضايا التي تقول بكين إنها مستعدة لخوض الحرب بشأنها.
أذرع الصين لـ2050
وضع جين بينغ الصين، خلال عشر سنوات قضاها في السلطة، على مسار استبدادي، أعطى فيها الأولوية للأمن وسيطرة الدولة على الاقتصاد باسم “الرخاء المشترك”، ودبلوماسية أكثر حزمًا، وجيش أقوى، وكثّف الضغط للاستيلاء على تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
تدعو خطط الحزب إلى خلق مجتمع مزدهر بحلول منتصف القرن الحالي، وإعادة الصين إلى دورها التاريخي كرائدة سياسية واقتصادية وثقافية، من خلال توسيع نفوذها في الخارج عبر مبادرة “الحزام والطريق” بمليارات الدولارات لبناء موانٍ وبنية تحتية أخرى في أنحاء آسيا وإفريقيا.
تتنازع بكين مع حكومات اليابان والهند وجنوب شرق آسيا بشأن المطالبات المتضاربة بجنوب الصين وبحر الصين الشرقي وقسم من جبال الهيمالايا، وكانت الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند، شكّلت مجموعة استراتيجية باسم الرباعية ردًا على ذلك.
زاد الحزب من هيمنة الصناعة المملوكة للدولة وضخ الأموال في مبادرات استراتيجية تهدف إلى رعاية المبدعين الصينيين للطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وشرائح الكمبيوتر والفضاء وغيرها من التقنيات.
اقرأ أيضًا: ما أشباه الموصلات التي تستدعي حربًا ناعمة بين أمريكا والصين
أثارت تكتيكاتها شكاوى من أن بكين تحمي وتدعم مبدعيها بشكل غير لائق، ما قاد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في 2019، ما أدى إلى اندلاع حرب تجارية هزت الاقتصاد العالمي.
وأبقى الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، على تلك العقوبات، بالإضافة إلى زيادة القيود، خلال الشهر الحالي، على وصول الصين إلى تكنولوجيا الرقائق الأمريكية.
هيمنة في الخارج وقمع في الداخل
واجه حكم جين بينغ إدانة دولية لانتهاكات حقوق الإنسان والحملات القمعية ضد الأقليات الدينية والعرقية في منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم (تركستان الشرقية) في أقصى الشمال الغربي للصين، ومنطقة التبت جنوب غربي الصين، ومنغوليا الداخلية.
لكن الزعيم الصيني أكد أن حزبه “سيظل ملتزمًا بالمبدأ القائل إن الأديان في الصين يجب أن تكون صينية في التوجه”، ما يشير إلى احتمال ضئيل لرفع الضغط، بحسب ما ذكرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
بينما يستعد جين بينغ لفترة رئاسية ثالثة مدتها خمس سنوات، حذرت منظمة العفو الدولية من أن تمديدها سيكون “كارثة على حقوق الإنسان”.
بالمقابل، احتفظ جين بينغ بمبدأ عدم تخلي بلاده عن الاستخدام المحتمل للقوة ضد تايوان، التي تدعي أنها تابعة لها وتهدد بضمها بالقوة.
وقال، “سنواصل السعي من أجل إعادة التوحيد السلمي، لكننا لن نعد أبدًا بالتخلي عن استخدام القوة، ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
وعقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أوائل آب الماضي، كثّفت بكين جهودها لترهيب التايوانيين، من خلال مناورات عسكرية بالقرب من الجزيرة، فيما تراه الصين انتهاكًا للسيادة ووحدة أراضيها.
كما تعتبر زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان تشجيعًا للجزيرة، لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمرًا رسميًا، وترى أن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية.
ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع تايوان، بعد أن حوّلت واشنطن اعترافها الدبلوماسي إلى بكين عام 1979، ولكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية معها، كما أنها ملزمة بموجب القانون الفيدرالي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
تعيش تايوان تحت تهديد الغزو الصيني منذ عام 1949، عندما فرّت حكومة جمهورية الصين المهزومة إلى الجزيرة، بعد حرب أهلية انتهت بانتصار الحزب “الشيوعي” في الصين، ولا توجد علاقات رسمية بين الجانبين، لكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمار.
–