“كلاسيكو” بحسب الظرف الراهن

  • 2022/10/16
  • 1:15 م
لاعبا برشلونة بوسكيتس وروبيرتو ولاعب ريال مدريد فينيسيوس خلال مباراة الكلاسيكو على ملعب "برنابيو"- 16 من تشرين الأول 2022 (Getty Images)

لاعبا برشلونة بوسكيتس وروبيرتو ولاعب ريال مدريد فينيسيوس خلال مباراة الكلاسيكو على ملعب "برنابيو"- 16 من تشرين الأول 2022 (Getty Images)

عروة قنواتي

ربما تكون نتيجة التعادل في “كلاسيكو” الأرض وفي قمة البريميرليج، مساء الأحد، مرضية للمتابعين وللاعبين ولمجالس الإدارات وللمدربين أيضًا. كل حلف يريد ويتمنى تحقيق الفوز في المواجهة، ولكن نتيجة التعادل ستطوي صفحة حساب بعض المدربين لمدة معقولة.

برشلونة يحل ضيفًا على ريال مدريد في معقله سانتياغو برنابيو، وهو مصاب بحمى التعادل الصادم أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال، ما أفقد الفريق حظوظه في التأهل بدرجة 90%، ليستعد للرحيل باتجاه الدوري الأوروبي، علمًا أن ما قبل بداية الموسم الحالي ليس كما بعده، فلو كانت الحجة في العام الماضي أن الفريق تعرض لهزة اقتصادية قوية ولرحيل جماعي لنجوم الفريق ما سبب تراجع مستواه، فلن يسمح أحد لتشافي بأن يبكي مجددًا على اللبن المسكوب.

ريال مدريد يحتاج إلى المباراة بنقاطها الكاملة لرد الاعتبار على هزيمة الرباعية في إياب الموسم الماضي، وللاستحواذ على الصدارة، وما أجملها من صدارة عندما تأتي في لقاء “الكلاسيكو” من أنياب الغريم التقليدي، بعد ضمان مبكر لبطاقة التأهل في دوري الأبطال.

ومن هنا تبدو ساحة البرنابيو مثل خريطة المواجهة في الحروب، وإن كانت الخسارة محرجة للسيد أنشيلوتي فهو ليس على بوابات الحساب، لكن تشافي سيبدأ بتلقي الاستفسارات الطويلة التي مفادها: ماذا بعد؟ ومن هنا تكون نتيجة التعادل مرضية لكارلو أنشيلوتي ومخففة لصعوبة المشهد على تشافي.

هناك في إنجلترا وفي صراع الكبار ضمن البريميرليج يلتصق ليفربول بقوة ملعب “الأنفيلد” وبمعنويات الأهداف السبعة في مرمى رينجيرز أوروبيًا، وبما حملته حقيبة يورغن كلوب من خطط ومفاتيح لإيقاف جرافات مانشستر سيتي، وإصرار لاعبيه ونجومه ومدربه بيب غوارديولا على استمرار سلسلة الفوز، واستمرار تسجيل هالاند للأهداف بشكل مرعب، واستمرار خنق الخصوم في وقت مبكر من مرحلة الذهاب.

لا يبدو أن في كتاب الريدز حاليًا موعدًا مؤكدًا لرحيل يورغن كلوب، أي أن المباراة إن لم تحمل نتيجة قياسية ومذلة بحق تاريخ ليفربول، فلن يوضع اسم كلوب على طاولة الحساب، ولكن الهزيمة ستجعل ليفربول، مع نونيز وصلاح وفيرمينيو وجوتا وفان دايك ودياز، وجميع من غنّى يومًا: لن تسير وحيدًا أبدًا، في حالة استسلام ورمي للمنشفة مبكرًا جدًا على صعيد منافسات البريميرليج، ما سيؤثر بالتأكيد على نتائج الفريق وعلى كاريزما كلوب في النادي.

الهزيمة محتملة ومتوقعة في قاموس الفيلسوف غوارديولا، وهو الذي أضاع مباريات وبطولات بشكل غير متوقع وغير مفهوم، أي أنه متصالح مع الهزيمة، لا يحبها طبعًا ولكنها موجودة ويسهل بالنسبة إليه القفز فوقها سريعًا، لكنه لا يريدها الآن من ليفربول، فهو يستمتع بالضربة القاضية حين تُتاح له الظروف، ويستمتع بجعل السيتي مرعبًا في أوروبا وإنجلترا، ولأجل هذا استدعى ورقته الجديدة والشابة إيرلينغ هالاند، ليكون مساء الأحد على المحك في ملعب “الأنفيلد”.

الفوز مهم للطرفين، فبالنسبة للسيتي لن يبقى آرسنال في الصدارة آخر الذهاب أو في أول فترات الإياب، مع ترنح تشيلسي والمان يونايتد وأداء متفاوت من توتنهام، والآرسنال بحسب أوراق غوارديولا سيكون الصيد الأخير، وهو يحتاج إلى الفوز على كلوب ليعطي الإنذار الثالث لتلميذه أرتيتا، وبالنسبة للتعادل فلن يكون مؤلمًا للسيد غوارديولا، ويستطيع الالتفاف عليه بمجاملاته المعتادة وبصعوبة المباراة أمام ليفربول وكلوب والأنفيلد.

كلوب طبعًا يريد الفوز على ملعبه وأمام جماهيره، ليرتب أوراق المنافسة قليلًا ويتنفس الصعداء، بعد فوز كاسح في دوري الأبطال. يريد الانتصار ليقول إنه لن يبتعد عن خلط الأوراق في إنجلترا، حتى لو ابتعد عن المنافسة. ولكن التعادل أيضًا سيكون مرضيًا أمام الهزات المبكرة التي تعرض لها الفريق في النتائج الهزيلة. لن يكون كافيًا، ولكنه لن يسمح بطرح اسم كلوب على طاولة الإدارة، وخصوصًا أنه أوقف بيب وهالاند ولعب ضمن المتاح.

الأحد الكبير ضمن الظرف الراهن بين “كلاسيكو” الأرض وقمة البريميرليج.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي